أحداث عين الحلوة… “نحو التخلّص من المخيمات الفلسطينية”؟

حجم الخط

دخلت “القضية الفلسطينية” مرحلة لملمة الصراعات والتشرذمات من باب خريطة شرق أوسطية جديدة ترسمها دول القرار، ويبدو أن لملمة المخيمات والتخلّص من بقاياها وسلاحها المتفلّت عبر موقف موحّد للفصائل قد اتُخذ، إلاّ أن خلافات هذه الفصائل لن تنتهي بسهولة، وهذا ما ترجمته أحداث مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب، باليومين الأخيرين.

في هذا السياق، يوضح العميد المتقاعد في الجيش اللبناني خالد حمادة، في حديث عبر موقع “القوات اللبنانية” الالكتروني، أن “ما يشهده مخيّم عين الحلوة يأتي بعد لقاء قادة الفصائل الفلسطينية الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، في أنقرة لمحاولة الوصول إلى موقف فلسطيني موحّد بما يخص اجتماع القاهرة”.

يضيف: “هناك فصائل فلسطينية محسوبة على طهران والشام وفي مقدمّها (الجهاد الإسلامي) وبعض المسميّات مثل (جندي الشام) و(الشباب المسلم) وغيرها، مكلّفة بتفجير الموقف بوجه الاجتماع الذي عُقد”.

وعن عملية قتل العميد في حركة فتح أبو أشرف العرموشي مع عدد من مرافقيه، يشير حمادة، إلى أنها “تفجير للخلاف الذي حصل بين الفصائل، إلاّ أن هذه المرة تختلف كلياً عن أي اشتباك تفتعله الفصائل المدعومة من النظام السوري، لأن هناك قراراً مدعوم من تركيا والسعودية أيضاً، بضرورة الوصول إلى موقف موحّد للفصائل الفلسطينية تحت رعاية السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعتماد مبدأ التفاوض لحلّ الموضوع الفلسطيني، وفقاً للاتفاقات الدولية. هذا الموضوع يُخرج سوريا من الدائرة وما يحصل في عين الحلوة يُترجم ما أقوله”.

وعن تدخّل الجيش اللبناني، يلفت حمادة إلى أنه “إذا كان لا بدّ من موقف حاسم للجيش على غرار هذا الموضوع، فالأمر بحاجة إلى حكومة جدّية، إلا أننا اليوم أمام مستوى سياسي مشلول، جلّ ما يقوم به الجيش هو محاولة حماية الناس أولاً، وحماية مواقعه بانتظار ما ستُسفر عنه الأمور وتحقيق تغيير حقيقي على الأرض داخل مخيّم عين الحلوة”.

“موقف تركي ـ عربي موجود على ما يبدو للتخلّص من الشرذمة الفلسطينية وحلحلة هذا الموضوع، إلاّ أنه ربما لن تكون الحلحلة بالتفاوض وبسرعة لكننا دخلنا على مرحلة التخلّص من المخيمات، فوجود هذه الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات في هذا الشكل لم يعد مقبولاً”، وفق حمادة.

وإذا كان الملف الفلسطيني سيأثّر على الملفات اللبنانية، يؤكد حمادة أن “لا علاقة للمواضيع ببعضها البعض، وما نشهده من توترات اليوم هو نتيجة قصور المعنيين اللبنانيين عن ضبط السلاح المتفلّت داخل المخيمات الفلسطينية، وعدم جرأة السلطة اللبنانية على اتخاذ القرار المناسب مهما كان الخطر لأنها تخاف من زعل (فلان وعلتان) إثر وجود النظام السوري والإيراني داخل السلطة اللبنانية”.

ويشير إلى أن “الوضع المتفجّر القائم داخل مخيّم عين الحلوة لا يُساعد على وقف إطلاق النار، إلاّ أن حدّة الاشتباكات الحاصلة محصورة فقط داخل المخيّم ولن تذهب إلى مكان آخر”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل