مواجهة عنيدة لـ”الحزب”… قوة التوازنات تُسقط “مشروع القوة”

حجم الخط

مسافة طويلة قطعتها العلاقة بين قوى المعارضة السيادية الحزبية والمستقلة والتغييرية بمختلف تلاوينها ومكوّناتها، منذ الانتخابات النيابية الأخيرة في أيار العام 2022. لم تكن الطريق مزروعة دوماً بالورد، بل كانت محفوفة بالكثير من الأشواك، خصوصاً في البداية. غير أن ذلك لم يمنع من تطور العلاقة بشكل مضطرد على نحو إيجابي.

ولعلّ قوى المعارضة اكتشفت تباعاً على ضوء الممارسة والتجربة والاستحقاقات والملفات المطروحة، أن ما يجمعها أكثر بكثير ممّا يفرّقها على مستوى بعض المقاربات المختلفة والنظرة إلى كيفية التعاطي مع الاستحقاقات الداهمة. علماً أن هذا الأمر طبيعي في أي ممارسة ديمقراطية.

وتشير مصادر سياسية معارضة بارزة، إلى “تجارب عدة واجهتها المعارضة منذ بدء ولاية المجلس النيابي الحالية، لم تكن نتائجها مشجعة. وعلى الرغم من محاولات بعض القوى السياسية للمّ الصفوف ورفع درجات التنسيق حول المواضيع المطروحة، غير أن نسبة التشرذم كانت غالبة في البداية”.

لكن المصادر ذاتها، تسارع للتأكيد، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، على “نقطتين مركزيتين حظيتا بتوافق حولهما منذ البداية بين مختلف أطياف المعارضة، وإن اختلف التعبير عنهما بين طرف وآخر. أولاً، ضرورة مواجهة فريق الممانعة، وعدم الاستسلام لمشروعه الهادف إلى السيطرة على البلد، وفرض رؤيته بالقوة على سائر اللبنانيين، انطلاقاً من انتخاب رئيس جمهورية جديد يدين بالولاء المطلق له.

وثانياً، وجوب عدم التهاون في المسائل المتعلقة بالفساد المستشري ووجوب إقرار الإصلاحات المطلوبة للحدّ منه، وقطع الطريق على منظومة الفاسدين المتحكمة بالبلد ونهب ثرواته منذ عقود. وأي مقاربة للانتخابات الرئاسية يجب أن تنطلق من هاتين النقطتين المركزيتين”.

وتوضح المصادر ذاتها، أن “المطلوب رئيس جمهورية إنقاذي إصلاحي يعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، لتبدأ معه مسيرة الإنقاذ. وهذا الأمر من المسلّمات التي تُجمع عليها مختلف أطياف المعارضة التي حسمت الاتفاق حولها، وعدم العودة إلى ما قبلها”.

وتشدد، على أن “قوى المعارضة قطعت أشواطاً بعيدة في التفاهم حول مواضيع عدة، أولها طريقة مقاربة الانتخابات الرئاسية. فمن حالة التشرذم والاختلاف في البداية، إلى مرحلة التواصل والتنسيق والتفاهم والاتفاق التي تنمو بشكل مضطرد بين سائر مكوناتها وأطيافها”. وتؤكد المصادر عينها، أننا “اليوم بتنا في موقع آخر مختلف تماماً، والاتفاق بين قوى المعارضة على منع انتخاب رئيس جمهورية تابع للفريق الممانع، يترسخ أكثر فأكثر، والموقف المعارض صلب وثابت لهذه الناحية وغير قابل للمساومة، والتنسيق في سياق متصاعد يومياً، وآخر انعكاساته التوافق شبه التام على رفض مسرحية الحوار على الطريقة القديمة الفاشلة التي يروِّج لها الفريق الآخر”.

وتنوِّه، إلى أن “البلد لا يمكن بأي شكل أن يتحمَّل 6 سنوات جديدة من الفشل والانهيار تحت سيطرة فريق حزب الله وحلفائه، الذي أثبت بأنه فاشل ولا يمكنه بناء دولة ومؤسسات واقتصاد وازدهار. فهذا الفريق يفهم بالحروب والتفجيرات والمعارك والقتال وما شابه، لكنه فاشل وجاهل تماماً في كيفية بناء الدول والاقتصاد والإزدهار، كما ثبت بالتجربة الماثلة التي يعيشها لبنان في ظل حكمه”، لافتة إلى أن “مختلف قوى المعارضة واعية تماماً لخطورة المرحلة، وتعي مسؤولياتها لإنقاذ البلد ومنع سقوطه بالكامل في محور الفقر والعوز والجوع”.

وتعتبر المصادر نفسها، أنه “يجب التأكيد على أن صمود قوى المعارضة في وجه الترهيب والتهويل والتهديد الذي مارسه حزب الله، وإفشالها لمخططه بإيصال رئيس جمهورية من معسكره، يؤكد أن المواجهة ممكنة وأن الحزب ليس بالقوة التي يحاول الترويج لها، بل على العكس هو في أضعف أيامه في ظل المعطيات والتحولات الإقليمية الراهنة، وعاجز عن تخطِّي قوة التوازنات اللبنانية الدقيقة بمنطق القوة”.

أي عملية نسخ من دون ذكر المصدر تعرض صاحبها للملاحقة القانونية​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل