الأسد نسف المبادرة العربية الخليجية والعودة الى العزلة

حجم الخط

بات من الواضح بعد الاطلالة التلفزيونية الاخيرة لبشار الاسد لقناة سكاي نيوز عربية ان رأس النظام في سوريا غير آبه بالعودة الى الحضن العربي وغير آبه بأية عهود او وعود او شروط تم الاتفاق عليها بينه وبين النظام العربي والخليجي وان عودته الى الجامعة العربية جاءت مجانية بدون ان يبادر الى اية خطوة من الخطوات.

هذا الامر انعكس فتورا عربيا واضحا في حركة التطبيع العربي مع الاسد بسبب عدم استجابة النظام للمطالب العربية المعلنة المتعلقة بالمخدرات واللاجئين والنفوذ الايراني في سوريا .

موقع المونيتور ذهب الى حد نعي ليس التطبيع العربي مع النظام بل وايضا التطبيع التركي مع النظام السوري بعد مهاجمة الاسد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال مقابلته المتلفزة الاخيرة .

الاسد نسف جوهر المبادرة العربية للحل في سوريا

مصدر عربي مطلع على التنسيق العربي مع النظام قال لصحيفة العربي الجديد ان الدول العربية التي اندفعت باتجاه التطبيع مع الاسد اوقفت هذه الاندفاعة بشكل تدريجي على المستويات الاقتصادية والسياسية .

تهرب النظام من مجموعة استحقاقات وعد بها على رأسها ملف المخدرات وعدم مبادرته الى اي خطوة متعلقة بالحوار فضلا عن ملف اللاجئين كانت من اهم الاسباب التي ادت الى فتور ملف التطبيع لا بل توقفه بحسب المصدر بالاضافة الى مسألة الوجود الايراني الذي حسمه الاسد في مقابلته التلفزيونية الاخيرة لشبكة سكاي نيوز فالامر محسوم لديه وليس على استعداد لمناقشته مع اي طرف عربي .

فالشلل والتوقف اذا سيدا الموقف في ملف التطبيع العربي مع نظام الاسد رغم كل الجهود التي بذلت لاعادته الى رشده .

كانت الدول العربية التي سعت للتطبيع تتمنى ان يقدم النظام شيئا ما لكن الرهانات سقطت وهي رهانات من النوع الخاسر بالنظر للتجارب السابقة .

وبالطبع لا يمكن القول ان الدول العربية التي ارادت التطبيع لا تعلم بتلك التجارب السابقة الفاشلة وانما ارادت هذه المرة بصدق محاولة تغيير شيىء ما في بوصلة النظام الجانحة نحو الانهيار والتبعية الكلية لايران .

الادهى ان بشار الاسد الذي كان تعهد بمعالجة ملف المخدرات تصنيعا وتهريبا عاد في المقابلة التلفزيونية الاخيرة ليتهم الدول العربية بانها المسؤولة عن هذا الملف .

الاسد حكم بالاعدام على الانفتاح الخليجي العربي بقدر ما صدم حاضنته الداخلية الموالية له.

ثمة مداولات تجري على مستوى جامعة الدول العربية للعودة بسوريا الى عزلتها وتتسارع خطوات التراجع العربي عن الانفتاح على الاسد ونظامه وفي المعلومات انه ومنذ الثالث من الشهر الجاري هناك حوالي 1200 شاحنة سورية متوقفة عند الحدود السورية مع الاردن ترفض السلطات الاردنية والسعودية دخولها الاراضي السعودية والاردن وتطبق على السائقين اجراءات تفتيش مشددة من ضمن القرار المتخذ بعودة الحصار على سوريا ونظامها والعودة الى المربع الاول في علاقة الاسد بالعالم العربي .

وسقطت بذلك كل مسرحية الانتصار الهزلي الوهمي التي تباهى بها النظام وابواقه منذ قمة جدة .

عمان والرياض وابو ظبي باتوا على يقين ان الاسد نسف المبادرة العربية ونسف كل الجهود العربية لانه لا يريد تطبيق اي من مقررات جامعة الدول العربية وبيان عمان التشاوري.

الاسد يصر على ان لا معتقلين لديه وان لا عودة للمهجرين ما لم تبن عودتهم على حساب الدول العربية وان لا تغيير سياسيا في سوريا وهو لن يغادر السلطة ولن يجري انتخابات رئاسية وبرلمانية باشراف اممي ولن يعوض المتضررين وسيبقى يحارب حتى الرمق الاخير وفي الشق المتعلق بالايرانيين كان الاسد واضحا بانه لن يطرد الايرانيين وهم شركاء لسوريا ولا مصلحة للاسد مع العرب في المقابل.

الاسد باع سوريا لايران سياسيا وعسكريا وديمغرافيا ومجتمعيا ومقدرات واقتصادياً… وطهران تستفيد من التراجع الروسي لتتقدم خطوات كبيرة نحو ابتلاع سوريا .

طهران تتخذ من الساحة السورية ساحة مواجهة مع الاميركيين فسوريا ساحة صراع اميركي روسي ايراني في مقابل بقاء الاسد في السلطة .

بشار الاسد لا يريد ولا يستطيع اخراج ايران من سوريا وقد افهم العرب والخليجيين ان الموضوع الايراني خارج اي بحث .

الرهان العربي الخليجي على ابعاد نظام الاسد عن ايران بالتقرب منه فشل لان الاسد غارق في مستنقع التبعية الكاملة لنظام الملالي وقد باع ولا يزال مقدرات الشعب السوري والدولة السورية للايرانيين فكيف بامكانه ولو اراد (وهو بالطبع لا يريد) الخروج من عباءة طهران؟

فارتباط الاسد بايران ارتباط عضوي واستراتيجي وتبعي وايضاً مذهبي والاسد مستعد لبيع النظام العربي وعدم الاكتراث له .

في الخامس عشر من الشهر الجاري ثمة اجتماع للجنة الرباعية العربية بخصوص ملف سوريا فيما الانظار تتجه نحو الموقف السعودي الفاصل في امر سوريا اما من من التقارب او الاستمرار على الوضع الراهن واما التراجع .

الاسد هدر فرصة عربية ثمينة بالعودة عن اخطائه لكنه سبب خيبة امل كبيرة والعرب ما كانوا لينفتحوا عليه لولا براغماتية سياسية الزمتهم بالمحاولة . لكن تلك البراغماتية في التعاطي مع نظام الاسد تبين انها لم تؤد الى كسر حلقة غطرسة الاسد .

ربما هذه التجربة العربية والخليجية مع الاسد كانت لتكون افعل في مفاعيلها لو ان ثمة معارضة سورية قوية ومتراصة امنت للمبادرة العربية غطاء سوريا داخليا ضاغطا على الاسد .

التطبيع المجاني مع النظام السوري اثبت فشله على الدوام في تثمير اية نتيجة منذ عهد حافظ الاسد الذي بنى سياسته العربية على ابتزاز العرب بالمحاور وعلى نهج اللجوء للغطرسة والاستكبار والاعتداد بنفسه والنظرة الفوقية تجاه العرب وهذا النظام لطالما اعتبر نفسه مفضلا عن الاخرين وعليهم المجيء اليه . فالواقعية السياسية لدى العرب قابلها الاسد بعنجهية وفوقية معتبرا نفسه منتصرا .

الضبابية حاليا هي السائدة والموقف العربي مرتبك بعض الشيء خاصة وان التعويل كان لفترة ان تأخذ المعارضة المبادرة مستفيدة من توقيت الانفتاح للضغط على النظام الامر الذي لم يحصل ولم يجد نظام الاسد نفسه ملزما بالاخذ بالاعتبار وبجدية اليد العربية الممدودة .

بشار الاسد في ورطة كبيرة لكن عنجهيته واصراره على التصرف كمنتصر كمن يلحس المبرد متلذذا بطعم الدم .

سوريا مجددا ستترك لمصيرها المجهول وفي هذه الاثناء ملف النازحين السوريين في دول الجوار الى تجميد واطالة امد والسيناريوهات العسكرية  الى الواجهة فيما المطلوب من حاضنته الداخلية الانتفاضة على التظلم من الداخل لتسريع انهاء مأساة بدأت تصل الى الحاضنة العلوية في الساحل وباكورتها حركة ١٠ اب التي بدأت في الساحل السوري للضغط على الاسد تمهيدا لاسقاطه لاحقا .

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل