منذ فترة كتبنا عدة مقالات عن الوضع السوري والاعداد الجاري شرق الفرات للإطباق على الإيرانيين وميليشياتهم ومحاصرة نظام بشار الأسد.
اخر المعلومات الواردة من سوريا تفيد بان واشنطن والتحالف الدولي يستعدون مع قسد للهجوم على ايران وميليشياتها والنظام السوري غربي الفرات .
وفي المعلومات ان العمليات العسكرية المتوقعة ستشمل على السواء سوريا والعراق لان المطلوب تحجيم اجنحة ايران وميليشياتها لانهاء سيطرتهم على حكم العراق وتعزيز اقليم كردستان والوسط العراقي .
من هنا فان زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاخيرة الى سوريا ولقائه رأس النظام السوري بشار الاسد تندرج في هذا السياق استعدادا للقادم على العاصمتين من تغييرات ميدانية كبرى والمسؤولين في اجواء ما تعد له واشنطن والتحالف المحلي الكردي العربي معها بخصوص قلب المشهد في سوريا والعراق على السواء .
بحسب المعطيات الجيو سياسية المتقاطعة سيعمل على انشاء منطقة سنية في وسط سوريا من دير الزور الى البوكمال الى وسط العراق ومنطقة كردية في الشمال مع اقليم كردستان ومنطقة سنية في الوسط لاغلاق الطريق امام الهلال الشيعي .
يتم اعداد عشائر عربية في كل من سوريا والعراق للمشاركة في تنفيذ هذه العملية.
المشهد السوري اذا بصدد الانتقال من حرب داخلية بين نظام ومعارضة شارك فيها الايراني والروسي الى حرب دولية اقليمية بحيث ان واشنطن حاليا ترسل رسائل الى كل من موسكو وطهران وبكين وحلفائهم، فحواها ان اميركا ليست ضعيفة وستعود وما تريده سيتم على الارض .
النظام في سوريا آيل الى الزوال وثمة إدارة ذاتية يتم الاعداد لها في الجنوب السوري وبخاصة في السويداء حيث تنشأ إدارة ذاتية تتولى إدارة شؤونها بنفسها بدعم إقليمي تقرر.
في تقارير استخبارية موثوقة يعمل على الإطاحة في العراق بالتأثير الإيراني في السلطة تمهيدا لإعادة واشنطن وحلفائها العرب لتشكيل حكومة عربية حقيقية في العراق تحل محل الحكومات الفارسية المتعاقبة .
القرار متخذ في سوريا بضرب واضعاف الوجود الإيراني عبر ضرب ميليشياته خاصة بعد تقارير عن ان العمليات الجوية لوحدها لم تعد كافية من اجل ذلك وثمة حاجة لاستخدام القوات البرية لإنهاء النفوذ الإيراني في سوريا .
واشنطن لا تزال تتحفظ على استخدام القوات البرية في سوريا ولا تريد المغامرة بجنودها معتبرة ان الاعتماد الاساسي يجب ان يبقى على ابناء المنطقة الاكثر تضررا من الوجود الايراني واستمرار نظام الاسد .
واشنطن والسوريون اذاً تلاقت مصلحتهم في طرد الايرانيين من سوريا واضعاف قبضة الاسد على مناطق غرب الفرات بالتقدم الى داخل غرب نهر الفرات كيلومترات عدة للجم الاسد والايرانيين وانشاء منطقة آمنة .
واشنطن تريد ربط الجنوب السوري والقنيطرة والسويداء ودرعا ومنطقة التل على الحدود مع الاردن والسعودية مع مناطق نفوذ سوريا الديموقراطية المستقرة شرقي الفرات .
طبعاً قادة سوريا الديمقراطية والقوى الكردية وقسد يلتزمون الصمت حيال ما يتم الاعداد له في سوريا وهذا امر طبيعي وجيد لتجنب البوح بحقيقة الخطط العسكرية الموضوعة لإنهاء الوجود الإيراني وبالتبعية انهاء النظام السوري او في اقل تقدير حمله على الرضوخ لمطلب السير في التسوية السياسية التي تؤدي تلقائيا وطبيعيا الى رحيله .
العد التنازلي اذا بدأ وقد يستغرق بعض الوقت علما ان واشنطن لا تتحمل إطالة امد العمليات العسكرية ولذا من المفترض تعزيز اكبر لحظر جوي شرقي الفرات وسيتم الإعلان عنه على غرار ما حصل في كردستان يوما مع الخط ٣٦ .
فانطلاقا من مجمل هذه المعلومات نستخلص الاتي :
أولاً: إن أي حل سياسي في سوريا بات مستحيلا مع رفض نظام الأسد والإيرانيين السير في اليات الحل المنصوص عليها في القرارات الأممية ٢٢٥٤ والعربية ٨٩١٤ ومقررات اعلان جدة وسواها من مرجعيات تصب كلها في انتهاج خريطة طريق الحل السياسي .
ثانياً: انكفاء الانفتاح العربي على النظام السوري وتوقف محركاته في ظل تقدم الخيارات العسكرية وتضخم الحشود العسكرية شرقي الفرات أميركياً وعربياً وكردياً وسورياً في مواجهة غربيها إيرانياً وميليشياوياً وأسدياً.
ثالثاً: عدم قدرة النظام في لعب أي دور إقليمي كما في السابق وبالتالي انتفاء اية إمكانية للتحدث الى نظام بشار الأسد لإيجاد حلول لملفات شائكة كملف النازحين السوريين في بلدان الجوار ولا سيما لبنان والأردن فيما تركيا بدأت بطردهم على مراحل بعد تبدل حسابات انقرة الإقليمية والدولية .
رابعاً: سوريا متجهة نحو إعادة تشكيل وجودها وكيانها ونظامها والتخلص من محتليها وغاصبي سلطة الشعب السوري المنهوك والمدمر فيما يبدو ان ترابط الساحات انقلب من المفهوم الإيراني المستبيح للدول والحدود بينها الى المفهوم الأميركي بربط أوراق المواجهة الكبرى في مختلف محطاتها الأوروبية الروسية الإيرانية الصينية بأدنى ملف كالملف السوري تعجيلا في حسم ما يمكن حسمه في الشرق الأوسط قبل التوجه بالتركيز نحو اسيا والصين.