يرى مصدر سياسي مطلع، أن “لا إسرائيل ولا حزب الله يريدان حرباً في الوقت الراهن، لاعتبارات تتعلق بظروف كلٍّ منهما”، لافتاً إلى أن “ما يحصل من توتر على الحدود الجنوبية في الأسابيع الأخيرة، يبقى تحت السيطرة، وتحت سقف التزام طهران وتل أبيب بالتفاهم الضمني القائم بينهما منذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”.
يؤكد المصدر ذاته، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الجميع يدرك أن اتفاق الترسيم البحري تمّ بموافقة ومباركة حزب الله، إلى حدِّ اعتباره انتصاراً كبيراً كما قال الأمين العام للحزب علناً، على الرغم من الانتقادات التي طاولت الاتفاق حول التخلّي عن حقوق مثبتة للبنان”.
“بالتالي، إن المناوشات الحاصلة على الحدود الجنوبية منذ فترة ويتولّى دور البطولة فيها ما يسمّى (الأهالي)، ليست سوى إعادة رتيبة لمسرحية مملّة يعرضها حزب الله في كل مرة يكون فيها مأزوماً، وغير قادر على فرض هيمنته في الداخل حول استحقاق ما. واليوم القضية التي يصطدم بها الحزب ويتلقى مواجهة عنيدة وصلبة ويفشل فيها، عنوانها الأساسي الاستحقاق الرئاسي”، وفق المصدر عينه.
يضيف، “في هذا السياق تأتي المناوشات الأخيرة مع الجانب الإسرائيلي. فحزب الله لا يريد الحرب ولا يجرؤ على فتحها اليوم بشكل مباشر لإدراكه بأن الوضع اللبناني لا يحتمل، وأن نتائجها ستكون مدمّرة على لبنان وعلى بيئته اللصيقة وسيُحمّل المسؤولية. لذلك هو يستغل (الأهالي) ويتلطّى خلفهم لتوجيه رسائل للداخل والخارج والقول إنه هنا ولا يزال قوياً، لعلّه بذلك يستدرج عروضاً لعقد صفقة معه. من دون أن نغفل المفاوضات النووية الحاصلة بين واشنطن وطهران من الصورة، فالجميع يدرك أن قرار الحزب النهائي في طهران لا في حارة حريك”.