رصد فريق موقع “القوات”
لا يزال فريق الممانعة غير مقتنع بأن المبادرة الفرنسية لم تعد قائمة، حتى مرشحهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كان ينتظر أن يسمع من الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان أن حظوظه لا تزال مرتفعة، لكن مائدة قصر الصنوبر أتت عكس ما تشتهيها بنشعي فكانت خالية من “الملح” الرئاسي.
وعاد الملف الرئاسي إلى مقاعد الانتظار مع مغادرة الزائر الفرنسي، وبقي الشغور على حاله في انتظار الزيارة الثانية للموفد الفرنسي الذي غادر لبنان وفي جعبته كمّ هائل من الأجوبة التي سمعها من كافة الأفرقاء في لبنان، وسيقوم لو دريان بزيارة إلى السعودية وقطر ليعود بعدها إلى لبنان في تموز المقبل علّه يحمل معه الجواب الشافي الذي يفرج عن الاستحقاق الرئاسي.
وفي السياق، وصفت أوساط متابعة لمهمة الموفد الفرنسي للمحادثات التي أجراها مع فرنجية بالسيئة.
ولفتت عبر “نداء الوطن” إلى أنه خارج احتفالية الممانعة بـ”الغداء” الذي جمع لو دريان بفرنجية، لم يسمع مرشح “الثنائي” من الموفد الفرنسي ما يطمئنه الى حظوظه الرئاسية.
وليس بعيداً من هذه الأجواء ما ألمح اليه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، عندما قلّل من أهمية “دور مساعد سعودي أو فرنسي أو قطري أو ألماني أو من تشاؤون”. وقال، “هذا المساعد يكون قادماً للمساعدة وليس أن يأمر أو أن يقرر عن أحد”.
وفي الغضون، تترقب الأوساط السياسية على اختلافها الخطوة التالية التي سيتولاها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان سواء في ما يتصل بقيامه بزيارتين للمملكة العربية السعودية وقطر، قبل تحديد موعد زيارته الثانية لبيروت في تموز المقبل، ام في ما يتعلق بالاتجاهات والتوصيات التي يعتقد انه سيضمنها خلاصات جولته الأولى في التقرير الذي سيقدمه الى الرئيس ماكرون.
وبدا لافتاً انه اعلن في ختام جولته في بيروت عن انه سيعمل على تسهيل “حوار بناء وجامع بين اللبنانيين”. وقال في بيان مقتضب انه “بناء على طلب رئيس الجمهورية، الذي عيّنني موفده الشخصي من أجل لبنان، قمت بزيارة إلى لبنان من 21 الى 24 حزيران، في هذه الزيارة الاولى اردت اولا ان اصغي، لذا التقيت بالسلطات المدنيّة والدينيّة والعسكرية بالاضافة الى ممثلين عن جميع الاطراف السياسية الممثلة في مجلس النواب”.
واضاف “سارفع تقريراً حول هذه المهمة الى رئيس الجمهورية فور عودتي الى فرنسا. وساعود مجددا الى بيروت في القريب العاجل لأن الوقت لا يعمل لصالح لبنان . ساعمل على تسهيل حوار بناء وجامع بين اللبنانيين من اجل التوصل الى حل يكون في الوقت نفسه توافقياً وفعالا للخروج من الفراغ المؤسساتي والقيام بالاصلاحات الضرورية لنهوض لبنان بشكل مستدام وذلك بالتشاور مع الدول الشريكة الاساسية للبنان”.
توازياً، أبلغَت أوساط مطلعة الى “الجمهورية” انّ الجميع في الداخل اللبناني عادوا الى الوقوف على رصيف الانتظار، ترقّباً لما سيحمله الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان في زيارته الثانية لبيروت خلال تموز المقبل، الأمر الذي يعني ان الفترة الفاصلة عن عودته ستكون قاحلة محلياً على مستوى الاستحقاق الرئاسي.
ولفتت هذه الأوساط الى انّ زيارة لو دريان الثانية يُفترض ان تكون مفصلية، لأنها هذه المرة لن تكون استطلاعية بل إجرائية، بمعنى ان الموفد الفرنسي سينتقل خلالها من مرحلة ان يستمع إلى طَور ان يقترح، بناء على الاستنتاجات المُستقاة من لقاءاته مع القيادات السياسية والمشاورات التي سيجريها مع الرياض والدوحة قبل أن يعود إلى باريس لاطلاع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على حصيلة الجزء الأول من مهمته.
واعتبرت الأوساط ان الرحلة المقبلة لـ لو دريان الى بيروت ستعطي مؤشرات حول مصير حراكه، فإمّا ان يستمر اذا وجدً أرضية مشجعة، وإمّا ان يراوح في مكانه وبالتالي استبعاد انتخاب الرئيس قريباً.
الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” ان لو دريان سيناقش مع المسؤولين في السعودية وقطر حصيلة مشاوراته في لبنان ونتائج اللقاءات التي أجراها مع الأطراف اللبنانية للبحث في إمكان القيام بأي خطوة تساعد على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، خصوصاً ان مسؤولين من الدولتين تعهدوا بمناقشة الوضع مع المسؤولين الإيرانيين. فيما تردد ان وفداً قطرياً يزور العاصمة الايرانية حالياً.