فجروا بيروت وانتصر الوحش للحظة.. لن نستسلم

حجم الخط

يا وحوش، تقتلون بيروت وتعيشون وتعززون حضوركم الإعلامي وكأن لا شيء حاصل! يا وحوش تحوم من حولكم عيون الشهداء التي تنزّ ألماً، لأن أشلاءهم ما زالت عالقة على حيطان بيروت ولن تنزل قبل تحقيق العدالة. يا وحوش قتلتم العدالة ودممتم قلوب الأهالي. يا وحوش الإرهاب والاحتلال وانحلال الأخلاق وموت الإنسانية، فجّرتم بيروت بناسها وها أنتم تصعدون الى الإعلام وتعلنون التضامن، أي عهر هذا، أي انحلال أخلاقي هذا حين تحكمنا الوحوش في لبنان شريعة الغاب، وحين تصبح 4 آب مجرد ذكرى؟!

ثلاث سنوات مرت على تفجير المرفأ الارهابي، هو تفجير وليس انفجار صححوا العبارة، تشلّعت أجساد الضحايا أكثر مما هي مشلعة، اغتيل الأهالي وهم بعد أحياء، قتلوا لبنان وصرنا أمواتاً أحياء نتحرك كآلات، قتلوا بيروت ووقفوا على تلة الأشلاء بالثياب الأنيقة يتأسفون، وكانوا يعلمون، كانوا يعلمون بالفجيعة المتربصة ببيروت وسكتوا، تسلحوا بالدجل وبموت الإنسان فيهم وسكتوا، على عيون دمع الأهالي المر اليابس المالح الذي تحوّل أنهاراً لا تنضب، وقفوا يراقبون، لم يحملوا منديلاً لبلسمة الجراح بل خنجراً لطعن الجرح في قلب قلبه. يحكمنا وحوش الإرهاب والاحتلال وعملائه، يحكمنا التواطؤ والانحلال الأخلاقي والإنساني.

المفروض الا يكون يوم 4 آب يوماً للذكرى، بل يوم تحقيق العدالة، يوم نرى المشانق تتدلى على عيون الوحشية الحاكمة، يوم تبتسم عيون رالف ملاحي للعدالة المحققة، وليس ليوم صار ذكرى دامعة مبللة بالنكران والتواطؤ على الشهداء وأهلهم وبيروت والحقيقة والعدالة.

قولوا لهم أن الوطن ليس مفصّلاً على قياس زعيم ميليشيا إرهابية، ولا على حجم كرسي ولا على قياس سلطة مغمسة بالدم، ولا على قياس محتل مهما ظن نفسه “عظيماً” بجبروت السلاح، لا أحد أعظم من دم الشهيد، قياس الوطن وفاء الناس والتزامهم بكرامة بلادهم. 4 آب أهم بكثير من ذكرى الاستقلال الاول والثاني والثالث المقبل أكيد، 4 آب يوم حداد على العدالة في لبنان، والتي إن لم تتحقق سنخسر لبنان، وها نحن على الطريق الصحيح لخسارته، كل يوم يزحل منا أبعد من اليوم الذي سبقه، لأن السجون في لبنان لا تستقبل المجرمين “الكبار”، بل تتركهم يتاجرون بذكرى 4 آب ويلقون اللوم على الآخرين ونحن أصابعنا في وجوههم تدل عليهم، تنده عليهم بأسمائهم واحداً واحداً، وعندنا كل مواصفاتهم، كما عند القاضي بيطار، وهم يعهرون بالنكران والتحدي واضطهاد القاضي، وتهريب التحقيق، وحتى اضطهاد الأهالي والإمعان في قتل الشهداء ووجهاً لوجه! أي وحوش هؤلاء يا ربي؟!

أصلاً من أنتم؟ من هؤلاء؟ هم أنفسهم الذين فجّروا عيون ناتالي وسحر فارس وجو نون و233 شاب وصبية وامرأة ورجل وأطفال، وتركوا سبعة الاف جريح، وشلعوا بيروت! هؤلاء ما غيرهم الطبقة “النبيلة” الحاكمة، هؤلاء أسفل درجات الإنسانية، قعر الانحلال الإنساني والأخلاقي، حيث يجلسون موتى أحياء الى كراسي الدم، ومن تحت اقدامهم تفوح رائحة القبور، هؤلاء هم حكام لبنان الذين يحتلون الأرض والقيم وقهر الانسان، هؤلاء ما غيرهم فجّروا بيروت بمن فيها، ومن ثم أعلنوا عليها الحداد!

ثلاث سنوات على تفجير مرفأ بيروت الإرهابي، وعلى الرغم من أن المدينة سقطت ذراعها فحملتها، لكنها لم تضرب بعد عدوها بها، ما زالت ذراع بيروت  تنزّ معلقة بين الأرض والسماء، بين اللاعدالة الدامية والعدالة المنتظرة، وما زال 4 آب ذاك اليوم الذي يحكي عن وطن مشلّع حزين مدمر غاضب ثائر لكن من دون صدى، يعض على أسنانه من الألم ولكن في الوقت عينه ينتظر الانقضاض على اليد التي فجّرت الحياة بأبنائه، لن يعيد الحياة الى العدالة في لبنان الا الشعب الحرّ الموجوع، إذ لا أمل في أي شيء في ظل سلطة مماثلة واحتلال مماثل، وحدهم الأهالي ونحن الشعب الموجوع، سنردّ العدالة الى الحياة، وسننتشل معها دمع الشهداء اليابسة. سنصنع وطناً من جديد، وطن خال منهم، وطن نظيف حلو كعون الشهداء، سنرد الحياة لبيروت، سنسترجع حروف الشمس المحفورة للبنان في صفحات الإنجيل، لن نترك الأهالي من دون عدالة، لن نترك الشهداء من دون دمعة تبلسم استشهادهم وسنقبع الخناجر التي تطعنهم.

4 آب قضية وطن، قضية إنسان، قضية أرض إما أن تبقى فريسة لوحوشها، وإما أن تعود وطن الرسالة والانسان. 4 آب قضية وعد وعهد نقطعه على السماء أولاً وعلى أنفسنا بألا نترك المجرم يعيش الحياة، والضحايا وأهاليهم يعيشون الموت، لن نسكت، لن نستسلم.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل