لاقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المعارضة بموقفها، ورفع الصوت بوجه معطلي الاستحقاق، فكلام الراعي في عظته صوّب سهامه في اتجاهين، مرة باتجاه المبادرة الفرنسية ومرة أخرى باتجاه المعطلين، في موقف جاء متماهياً مع موقف لا يتوانى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التذكير به علّه يلقى آذاناً صاغية تتمثل بوجوب توجه النواب الى البرلمان لانتخاب رئيس، على وقع تصعيد معارض مرتقب.
ورأى مراقبون في السياق أن الراعي صبّ جام غضب بكركي من المعطلين معتبراً أن “هذا التعطيل بأنه يخالف الدستور ويهدم الجمهورية، ويبعثر السلطة، فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون”.
بدورها، لم تختلف نبرة “الحكيم” كثيراً عن نبرة سيد بكركي، فرئيس حزب “القوات”، جدد تأكيده أن وصول مرشح “الحزب”، “غصب عنا” لن يحصل هذه المرة.
على خطّ آخر، أصابت سهام الراعي مبادرة الموفد الرئاسي الخاص الى لبنان جان إيف لو دريان، في انتقاد مباشر بحسب المراقبين خصوصاً بعد السؤالين اللذين وجههما لو دريان الى النواب اللبنانيين في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، وطلب منهم الإجابة عنهما قبل نهاية الشهر الحالي. فعلّق الراعي قائلاً: “في هذه الأيام تسمعونهم يتكلمون على سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون”.
بدورها رأت مصادر نيابية لبنانية أن مبادرة لو دريان، أن الطريق لا تبدو سالكة، سياسياً، أمام لو دريان، في سعيه، خلال زيارته المرتقبة لبيروت في النصف الثاني من أيلول المقبل، للقاء مع نواب لبنانيين يتطلع من خلاله إلى فتح ثغرة في الأفق المسدود الذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية.
الى ذلك، وعلى مقلب الوقت “الضائع” وعلى وقع رهان من هنا وآخر من هناك، أكدت مصادر نيابية معارضة، في حديث لصحيفة “الديار” أن منطق المهادنة والرضوخ سقط كلياً، وقد آن اوان المواجهة الحاسمة. فلم يعد هناك ما نخسره اكثر مما خسرناه. نحن في صدد بلد مفلس كلياً وتحت السطوة الأمنية والعسكرية لحزب مسلح، ما يعني ان مواصلة الرضوخ لهذا الواقع هي شراكة بالجريمة”.
وفي سياق متصل، وضع عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر بيان نواب المعارضة في خانة إعادة التأكيد والتشديد على وحدة مكوّنات المعارضة البرلمانية، واستكمالها التعاون والتنسيق في مواجهة الاستحقاقات الراهنة. ولفت في حديث لـ”نداء الوطن” إلى أنه انطلاقاً من الموقع الطبيعي لنواب المعارضة إلى جانب الشعب، فإنهم يعمدون إلى بلورة الخطوات العملانية المرتقبة، ودراستها وتأمين المواكبة الصحيحة لها بعيداً عن العشوائية، بعد أن فاقت التحديات المعيشيّة والسياسيّة قدرة المواطنين على الاحتمال.
كما جدّد الدعوة إلى المعارضة بكل أحزابها وتكتّلاتها النيابيّة والشعبيّة “إلى بلورة استراتيجيّة موحّدة للمواجهة داخل المجلس النيابي وخارجه، والدفع لتغيير الصورة في لبنان، ونقله من الصورة السوداء أو ثقافة الموت إلى الصورة البيضاء وثقافة الحياة التي تطمح إليها غالبية اللبنانيين، الذين عبّروا عنها في صناديق الاقتراع”.
توازياً، لا تزال صفحة الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، لم تطو بشكل نهائي، على وقع تقرير نقلته صحيفة “فايننشال تايمز” عن سياسي لبناني من الصف الأول، أنّ الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة وضع معلومات حساسة في “فلاش ميموري” وأودعها في الخارج، على أن تستخدم في حال تعرضه لمكروه ما.
وتساءلت مصادر مطلعة عبر “نداء الوطن” عن المعلومات التي في حوزة سلامة ضد أفراد في المنظومة السياسية والقضائية والأمنية والمصرفية. وهل يستخدمها إذا تخلّت عنه المنظومة وألقت القبض عليه للمحاكمة؟ قالت هذه المصادر لـ”نداء الوطن” إنّ أطرافاً نافذة في منظومة الحكم متورطة الآن في كيفية التعامل مع ملف سلامة المطارد دولياً والمتهم بجرائم مالية خطيرة في لبنان وأوروبا وأميركا. وأضافت ان هناك صعوبة في استخدام تلك المعلومات محلياً، إذ دون ذلك مخاطر جمة لا يتحملها سلامة ولا المنظومة المتورطة في قضايا فساد وتبييض أموال وإثراء غير مشروع.