يمعن حزب الله بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ليس بغية إيصال مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو يعلم جيداً أن ذلك مستحيل في ظل وجود معارضة شرسة بوجهه، إنما لتحصيل أهداف كبيرة تتضح معالمها تباعاً وما هي إلا دلالة واضحة على مدى نظرة “الحزب” الدونية للبنان كوطن مستقل وسيادي كياني.
المحلل السياسي الياس الزغبي يشير عبر موقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، إلى أن “الثابت أن حزب الله نسج بحكم أدائه الاستكباري والفوقي نوعاً من الشرنقة حوله، خصوصاً في المجالات الثلاثة السياسية والرئاسية والشعبية، لذلك هو يسعى الآن بأولوية واضحة الى الخروج من العزلة والشرنقة من خلال الهروب إلى الأمام، بتحريك خلافات تقليدية قديمة بين بعض المناطق ذات الطابع الطائفي كما في القرنة السوداء والبقاع الغربي وعلى امتداد قمم سلسلة جبال لبنان الغربية، لكن الحزب يفضح نفسه بهذه الخطوات لأن التحقيقات لا بد من أن تصل الى هذه الحقيقة عن دوره في تحريك النزاعات الأهلية الموروثة”.
الزغبي يشدد على أن “الحزب وبعد أن يخرج من عزلته، إذا تمكن من ذلك، سيمضي في تنفيذ مشروعه الأكبر أي الهيمنة الكاملة على الدولة اللبنانية واخضاع سائر المكونات لمشروعه السياسي. ولا يخفى أن الخطوة الأولى التي يقوم بها لتحقيق هذا المشروع هي نقل التجربة العراقية الى الداخل اللبناني أي أن يتحول الى نوع من الحشد الشعبي المعترف به شعبياً، كما في العراق، لكنه يتوجس كثيراً من تجربة الثنائية العسكرية التي راقب نتائجها السلبية في السودان وروسيا وربما لاحقاً في العراق وسوريا. ولذلك يحاول أن يقفز فوق هذا الهدف المباشر، أي التحول الى قوة عسكرية شرعية كما في العراق، الى المشروع الاصلي الذي رسمه، والأصح أن إيران رسمته له، في وثيقته السياسية التأسيسية والتي تتحدث عن تحويل لبنان الى جمهورية إسلامية”.
“مشروع حزب الله يصطدم بوضوح بممانعة لبنانية وطنية سيادية لا تلين”، وفق الزغبي الذي يلفت إلى أن “المعارضة جسدت نفسها في الجلسة 12 لانتخاب رئيس للجمهورية، وهذه الحالة السيادية والمعارضة تتجه الى مزيد من التماسك، بحيث تنتقل من حالة تقاطع حول الرئاسة الى حالة تفاهم حول المستقبل السياسي للبنان، لذلك فإن مشروع حزب الله معرض للفشل والسقوط بفعل الإرادة الداخلية أكثر مما هو بفعل التوازنات الاقليمية والدولية”.