تحاول المنظومة الحاكمة التي أوصلت البلاد إلى الانهيار العمل على مواصلة نهجها التدميري على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمالية، وبعدما شارفت ولاية حاكم المركزي رياض سلامة على الانتهاء، ها هي المنظومة تريد إعادته من النافذة لإدارة المرحلة الانتقالية عبر اقتراحات متعدّدة باتت مكشوفة على الرغم من غموضها وحياكتها في أقبية الاجتماعات المغلقة، ما يعني أن هناك أيادٍ خفية تريد استمرار النهج ذاته لبقاء الوضع على ما هو عليه من دون حلول جذرية.
الباحثة والخبيرة الاقتصادية سهام رزق الله، تشير إلى أنه “قبل الحديث عن بقاء سلامة لإدارة المرحلة الانتقالية من خلف الستارة، لا بد من التذكير أن ما تبقى من سيولة لدى المركزي، هو ما يقارب الـ9 مليار دولار وهذا لا يوازي سوى ثمن 6 أشهر من الاستيراد، وعندما تصل البلدان “المدولرة” إلى هذا الوضع عليها اتخاذ خيارات حاسمة، على سبيل المثال بلغاريا عندما حلت عليها الأزمة قررت أن تقوم بوقف كافة أنواع طباعة العملة الوطنية إلا عبر الكمية التي يتم تغطيتها عبر ما تبقى من احتياط الدولار، وهذا ما يجب فعله في لبنان لأن أي عملية طباعة إضافية ستزيد من الانهيار، وسيستنزف ما تبقى من الاحتياط أو نوع من تثبيت مرحلة معينة كما يحصل اليوم في لبنان، وعندها سنصل إلى انهيار تام”.
رزق الله تعتبر في حديث عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الحل يجب أن يكون متكاملاً اقتصادياً سياسياً وأمنياً، بغض النظر عن الأشخاص وهوية حاكم المركزي، كما يجب أن يكون هناك قراراً لخروج لبنان من مأزقه، يعني من يريد الإبقاء على سلامة لإدارة المرحلة الانتقالية، يريد استمرار النهج الحالي، أي إبقاء الوضع معلق، لأن الحلول غائبة ولا يوجد أي قرار محلياً كان أم خارجياً لخروج لبنان من أزمته، خصوصاً أننا من دون رئيس جمهورية وفي ظل حكومة تصريف أعمال، الشغور يفتك في المواقع الأساسية في البلاد، وبعيداً عن هذه الخيارات لا يمكن أن يأتي الحل”.