يزداد الضغط الدولي على حزب الله عاماً بعد عام، خصوصاً مع توسع تصنيفه كمنظمة إرهابية وسط محاولات واسعة لقمع نشاط خلاياه في دول العالم. والتقى أكثر من 35 حكومة من دول العالم على “ضرورة مكافحة الشبكات الإرهابية والمالية لحزب الله”، وفق وزارة الخارجية الأميركية.
المحلل السياسي علي حمادة يعتبر عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، أنه “معروف ومعلوم وليس سراً أن هناك عشرات الدول في العالم صنفت منذ فترة طويلة، وعلى فترات متلاحقة، حزب الله كمنظمة إرهابية، جزء منها في أوروبا وجزء آخر في الولايات المتحدة وبعض دول أميركا اللاتينية، وفي عدد من الدول العربية، إذ وعلى الرغم من المصالحات العربية الإيرانية، الحزب لا يزال مصنفاً كمنظمة إرهابية في دول الخليج العربي، وهذا الأمر لم يتغير حتى بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية في بكين”.
“تصنيف الحزب كمنظمة ارهابية يزداد ويتوسع عاماً بعد عام”، وفق حمادة الذي يشير إلى أن “هناك عدداً من الخلايا التابعة لحزب الله، وللأسف أفرادها لبنانيون، تعمل على أراضي عدد من الدول في العالم، إما لجمع الأموال وتبييضها وإما لخلق خلايا أمنية، تارة لمراقبة رعايا عرب أو مواطنين إيرانيين يعيشون في الخارج ويعارضون النظام في إيران، وتارة أخرى لمراقبة وتحضير أعمال ارهابية ضد بعض السفارات والقنصليات الدبلوماسية ولا سيما الاسرائيلية أو المراكز اليهودية”.
على الصعيد الأوروبي، يلفت حمادة إلى أن “فرنسا رفضت تصنيف الحزب كمنظمة ارهابية وذلك لأسباب سياسية تتعلق بطموحاتها اللبنانية وطموحاتها للعمل في السوق الايرانية، لكن ألمانيا صنفته منظمة ارهابية ولاحقت الخلايا اللبنانية التي تعمل لحسابه”.
ويُذكّر أنه “في العام الماضي، قامت السلطات الفرنسية، وعلى الرغم من عدم تصنيفها حزب الله منظمة ارهابية، بتفكيك خلايا تابعة له تعمل على اراضيها تحت غطاء جمعيات. ومن هنا ثمة مروحة واسعة من الدول في العالم تلاحق حزب الله والناشطين والخلايا التابعة له، لأنه عملياً ليس حزباً عادياً إنما منظمة عسكرية أمنية استخباراتية تعتبر بأنها أحد أذرع الحرس الثوري الايراني، وتحديداً فيلق القدس. ومعظم عمل الحزب هو الأمن الخارجي. وهناك مئات التقارير الصادرة عن مراكز دراسات في الدول الغربية تلقي الضوء على أعمال الحزب ذات الطابع الأمني”.
“أهمية التطور أن عدد الدول التي تلاحق الحزب لا يتراجع إنما يزيد وكل أجهزة المخابرات الغربية، وضمنها الفرنسية التي لم تنضم لتصنيفه ارهابياً، تتبادل المعلومات لملاحقة الحزب والخلايا الخطيرة”، يجزم حمادة.
وعن انعكاس المعطى الجديد على أداء حزب الله داخلياً، يقول حمادة، “الجديد اليوم ليس التصنيف إنما إعادة التفكير به، وأقدر أن هذا التطور لن ينعكس بتنازلات على سلوك الحزب في الداخل اللبناني، إذ كلما زادت ملاحقات الحزب في الخارج ازداد تصلباً في الداخل، وتمسك أكثر بالمنصة اللبنانية لأنه يعتبرها أساسية وحيوية لا بديل عنها من أجل إدارة أعماله ووظيفته الإقليمية والخارجية لحساب النظام في ايران”.
يشدد حمادة على أن “الحزب لن يتراجع بموضوع الرئاسة، بل أكثر، قد يكون في طور التخطيط والعمل بشكل منهجي على تغيير النظام اللبناني لصالحه، ومن هنا اصراره على ترشيح لا يتنازل عنه في الرئاسة، لأن لا تنازل عن لبنان وسيقاتل من أجل الحفاظ على هذه الورقة وهي حيوية له وايرانية، وترفض ايران التنازل عنها مهما كلف الأمر، وهي مستعدة أن تشعل الأرض بمن فيها من أجل الحفاظ على هذه القلعة الايرانية على شاطئ المتوسط”.