شهداؤنا لا يموتون، هم أحياء في وجداننا وقلوبنا وتاريخنا الذي بفضلهم بقي مشرقاً ناصعاً، لم ينل منه لا جشع الغزاة ولا طموح المحتلين. بدموع الأمهات على من فضّل وطنه على حياته حتى الاستشهاد، ووفاء الرفاق الذين ناضلوا جنباً الى جنب مع من سقط شهيداً، تقيم منطقة المتن الشمالي بالتعاون مع جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في القوات اللبنانية، قداساً لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية، السبت 19 الحالي، الساعة السادسة مساء.
استبق المتن الشمالي أيلول الشهداء المبلول بالدماء والدموع، وجدد العهد متعهداً الاستمرار في مسيرة السيادة والمقاومة حتى الانتصار. قداس شهداء المتن هو لقاء من لقاءات “القوات اللبنانية” التي ينتظرها القواتيون. بالصلاة والبخور والدعاء، سيلتقي أهالي شهداء المتن الذي يفوق عددهم الـ300 مع الرفاق، في ساحة مار الياس انطلياس. وعنوان الصلاة، تجديد الوفاء لقضية الشهداء وتثبيت الوعد بأن المقاومة مستمرة، مهما عظمت التحديات.
التحضيرات استكملت. عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ملحم الرياشي، سيمثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في القداس الذي سيحضره أيضاً نواب من التكتل وعدد من مسؤولي القوات اللبنانية، على أن يترأس الذبيحة الإلهية الأباتي أنطوان راجح رئيس دير مار الياس انطلياس وعدد كبير من الآباء والرهبان والراهبات، فيما ستتولى كشافة الحرية حمل أكاليل الغار وذخائر الشهداء وأعلام القداس إضافة الى خدمة الذبيحة الإلهية.
وفي هذا السياق، يشير منسق المتن الشمالي في القوات اللبنانية بيار رزوق، الى أن الاستعدادات كلها أنجزت، وأن القداس بصورته الرمزية يحمل الكثير من المعاني عن شهداء أهدوا هذه الأرض حياتهم لاستمرارية الأجيال من بعدهم، وأنهم صمام الأمان والأمل لصمود أبناء هذا الوطن وعيشهم الكريم”.
ويلفت في حديث لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني، الى أن اختيار ساحة انطلياس وبالتحديد كنيسة مار الياس له الكثير من المعاني الوجدانية والتاريخية، ومن هذا المنطلق قررت القوات انتقاء هذا المكان، معتبراً أن تكريم شهداء المتن واجب علينا، خصوصاً أن قداس الشهداء الذي يقام في معراب لا يمكنه استيعاب الأعداد القواتية كلها الراغبة بتكريم شهداء المقاومة اللبنانية، “ومن هذا المنطلق ارتأينا نحن في المتن، أن نصلي على راحة أنفسهم، حتى يتمكن من يرغب بالمشاركة”.