رصد فريق موقع القوات اللبنانية
لا يزال وقع حادثة القرنة السوداء التي هزّت البلاد بكاملها يخيّم على المشهد العام إذ لا تزال صورة ما حصل غامضة جراء مقتل هيثم ومالك طوق في بشري. رئاسياً، لا جديد ويبدو ألا مبادرات في الوقت الحالي والسيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات.
وفي العودة إلى حادثة القرنة السوداء، أفادت معلومات “نداء الوطن” بأن القضاء بدأ تحقيقاته التي تتسم بوتيرة سريعة وجمع الأدلة لتكوين خارطة طريق الأحداث ورسم صورة لما حصل. كما افادت المعلومات عن توقيف 22 شخصاً. ونفت توقيف اي ضابط من الجيش.
وشرحت اوساط واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن” الظروف المحيطة بما جرى في القرنة السوداء، فقالت إنه نتيجة الحوادث التي كانت تحصل في الاعوام الماضية، وتجنباً لحوادث كبيرة جداً في هذه المنطقة، بُذل جهد كبير كي يصدر قرار رسمي عن الحكومة بتكليف الجيش بإنفاذ القانون، وهذا ما يفترض أنه حصل بدءاً من شباط الماضي. لكن منذ ذلك الوقت، وقعت حوادث عدة جانبية وثانوية، وكان يفترض الا تقع، ما ولّد إنطباعاً بأن لا قرار رسمياً صدر بعد عن الحكومة، وبالتالي لم يتسلمه الجيش.
وتخلص الاوساط نفسها الى القول، “إذا لم يتم خلال الساعات الـ48 المقبلة، او في الايام القليلة المقبلة، توقيف القتلة فهناك خطورة ان تذهب الامور الى مكان آخر”.
رئاسياً، لا شيء في الأفق يَشي بانعطافة ايجابية، بل على العكس إنّ كلّ المؤشرات المحيطة بالملف الرئاسي وتعقيداته تَشي باستعدادات على كلّ المفاصل والجبهات السياسيّة، للتعايش مع فترة من الجمود حُبلى باحتمالات وسيناريوهات مجهولة، تمهّد لها إرادة التوتير والتصعيد الحاكمة لمواقف وتوجّهات قوى سياسية ثَبتَ بالملموس أنّها تعتاش على الفراغ وتهرب من الانخراط في أيّ مسار حواري أو تفاهمي يَستولِد رئيساً للجمهورية ويؤسّس لعودة انتظام الحياة السياسية في لبنان.
بدورها، أكدت مصادر سياسية موثوقة عبر “الجمهورية” ألا معلومات تؤكد وجود اي مبادرات خارجية في الوقت الراهن حول الملف الرئاسي في لبنان. فالأميركيون مُنكفئون عن هذا الملف، ولا حراك مباشرا او غير مباشر من قبلهم تجاه الملف الرئاسي. اما الجانب السعودي فكما هو معلوم، ليس في موقع الضغط المباشر على اي طرف داخلي، بل هو في موقع المُساعد والمُشجّع للبنانيين على انجاز استحقاقهم الرئاسي، الا انه ليس لدى المملكة اي خطة او مبادرة او برنامج تحرّك خاص تجاه لبنان، وما يُشاع عن تحرّك سعودي وشيك في هذا المجال لا يعدو اكثر من فرضيات في غير محلها.
اما الجانب الفرنسي، فأولويته حالياً هي الداخل الفرنسي، ولا شيء آخر أبعد من الحدود الفرنسية. وإذا كان لو دريان قد اعلن خلال زيارته بيروت انه عازم على العودة الى بيروت خلال تموز الحالي، فإنّ المستويات السياسية في لبنان لن تتبلّغ حتى الآن ما يؤكد حصول الزيارة او العدول عنها، خصوصاً ان شكوكاً أُثيرَت حولها في الآونة الاخيرة ورجّحت عدول الموفد الرئاسي الفرنسي عن هذه الزيارة.
في هذه الاجواء، ابلغت مصادر فرنسية الى “الجمهورية” قولها انّ الاحداث التي تسارعت في باريس في الايام الاخيرة، من الطبيعي ان تفرض تعديلاً في اجندة الاولويات الفرنسية، التي تتصدرها اولوية مواجهة الاحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية وتداعياتها.
ولم تؤكد المصادر عودة لو دريان الى بيروت في المدى المنظور، الا انها لفتت الى ان الملف اللبناني لا يزال في قائمة الاولويات الفرنسية، الا انّ المستجدات التي شهدتها باريس، تتطلّب مقاربة حثيثة من الإليزيه والحكومة الفرنسية وصرف الجهد لاحتوائها، وترسيخ الامن والاستقرار في البلاد قبل اي امر آخر”.