رصد فريق موقع “القوات”
لم يعد لبنان يحصي الأزمات التي تنهال على المواطنين مع إطالة أمد الشغور الرئاسي، إذ على الرغم من “الاستقرار الكاذب” لسعر صرف الدولار تتفاقم الأوضاع المعيشية يومياً، فيما تقود المنظومة البلاد إلى انتحار وفراغ جماعي مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة نهاية تموز الحالي تليها ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، علماً أنها على دارية بمفتاح الحل أي انتخاب رئيس بأسرع وقت، لكنها تتلطّى خلف الحوارات المفخخة وتتخطّى الدستور لفرض مرشّحها الوزير السابق سليمان فرنجية بالقوّة.
التيار الوطني الحر وبعد تقاطعه مع المعارضة على اسم المرشّح جهاد أزعور وبعد تأزم غير مسبوق بالعلاقة مع حزب الله فتح صفحة جديدة في مسار العلاقات، فيما لا تبدو المعارضة متفاجئة، وهو ما عبّرت عنه مصادر نيابية في “القوات” قالت لـ”الشرق الأوسط”، “منذ اللحظة الأولى أكدنا أن التقاطع بين النائب جبران باسيل والمعارضة يتعلق حصراً حول المرشح أزعور ونعرف أن علاقة باسيل مع الحزب لم تنقطع لذا لم يكن لدينا أي رهانات”، لكنها ترى أن الحوار بينهما لا يزال عند نقطة الخلاف نفسها، إذ يتمسك “الحزب” بسليمان فرنجية، ولا يتراجع باسيل عن موقفه الرافض له.
وتؤكّد مصادر “القوات”، “ندرك جيداً أنه في اللحظة التي يتخلى فيها الحزب عن فرنجية سيكون الوطني الحر على أتم الاستعداد ليتقاطع معه”.
من جهتها، تؤكد مصادر قضائية، لموقع “القوات”، أنه “في حال تمنُّع نواب حاكم مصرف لبنان عن القيام بمسؤولياتهم الوظيفية بعد انتهاء ولاية الحاكم يمكن ملاحقتهم قضائياً أمام المحاكم المختصة”، مشددة على أن “قانون النقد والتسليف واضح ولا لبس فيه”.
وتنوّه إلى أن “نواب الحاكم تقاضوا منذ تعيينهم حتى الآن مبالغ طائلة تتخطى المليوني دولار، من ضمنها رواتبهم المرتفعة جداً ومخصصاتهم وبدلات السفر إلى الخارج في سياق قيامهم بوظيفتهم، وغيرها. وواجبهم الأول أن ينوبوا عن الحاكم حين يقتضي الأمر”. لقراءة المقال كاملاً. اضغط هنا: خاص ـ البقاء مكلف والاستقالة مسؤولية… نواب الحاكم في مهبّ المحاكمة
خارجياً، يحط الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان في بيروت في الربع الأخير من الشهر الحالي، على أرض التناقضات اللبنانية بعد محطتين خليجيتين له، الاولى في المملكة العربية السعودية التي التقى فيها المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا، والثانية في قطر حيث سيمثل فرنسا في الاجتماع الخماسي حول لبنان الذي ينعقد في الدوحة الاثنين المقبل، بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية ومصر وقطر.
إنما مصادر مطلعة تشير إلى أن لبنان لم يتبلغ بعد أي موعد رسمي ونهائي لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان إلى لبنان بعد، وكل ما يتردد بهذا الخصوص، يستند إلى توقعات ووعود، بعودته بعد جولة المشاورات والاتصالات التي يجريها بالرياض ومع اعضاء دول اللقاء الخماسي، لوضعهم في حصيلة زيارته للبنان والانطباعات التي خلص اليها، لرسم خارطة تحركاته المستقبلية ومواصلة مهمته الرئاسية.
وتوضح لـ”اللواء”، أن “الموفد الرئاسي الفرنسي، سينتقل إلى باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون واطلاعه على خلاصات مهمته بلبنان والسعودية وقطر، وبنتيجتها سيتقرر، كيفية تحرك لو دريان، وما اذا كان سيسرِّع الخطى ام يتريث لاستكمال مشاوراته مع دول واطراف اخرين، كإيران مثلاً لتذليل العقبات والعراقيل القائمة في طريق مهمته.
أمنياً، تحوّلت الخيمتان اللتان نصبهما حزب الله في مرتفعات شبعا قبل أسابيع قضية ملتهبة، إذ صدرت مواقف إسرائيلية تهدد باللجوء الى القوة لحسم أمر الخيمتين، وذلك بعدما هدّد الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله بالردّ على أي عمل اسرائيلي يستهدف إزالتهما.
ولم تظهر أي مؤشرات على تدخل أو وساطة أميركية في النزاع على الحدود البرية يشبه الانخراط السابق في جهود ترسيم الحدود البحرية، فيما ارتفعت التوقعات اللبنانية لدور أميركي، إثر زيارة كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، إلى تل أبيب. لكنَّ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، نفى علمه بوجود وساطة أميركية في ملف معالجة ترسيم أو تحديد الحدود البرية الجنوبية بسبب الأزمة الأخيرة، مؤكداً لـ”الشرق الأوسط” أنه “لا الأميركيون اقترحوا التوسّط، ولا لبنان طلب أي جهد أميركي في هذا الملف بالتحديد”.
وإلى جانب نفي بو صعب، نفت مصادر لبنانية أخرى أن يكون اللواء عباس إبراهيم مضطلعاً بأي جهد تفاوضي مع الجانب الأميركي، قائلة إن إبراهيم لم يُكلف من أي جانب بالتواصل مع الأميركيين في هذا الملف، وذلك حسماً لمعلومات شاعت في بيروت عن توليه جانباً من التواصل التفاوضيّ.
أما المصادر المنخرطة في اللقاءات مع المسؤولين الدوليين، أكدت أنه “لو كان هناك تفاوض، لكان ذلك من صلاحيات الرئيس حكماً، لكن ما يمضي فيه لبنان الآن هو استمرارية العمل باللجنة الثلاثية لمعالجة الخروقات وتثبيت الحدود البرية بشكل كامل ونهائي”.
اقرأ أيضاً: خاص ـ خطط كبيرة بعد عودته… رسالة قوية من غسان سركيس لجمهور الحكمة