عين الحلوة مرسال مراسيل الحزب

حجم الخط

كلما عنّ على بالهم موّال، تندلع الاشتباكات في مخيم عين الحلوة! تندلع دائماً وليست المرة الأولى وواضح أنها لن تكون الأخيرة! أحزاب فلسطينية متصارعة فيما بينها، منها الممانع التابع للحزب، ومنها التابع للسلطة الفلسطينية، يحلو لهم من وقت لآخر، أن يحوِلوا أرض المخيم اللبنانية أصلاً، والتي استأجرتها الدولة من اللجنة الدولية للصليب الاحمر العام 1948 تاريخ النكبة، الى ساحة مستباحة للصراعات الفلسطينية المسلحة، والى أرض نزاع سلطة وأحزاب وفصائل ومجموعات، من دون أي حسيب ورقيب لبناني فعلي.

ينسى المتصارعون… الأصحّ، يتناسى المتنازعون في ذاك الداخل المتفجِر من وقت لآخر، أن المخيم أرض لبنانية هنا في صيدا، في ذاك الجنوب القريب القائم في قلب لبنان، والخاضع في غالبيته، لسطوة سلاح “الحزب”، فيحولون المكان الى أرض النار، وناس المخيم الى وقود لصراعاتهم الدموية المدعومة بطريقة غير مباشرة من ميليشيا إيران في لبنان. صار سلاح الفصائل الفلسطينية المتنازعة فيما بينها، وسيلة ضغط أخرى تتفجّر في الداخل اللبناني لفرض واقع ما، أو للرد على خطوات سياسية عربية باتجاه لبنان، أو لتوجيه رسالة ما لإسرائيل، اذ ما يعجز عن القيام به الحزب على الحدود مع اسرائيل، تفعله الفصائل الخاضعة له في داخل المخيم، من دون أي اعتبار لوجود الدولة اللبنانية، أو لجيشها وقواها الأمنية، ولا لأي شيء يمت بصلة الى ما يسمى “بالشرعية” اللبنانية التي تسقط منهارة عند أبواب مخيم عين الحلوة.

صار سلاح المخيم المتفلِت، رسائل حزبية عابرة للقوانين وللشرعية المحلية والدولية، صار النار والبارود هناك، هما الشرعية والقانون الوحيد المعترف بهما، طالما يصله الدعم المباشر من “الحزب” ومن إيران، ومرحبا هيبة لبنان وكيانه ومؤسساته العسكرية والدستورية!

أي تفلّت هذا، أي فوضى تلك، أي انهيار ذاك لقيم الدولة ولهيبة القوى الأمنية المخولة وحدها ضبط الأوضاع داخل المخيم وخارجه، ولكن عند أبواب مخيم عين الحلوة، تسقط كل تلك الهيبة والقيم الوطنية.

أتذكرون تلك الاتفاقية التي وُقعت في العام 2006 في ما سُمي يومذاك بطاولة الحوار الأولى، والتي من بعدها بفترة قصيرة، اندلعت حرب تموز المدمرة؟! يومذاك اقرت اتفاقية نزع سلاح الفصائل الفلسطينية خارج المخيمات، وتنظيم السلاح الفلسطيني في داخلها، بإشراف الدولة اللبنانية، والتي حتى اللحظة، يرفض “الحزب” تنفيذها، ليبقى ذاك السلاح سلاحه الآخر في وجه الدولة لوقت الحشرة؟! هل الحزب محشور الآن ليشعل فتائل الفصائل المتنازعة المتفلتة داخل المخيم؟! طيب هل طريق قدس الحزب تمر من مخيم عين الحلوة، والقضية الفلسطينية التي يقتات الحزب منها أساساً، ليبرر وجوده وكيانه وانصياعه لإيران، هل تلك القضية الهادفة لعودة الفلسطينيين الى بلادهم، لا تتحقق الا بإشعال الفتنة بين الفلسطينيين أنفسهم، وشقّهم طولاً وعرضاً فيما بينهم لتحويلهم الى متنازعين بائسين على حساب قضيتهم المقدسة، وخدمة لأهداف “الحزب” الدموية التدميرية؟!

شو يا شباب نوِرونا الله ينوِر عقولكم. وكلمة أخيرة، وكما يقول المثل اللبناني، “يا فرعون مين فرعنك؟ جاوب فرعنت وما حدن ردني”! فرعنتهم الدولة اللبنانية وتخاذلها منذ سنين وسنين، وصاروا كلهم، فصائل مسلحة و”الحزب”، فراعنة في أرض البخور والقديسين والشهداء، وحتى اللحظة ما حدن ردّن.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل