26 تموز ذكرى خروج الدكتور جعجع من المعتقل.
4 آب ذكرى الانفجار الجريمة في مرفأ بيروت.
الذكرى الأولى ذكرى فرح وانتصار بعد ظلم ونضال.
الذكرى الثانية ذكرى جريمة أليمة ارتكُبت بحق اللبنانيين والعاصمة بيروت ولبنان كل لبنان، ولا تزال مستمرة يومياً طالما أن السلطة المذنبة تعرقل كشف الحقيقة وتريد تجهيل الفاعل وعدم تحميل المسؤوليات.
الذكريان متناقضتان في الشكل، أما في المضمون فتُلخّصان قصة شعب طيّب ومعاناته مع سلطة تُمعن في استغلاله.
الذكرى الأولى مؤشر واضح وصريح على أن “ما مات حق وراءه مطالب”، وأن الخاتمة في الذكرى الثانية ستكون على مثال الذكرى الأولى، على الرغم من استمرار الألم والأسى بفقدان أعزاء وفقدان الدولة.
بعد حل حزب القوات اللبنانية في العام 1994 واعتقال رئيسه ظلماَ، أنارت القوات دروب النضال السلمي وثبَّتت حقيقة راسخة: المقاومة والصمود والتمسك بالحق هي الطريق الوحيدة لمجابهة المنظومة والسلطة العميقة المتحكمة برقاب اللبنانيين ولبنان،
ولا خلاص منها إلا بالصبر والتمسك بالمبادئ والنضال والمثابرة والإصرار على قيام الجمهورية القوية .
أما بالنسبة إلى الجريمة الكبرى في 4 آب التي دمّرت قسماً كبيراً من العاصمة بيروت:
– أكثر من 200 مواطن سقط
– أكثر من 7000 مواطن أصيب
– أكثر من 8 مليارات دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة …
السلطة تراوغ وتعيق التحقيقات، ولا تريد لجنة تقصّي حقائق دولية، ولا تريد كشف المرتكب، ولا تريد تحمّل المسؤولية…
أهالي الشهداء والمصابين والمتضررين لم يستكينوا: يطالبون، يعارضون، يتظاهرون، يتعرضون للضغط والقمع وشتى أنواع المراوغة والتسويف…
لكنهم سلكوا الطريق الصح: مصرّون، مثابرون، مناضلون، مقاومون…
سلطة فاسدة فاسقة مجرمة لا ترى سوى مصالحها الخاصة. والأنكى، أنها على الرغم من كل ما حصل ورافق الانهيار المالي والاقتصادي، تريد الاستمرار في النهج نفسه!
حتى في انتخابات رئاسة الجمهورية، يمارسون الأسلوب نفسه. لبنان من انهيار إلى آخر وهم يمارسون الأسلوب ذاته!
وبناء عليه، إن الطريقة الصحيحة لكبح هذه المنظومة هو السلوك الذي تنتهجه القوات اللبنانية، مقاومة سلمية، ثابتة، مثابرة، مناضلة، سائرة في خط مستقيم. وفي النهاية، وكما حصل في قضية اعتقال الحكيم، تبقى العبرة في الخاتمة.
أما المعارضون للمنظومة، فليس أمامهم الا التكتل والاتفاق على القواسم المشتركة الرئيسية الوطنية، بشكل خاص السيادة ومحاربة الفساد.
كل النظريات الأخرى سقطت، وليس جميع السياسيين مثل بعضهم، وليس “كلن يعني كلن”.
فتحميل الكل مسؤولية ما قام به البعض، إضافة الى انه فعل ظلم، يؤدي حتماً الى تجهيل الفاعل وبالتالي عدم المحاسبة!
هذه هي الوسيلة الفعالة للتخلص من المنظومة والسلطة العميقة، وإننا على هذا الدرب سائرون، وندعو جميع اللبنانيين للالتفاف والتكاتف في سبيل إنقاذ لبنان.
ومرةً أخرى، لن يصح إلا الصحيح.