1 آب: الجيش الخط الأحمر

حجم الخط

من المؤكد أن مؤسسة الجيش اللبناني لا تزال تحظى بالتفاف وتأييد اللبنانيين جميعاً بما تمثل من ضمانة للاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي. كما أنه من المؤكد والمشهود له بالشواهد والتصاريح والبيانات أن تلك المؤسسة الجامعة تحظى بتأييد وإجماع الأحزاب والشخصيات والأطراف السياسية كافة على اختلاف تلاوينها واتجاهاتها وهذا جيد.

لكن عند تعمقنا في الممارسة، نقع على تناقضات وافتراقات كثيرة مع المؤسسة الجامعة المفترضة.

فعند بدء الحرب، هوجم الجيش كونه “فئوياً طائفياً انعزالياً”، وعند كل استحقاق أمني اقتصادي أو رئاسي، يتم التعرض للجيش والنيل من قائده المرشح المفترض لرئاسة الجمهورية. ومع كل تطور أمني أو عسكري يحاصر الجيش بالخطوط الحمر والاتهامات المقوضة لدوره والمحبطة لعزيمته وهيبته… والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها ما حصل مع الجيش بعد أن وضعت الحرب، أوزارها اي بعد اتفاق الطائف.

ـ في 18 تشرين الأول من العام 2021، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: “الجيش اللبناني أطلق علينا النار في جسر المطار (1993) وفي حي السلم (2004) وعلى مستديرة مار مخايل (2007)، وطبعاً نستذكر هنا ما كان قد سبق لنصرالله أن أكده في 26 أيار من العام 2007، عن أن “دخول الجيش اللبناني الى مخيم نهر البارد خط أحمر”.

ـ في 28 آب من العام 2008، يوم استشهد الضابط الطيار سامر حنا على يد “حزب الله” فوق تلة سجد، سأل الرئيس السابق ميشال عون، “ماذا تفعل طوافة الجيش اللبناني فوق تلة سجد؟”، مطالباً بالتحقيق مع قيادة الجيش.

ـ اليوم يتعرض الجيش اللبناني بشخص قائده العماد جوزف عون من رئيس التيار الوطني الحر وفريقه لأبشع الهجمات على خلفية الاستحقاق الرئاسي، كما يتعرّض من عين الحلوة للقصف والقنص، تماماً كما تعرض له في نهر البارد.

إن القوانين والدساتير والقرارات الدولية والقيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية، لا تنفك تؤكد وتلتقي وتجمع على دور الجيش اللبناني الضامن الوحيد للاستقرار والأمن والسيادة الحقيقية.

والممارسات والوقائع لا تزال تؤكد أن هناك من لا يزال يبشّر ويروج ولو بخجل، بـ”عجز الجيش” و”ضعفه”، فقط للحلول محله بتعطيله وإنهاء دوره.

وستبقى ثابتة واحدة لكل مواطن أو سياسي محب لوطنه: الجيش وحده الخط الأحمر.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل