تمنت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، أن “تكون الأعياد مواسم بركة على جميع اللبنانيين، إلا أن الأساتذة لم يتسنَّ لهم الشعور بفرحة عيد الأضحى المبارك لسببين:
1 – تدني القيمة الفعلية والشرائيّة للرواتب.
2- التأخير الدائم والمرفوض في تحويل هذه الرواتب الهزيلة وفتات متمّماتها.”
وقالت الهيئة في بيان، اليوم الجمعة، “هكذا قد مرّ العيد مُرّاً على أهل الجامعة اللبنانية الذين باتوا على يقين بأنهم متروكون مع سائر مستحقاتهم وملفاتهم لمصيرهم البائس من قبل جميع المسؤولين والمعنيين. فالراتب والملحقات التي تمّ ابتداعها، ولا تدخل في صلب الراتب، تمثل مجتمعةً أقل من 10% من الراتب الذي كان يتقاضاه الأستاذ سابقاً قبل الأزمة.”
وأضاف البيان، “هكذا يُكافِئُ القيّمون على الجامعة والتعليم العالي والحكومة أساتذةً كرّسوا أنفسهم لخدمة العِلم والمعرفة والتضحية في سبيل تعليم طلاب وجيل واعد يليق بلبنان. ونسأل هل هكذا تُكافأ الجامعة اللبنانية التي أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تصنيف QS 2024 للجامعات في العالم، وتقدمت إلى المرتبة الثانية على الصعيد المحلّي، وحافظت على المرتبة الأولى محليًّا في مؤشر السمعة المهنية. أيضاً وفي الترتيب العام بين جامعات العالم تقدمت الجامعة اللبنانية 24 درجة وحلت في المرتبة 577 عالمياً، بالرغم من التراجع على مستوى البحث العلمي ذلك بسبب تأثير الظروف المادية والتمويليّة. وفي النهاية، تتم مكافأة أساتذة الجامعة من خلال بدل إنتاجية وحوافز هزيلة لم يقبضوها بسبب تأخير وعرقلة وعدم مسؤولية وخفة بالتعاطي معيبة جداً”.
وتابع، “أصبح لزاماً على الدولة اللبنانية إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة تحاكي الأوضاع الراهنة في ظل تدني القيمة الحالية للرواتب والأجور، وفي ظل الدولرة الشاملة وإرتفاع قيمة الرسوم والضرائب التي يتم جبايتها على سعر صرف يوازي تقريبًا سعر الدولار في السوق الموازية. إن هذه السلسلة يمكن أن تؤمّن، ولو بالحد الأدنى المطلوب، عيشًا كريمًا للأساتذة وعائلاتهم وتوقف النزف الحاصل في الكادر التعليمي وتحافظ على الموارد البشرية اللازمة لإستمرار العمل في الجامعة اللبنانية”.
وأشار إلى أن “الموازنة الحالية للجامعة اللبنانية هي موازنة هزيلة لا تتعدّى بضعة ملايين من الدولارات ولا تخوّل أية مؤسسة تعليم عالي محترمة من الإستمرار في أداء دورها ووظيفتها. على الدولة اللبنانية إيجاد الحلول المناسبة لرفع موازنة الجامعة لكي تتمكن الأخيرة من الإستمرار بأداء رسالتها الوطنية ودورها الطليعي في تأمين التعليم العالي المرموق”.
ولفت إلى أنه “بالنسبة الى موضوع الدخول إلى الملاك، وفي ظل الظروف التي يعيشها الوطن، بدأ الأساتذة يشككون في رغبة السلطة بإدخال المستحقين إلى ملاك الجامعة اللبنانية، وهنا لا بد لنا من التذكير بنقطتين:
1- إن دخول الأساتذة الى الملاك هو حق للأساتذة المتفرغين في العام 2014.
2- إن دخول الأساتذة إلى الملاك لا يكلّف الدولة أية أعباء مادية إضافية. إضافة الى كل ما تقدم، فإن هذا الملف يستوفي جميع الشروط المطلوبة على كل المستويات، فلماذا التأخير والتسويف والمماطلة ببتّه؟ وهذا الغبن يطال أيضًا ملف التفرغ للمستحقين، حيث أن التفرّغ هو لمصلحة الجامعة أولاً وحاجة ماسّة لها كما أنه حق للمستحقّين بما يُقدّم لهمبيئة من الاستقرار الأكاديمي.كما أنه من المعلوم أن الأساتذة المتعاقدين يتقاضون حقوقهم بعد أشهر لا بل سنوات، فتكون هذه الحقوق قد فقدت قيمتها ولم تعد تمتلك قدرة شرائية تسمح لهم بالبقاء في الجامعة. فهل المطلوب تفريغ الجامعة من خيرة أساتذتها؟ ولصالح من؟ وهل هكذا تبنى الأوطان؟”
واضاف، “أيها المسؤولون، أيها الرأي العام، هل يعقل أن يضطر الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانية لاستجداء بدل أتعابه لتمويل صموده في الجامعة؟ أمر أقل ما يقال فيه أنه معيب ومخزٍ.
إن التأخير غير المبرر في إقرار ملفي الملاك والتفرغ يمعن في تدمير هذا الصرح التربوي الوطني العريق، خاصة وأن الأساتذة فقدوا القدرة والمقوّمات المالية ولم يبقَ لهم من بذل النفس شيء بعد ثلاث سنوات من تضحيات جمّة، ناهيك عن طلبات الإستيداع وتجميد التفرغ التي تُقدَّم بالمئات. فلماذا هذا التدمير الممنهج للجامعة؟”
وأوضح أنه “من الأمور الضرورية والملحّة، ضرورة دعم موازنة صندوق تعاضد أساتذة الجامعة اللبنانية، فمجمل ما تمّ تقديمه حتى الآن غير كافٍ ودون المستوى المطلوب ليتمكن الأساتذة من تسجيل أولادهم السنة المقبلة في مدارسهم، فهل يُعقل ان تُحرَم نخبة الوطن التي تُعلِّم الأجيال من تعليم أولادها السنة المقبلة؟ أما على المستوى الصحي، فالأساتذة والمتقاعدون اليوم مهددون صحّيا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج الطبي، ولا بد لنا من التذكير بالزميل الفقيد في كلية الفنون الجميلة والعمارة – الفرع الثالث، رحمه الله، الذي فقد حياته منذ بضعة أشهرلأنه لم يتمكن من تأمين تكاليف علاج مرضه بسبب عدم وجود التغطية الطبّية الكافية”.
واعتبر البيا، أن “أموال الـ PCR، التي استحقتها الجامعة اللبنانية بعرق جبين اساتذتها والعاملين فيها، فلم تتمكن الجامعة من تحصيلهابما يمكّنها من الإستفادة من هذه الأموالالتي هي بأمسّ الحاجة إليها اليوم، إن لصالح الجامعة أم في سبيل دعم الأساتذة والموظفين. تؤكّد مجدداً الهيئة التنفيذية على إصرارها بالمطالبة، وحتى النهاية، بغية الحصول على حق الجامعة اللبنانية بأموال الـ PCR كاملةً وتسأل الحكومة مجتمعة: لماذا المماطلة في تحديد جلسة لمجلس الوزراء بعنوان وحيد: “الجامعة اللبنانية”، ولما تناسي هذا الملف المحق؟ آن الأوان أن يجتمع مجلس الوزراء، وجميع المعنيين لإيجاد الوسائل المتاحة لإسترداد كامل أموال الـ PCR بغية الاستفادة منها لدعم الأساتذة والجامعة اللبنانية”.
وأشار إلى أن “الحكومة اللبنانية مدعوة إلى الاجتماع بشكل طارئ وسريع، لمعالجة جميع المشاكل والمواضيع والمسائل التي تمّ ذكرها ولإتخاذ القرارات الضرورية لدعم الجامعة وصمود الأستاذ الجامعي في ظل اقتصاد بات مُدَولراً، ريثما تنقضي هذه المحنة ويعود لون الأرز إلى بهائه. فالمجتمع اللبناني المتعلم والمثقف لم يكن على ما هو عليه اليوم لولا الدور الريادي والطليعي الذي أدّته وتؤدّيه الجامعة اللبنانية منذ عقود وحتى اليوم”.
وأضاف، “نحن على أبواب إنهاء وإنقاذ العام الجامعي 2022-2023 بفضل جهودنا ولحمنا الحي، فقط لا غير، وحيث أنه كان من المفترض أن تُحسَب لنا هذه الجهود المبذولة لولا حالة نكران الجميل السائدة، نعلن أن استمرار هذه المقاربات والأساليب غير المسؤولة سوف تعيق الجامعة من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه. ونحذّر من مغبة استمرار سياسة اللامبالاة وعدم إيجاد الحلول الناجعة من جانب الدولة اللبنانية تجاه الجامعة اللبنانية، وإن استمر هذا النهج فإنه سيُدخل جامعة الوطن في مرحلة الاحتضار”.
وتابع، أن “أساتذة الجامعة اللبنانية تحمّلوا خلال السنوات المنصرمة ضغوطاً معيشية ومادية وحياتية، حرصاً منهم على جامعتهم وطلابهم، يطالبون المسؤولين بمعالجة جميع ملفات الجامعة اللبنانية وأهلها فوراً من دون تلكُؤ. فإحذروا مِمّن يعجز عن تأمين قوته، وعن تعليم أولاده وعلاج عائلته فلن يبقى لديه شيء يخسره. وللحديث تتمة.”