لعنة طمس الحقائق… عدالة تحت الركام

حجم الخط

3 سنوات على فاجعة تاريخية دمّرت بيروت وهجّرت أهلها. 3 سنوات ولم تجفّ دموع الأهالي الذين فقدوا أولادهم وودّعوهم “أشلاء في أكفان بيضاء”. 3 سنوات ولا تزال التحقيقات معلّقة في بلد أُلقيت عليه لعنة “طمس الحقائق”.

ومع إحياء مئات اللبنانيين تضماناً مع أهالي الضحايا، الذكرى السنوية الثالثة لانفجار مرفأ بيروت أمس الجمعة، في مسيرة بدأت من مركز فوج إطفاء بيروت وصولاً إلى تمثال المغترب، علت الأصوات المطالبة بكشف الحقيقة وإجراء تحقيق عادل لا تدنّسه المنظومة الحالية، فيما المتّهمون الأساسيون يعيشون ويبحثون عن “كوّة لتحويل التفجير إلى حادثة.

وعلى الرغم من اشتداد حدة ولهجة التصاريح المحلية والدولية، لا يبدي معرقلو التحقيق أي مبادرة لاستئنافه، لتبقى الوعود كثيرة والآمال قليلة، بينما تطالب المعارضة وفي مقدّمها حزب القوات اللبنانية وأهالي الضحايا بلجنة تقصّي حقائق دولية لانعدام الثقة المحلية في القضاء اللبناني القابع تحت رحمة السلطة.

رئاسياً، ملف الاستحقاق معلّق بالحوار الذي دعا إليه المبعوث الفرنسي جان إيف لو دريان قبل أن يسحب المجتمع الدولي يده من لبنان، في تحذير على أنه “الخرطوشة الأخيرة” لمساعدة البلد التي تغطّي سماءه القذائف والسلاح متفلّت، فيما يتمسّك فريق الممانعة بمرشّحه سليمان فرنجية تحت غطاء “حوار مفخخ”.

إلى ذلك، علت الأصوات الدولية المنددة بالعقوبات على معرقلي الاستحقاق الرئاسي على رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري لرفضه فتح دورات متتالية لجلسات الانتخاب وتعطيل نوابه وحلفائه نصاب الجلسات، بعد رسالتين، الأولى: من أعضاء في مجلس النواب الأميركي إلى وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن، طالبين منه التفكير بقوّة في المضي قدماً بفرض عقوبات، بما في ذلك تجميد أي أصول مقومة بالدولار، على المعرقلين وبمن فيهم بري. والثانية: من لجنة الخارجيَّة في الكونغرس إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تشير إلى أنّ بري هو امتداد لحزب الله، مرحبة بالأصوات الصادرة في أوروبا والتي تطالب بفرض عقوبات على بري.

متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أوضح أيضاً لـ”الشرق الأوسط” إن “الولايات المتحدة لا تزال تقف إلى جانب الشعب اللبناني، بخاصة ضحايا مأساة مرفأ بيروت وذويهم”، مؤكداً أن “غياب المساءلة أمر مرفوض”.

أمنياً، نجحت الجهود التي بُذلت بتثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة وبدا واضحاً أن فريقي الصراع أُنهكا وباتا بحاجة لاستراحة لرصّ الصفوف والاستعداد لجولات قتال جديدة، إنما مصادر “فتح” في عين الحلوة، قالت لـ”الشرق الأوسط”، إن “جولة انتهت، ومعركة كبرى لم تنته”، مؤكدة أن “عدم تسليم قتلة قائد الأمن الوطني الفلسطيني بمنطقة صيدا، اللواء أبو أشرف العرموشي، سيعني تلقائياً تجدد العمل العسكري، كما أن هناك إمكانية لاستبدال بذلك عمليات نوعية أمنية تطول القتَلة المعروفين تماماً”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل