مهضوم يا حاج!

حجم الخط

أراه مهضوماً الحاج محمد رعد…والله! عاقد الحاجبين كما دائماً، وعلى الجبين يسكن كانون حتى في عز الصيف! برق ورعود ووعيد وتهديد وويل الويل يتربّص بالمعارضين ويتنقل بين الخطاب والخطاب، وكمن يقتبس عن الرب الذي قال “تعالوا اليّ يا متعبي القلوب وأنا اريحكم”، يريد محمد رعد أن يريحنا بأن، “تعالوا الى الحوار ولنتفاهم على الرئيس”. نفهم يعني ألا رئيس من دون طاولة الحوار تلك يا حاج؟ يعني لا رئيس من دون هذا التحدي للفريق الآخر ع الطالعة والنازلة، ومن دون الإيحاء دائماً بأنكم “الفريق الأقوى، والأقوى يحكم”؟ وهنا السؤال، هل لا تزال القوة تُقاس عن جدّ بالسلاح والمئة ألف مقاتل وبأموال إيران وما شابه؟ الم تتعظوا من جلسة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث انتصاركم المدوي جعل الـ51 صوتاً لمرشح الممانعة، أكثر من الـ59 صوتاً لمرشح المعارضة، وهي عملياً 60 صوتاً بعدما الغى الرئيس نبيه بري تشبيحاً أحد الأصوات التي “لا بتقدم ولا بتأخر” بحسب قوله؟

“تعالوا لنتفاهم على رئيس، إذا كنتم تحتاجون الى ما يطمئنكم من سليمان فرنجية فنحن حاضرون، وإذا رفضتم كل ذلك ويمكنكم المجيء بالرئيس الذي تريدونه فآتوا به”! ما هذا اللطف وهذه الكياسة يا حاج، أخجلتنا والله، لا تعرف أبداً لا لغة التحدي ولا لغة فرض الأمر الواقع، ديمقراطي لطيف خفيف، وكان ينقص فقط أن تقول “وز عينكن وهدّوا إن كان فيكن تهدّوا”، لتكتمل جملة التزريك والتهديد المفيدة تلك، وكأن الاستحقاق الرئاسي مبارزة بين فريقي كرة سلة.

الحاج رعد قال بأن “إحدى عشرة جلسة عقدت في المجلس النيابي وكنا ندلي بورقة بيضاء لنقول لكم تعالوا الى الحوار”، يعني هذا اعتراف صريح بأنكم عطلتم عمداً الاستحقاق الرئاسي في محاولة استدراج المعارضة الى عقد طاولة حوار بالقوة “الناعمة”. طيب هل نذهب مخفوري الأيدي أم نذهب أحراراً يا حاج؟ ماذا تحب وتفضل وتريد؟ بس رضاك. وإذا لم نذهب الى طاولة الحوار تلك ماذا سيحصل، هل نملك يا ترى رفاهية السؤال والاستفسار؟

القليل من التواضع ينعش قلب الواقعية يا حاج، وينعش التقارب المفترض الذي تطالب به… أو لنقل القليل من التواضع يا حاج، ليتمكن شريك كبير في الوطن من تخطي لغة التحدي تلك، فنحن لسنا قبائل عابرة ولا أرقام ساقطة في تاريخ تلك الأمة، كل المطلوب أن تعترفوا بقوة وجودنا، وبالمساواة بالحقوق والمواطنة، وبالنسبة الينا، وبكل تواضع أيضاً، إما انتخاب رئيس في البرلمان وإما… انتخاب رئيس في البرلمان، واضحك قليلا يا حاج شو فيها هالدني!​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل