نظرة “الحزب” للكيان دافع لتغيير التركيبة

حجم الخط

تصر إيران على الورقة اللبنانية وتتمسك بها، رافضة التخلي عنها مهما كان الثمن، وهذا ما يفسر أداء وتعنت حزب الله في الداخل اللبناني، ورفضه التلاقي مع باقي الأطراف عبر التخلي عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية.

هذا الواقع ما هو إلا دليل إضافي على مدى اختلاف النظرة لكيان لبنان وهويته بين الأطراف اللبنانيين، ففي حين ينظر السياديون، وفي مقدمتهم حزب القوات اللبنانية، الى لبنان كوطن حر مستقل، له هوية لبنانية بحت، سيادته تعلو فوق كل اعتبار، يعتبر فريق الممانعة وفي مقدمته حزب الله، أن لبنان ورقة إيرانية تخدم مصالح إيران الإقليمية وتعزز موقفها الدولي، سيادته يجب أن تبقى منتهكة وحدوده سائبة.

في الحقيقة، الاختلاف ليس سياسياً فحسب إنما يكمن في عمق قناعة كل طرف وهو ما يُصعّب جداً إمكانية الاتفاق على أرضية مشتركة بين الطرفين، وهو بالتالي ما يؤدي عند كل استحقاق الى فراغ وشغور وتضييع سنوات من عمر لبنان.

الحزب بأدائه يضر الطائفة الشيعية قبل سواها، إذ إن أبناءها يؤمنون بلبنان الكيان خصوصاً أنهم المنتمين إلى بيئة الإمام المغيب موسى الصدر الذي شكل بأدائه صورة نموذجية للعيش المشترك، وأسس لواقع تعايشي جد مميز في بلد محكوم بالعيش المشترك والشراكة الحقيقة لا تلك التي ينتهجها حزب إيران وحلفاؤه ويمعنون بتظهيرها كصورة مثالية وداخلها حدث ولا حرج.

أبناء الطائفة الشيعية يعانون تماماً ككل الشعب اللبناني من الفقر والعوز إثر سياسات الطبقة الحاكمة، والدينامو فيها “الحزب”، فيما المستفيدون هم قلة قليلة من الأزلام والغالبية العظمى تعي جيداً أنها تدفع ثمن سياسات خاطئة أخذت لبنان رهينة ووضعت شعبه في مستنقع خطير.

واقع يؤكد أن نظرة الحزب للدولة تدميرية، لا ترحم أحداً حتى أبناء بيئته، مصالحه الإيرانية فوق كل اعتبار، وهو يرى بلبنان منصة لتنفيذ مهمة خارجية لا علاقة لها بالشعب اللبناني ولا بالهوية التي يحملها الشيعة ويتمسكون بها جداً، ويمعن الحزب بضربها وإعطاء صورة مخالفة لنظرة الطائفة ككل، فابن بعلبك مثلاً يعي أهمية هويته اللبنانية ولا يتخلى عنها ومثله شيعة أحرار حتى لو انضووا تحت لواء الحزب، وفي هذه الحقيقة اختلاف جوهري بين الحزب وبيئته حتى.

يبقى أن بدء الكلام عن تركيبة جديدة للبلد، تطور جد إيجابي إذ إن التركيبة الحالية بكل ما حملته من تناقضات أثبتت عدم إمكانيتها على إيجاد حلول مرجوة في بلد يغادره أبناؤه الى أصقاع العالم ويقاوم الباقون فيه للتمكن من تأمين أبسط مقومات العيش. ويبقى السؤال، ألم يحن الوقت للتفكير الجدي بتغيير التركيبة الفاشلة وابتكار أخرى أكثر حداثة وخيراً للبنانيين؟

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل