أمين عام الحزب.. المنتصر “المُعْجَب” بعدّوِه

حجم الخط

يتكل “الحزب” ومحور الممانعة على ان اللبنانيين شعب لا يقرأ ولا يفهم ولا يتعّظ وأن ذاكرته مثقوبة وتحليله قاصر عن الربط بين ما يقوله الممانع في النهار وما يمحوه في الليل. ولا يخرج خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في 14 آب 2023 عن هذا السياق، بما يحمله من “نسف” “ليلي” لكلام قاله في أكثر من “نهار” من دون أي اعتبار أو احترام لذاكرة أو لذكاء المواطن سواء كان مؤيداً أو معارضاً أو حتى محايداً.

وفي التفصيل ضرورة أن يتنبّه القارئ لما يلي:

1 ـ حسن نصرالله: “كل الإنجازات خلال السنوات الماضية ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج الانتصار في حرب تموز من العام 2006 علماً أن نصرالله وبُعيد إعلان الانتصار كان يتلو فعل الندامة على نتائج “هذا الانتصار” في مقابلة مع تلفزيون الجديد في 27 آب من العام 2006، “تسألينني لو كانت 11 تموز تحتمل ولو واحد بالمئة أنّ عملية الأسر توصّل لحرب كالتي حصلت، هل تقوم بعملية أسر، أقول لا قطعاً لا… لأسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنيّة وعسكرية وسياسية. لا أنا أقبل، ولا الحزب يقبل ولا الأسرى في السجون الإسرائيلية يقبلون ولا أهالي الاسرى يقبلون”.

وهنا اعترف نصرالله ضمناً بأن العدو في حرب تموز استطاع أن يعيد لبنان آلاف السنين الى العصر الحجري، مع العلم أن نصرالله في خطابه في 14 آب الحالي، لم ينفِ قدرة إسرائيل على إعادة وطننا ثانيةً الى ذاك العصر، بل ادعى أنه يستطيع أيضاً أن يعيد إسرائيل الى العصر الحجري، علماً أن العدو الإسرائيلي باعتراف الحزب وكل محور الممانعة يملك مقدّرات استمرارية اقتصادية ومالية وعسكرية ومساعدات أميركية ودولية على عكس الوضع اللبناني المذري الآيل للإنهيار والسقوط قريباً حتى من دون حرب.

2 ـ حسن نصرالله: “نتوجه بالشكر إلى كل الذين ساهموا في صنع هذه الملحمة الأسطورة على مدى 33 يوماً، الناس والمقاومون والمؤسسات العسكرية والأمنية والاحتضان الوطني والشعبي…” وكان قد سبق له أن قال في 25 أيار من العام 2020: “لم يكن هناك يوم من الأيام اجماع على المقاومة”.

طبعا يفتقد الحزب وأمينه العام حالياً الى ما كان اعتبره في العام 2006 احتضاناً وطنياً وشعبياً بفعل التجارب المخيّبة لحزبه من الاعتصامات والغزوات وصولاً الى الاغتيالات مع التمنيات بأن تكون جريمتا عين إبل والكحالة آخرها.

3 ـ لقد ركّز السيد حسن نصرالله على الجبهة الداخلية لدى “الكيان الغاصب” و”أن المقاومة جعلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية جزءاً من الحرب بعد أن كانت قبل العام 2006 بمنأى عن ذلك… والأهم في الجبهة الداخلية لدى الكيان هو عنصر الثقة المفقود وعدم استعداد مستوطني ومستعمري ومحتلي هذه الأرض للتضحية وتحمل التبعات”، علماً أنه كان قد أبدى إعجابه بتصرّف العدو وحسده منه بقوله في 25 أيار من العام 2013:

“وأكثر من ذلك للأسف، الإنسان يتحدث عن عدوه وهو يحسن صنعاً، فيما يعني مصالحه ومشاريعه، لديهم وزارة خاصة إسمها وزارة الجبهة الداخلية،هناك وزير الجبهة الداخلية، هذا عمله إن حصل أي شيء على الكيان هو يدير الجبهة الداخلية كلها. هذا ملف، له صاحب، له مسؤول. نحن منذ مدة وعندما سقطت الطائرة الأثيوبية في البحر ضاعت الطاسة عندنا في لبنان، من مسؤول عن كارثة طائرة سقطت في البحر، دلوني من المسؤول؟ من المسؤول عن عمليات الإنقاذ؟ من المسؤول عن الناس ومن المسؤول عن الإدارة؟ ضاعت الطاسة. عند العدو هناك وزير جبهة داخلية”. ويكمل إعجابه بتعداد “خصال” مناورات الجبهة الداخلية قائلا: “وهذه إسرائيل أيضاً منذ حرب تموز 2006 كل يوم تتدرب وتتجهز وتضع خططاً وتعيد النظر في الخطط وتناورعلى الحروب، وأذرع مشتركة، وأيضاً تناور على الجبهة الداخلية. من العام 2006 وحتى اليوم، بعد عام أجرت إسرائيل مناورة ما يسمى بالجبهة الداخلية، أسمتها نقطة تحول واحد، وفي العام التالي نقطة تحول 2 ثم تحول 3 فـ4 و5 ثم 6. كل سنة هناك مناورة كاملة في كامل الكيان على مستوى الجبهة الداخلية ماذا تعني الجبهة الداخلية؟ تبدأ المناورة من رئيس الوزراء للجيش والشرطة والدفاع المدني ويجرون فحصاً على الملاجئ، على صفارات الإنذار، وعلى وسائل الإتصال وعلى الإسعافات وعلى المستشفيات وعلى الطرقات وإستيعاب المهجرين والنازحين. يجرون مناورة كاملة منذ ست سنوات. وهذا العام ستبدأ غداً ـ ربما كثر من اللبنانيين ليس لديهم علم ـ الأحد لديهم مناورة للجبهة الداخلية لكن لم يطلقوا عليها اسم تحول 7 بل أطلقوا عليها اسم جبهة صلبة واحد. ست مناورات في الجبهة الداخلية، بحثوا نقاط الضعف. أنا لا اتحدث بكل هذا لتعبئة وقت، رأوا نقاط الضعف أين، والنواقص أين وأين، عالجوها في السنة الثانية والثالثة وسادس سنة. الآن يقول العدو: لدي جبهة داخلية صلبة وجاهز للحرب على كل الجبهات ولأسوأ الفرضيات.

لنترك الإدارة جانباً. في المستشفيات والاسعافات والدفاع الوطني يا أخي صفارة إنذار، رادار يقول إن هناك طيران داخل على البلد، لا يوجد شيء على الأطلاق، ولا حتى بنية تحتية، هم عندما يجرون مناورات الجبهة الداخلية يفحصون الملاجئ. الحمد لله في لبنان ليس لدينا ملاجئ نفحصها، يفحص الغرف الآمنة، وفي لبنان لا يوجد غرف آمنة لنفحصها.

مثلاً في الشق المدني، هل تعرفون بإسرائيل. يأتون ويشيدون على كل الحدود ـ مع لبنان فعلوا هذا ومع سوريا ومع الجولان ومع الاردن ـ  يأتون ويبنون مستوطنات، يعني أصلاً لا يكون هناك بلد موجود أو ضيعة موجودة، يأتون ويبنون ضيعة ويسمونها مستوطنة، ويستقدمون عليها اليهود ومن كل أنحاء الدنيا، يأتون بهم على الحدود الى جانبنا ويسكنونهم ويقدمون لهم رواتب ويعطونهم دعماً ويقدمون لهم أراضي وتسهيلات وفرص عمل ويدربونهم ويعطونهم سلاحاً أيضاً لأن هذه المستوطنات لديها وظيفة أمنية على الحدود وهي جزء من أي خطة دفاعية عند الاسرائيلي”.

 

ونختم بوعدَين “شعبيَّين” قالهما نصرالله في “النهار” وعلى القارئ انتظار تحقيقهما أو محوهما في “ليل” ما:

1 ـ “على قادة العدو أن يعرفوا أنهم في هذه الساحة لا يلعبون لعبة نقاط، بل لعبة وجود وفناء”.

2 ـ “ما قلناه هو إذا بقيت المعركة فقط مع المقاومة في لبنان، فكيف إذا تطورت مع كل محور المقاومة؟ عندها لن يبقى شيء اسمه إسرائيل”.

فَلِمَ الانتظار…؟

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل