غصّة ترافق الشباب المهاجر: “عائدون.. لبنان في القلب”

حجم الخط

بلغت الهجرة في الفترة الأخيرة مستويات قياسية لم نشهدها في عزّ أيام الحرب والقصف والمعارك، خصوصاً في صفوف الشباب المهاجر من لبنان بحثاً عن الفرص المفقودة في بلده. في حين يُفترض أن الحرب انتهت في العام 1990 ودخلنا منذ ذلك الوقت في زمن السلم، وإعادة بناء ما تهدَّم، والانطلاق في ورشة إعمار وإنماء وفورة اقتصادية وإنتاجية ضخمة، بدل أن نصل إلى ظاهرة الشباب المهاجر هرباً من ظروف وطنه الصعبة.

لكن كما يعلم الجميع، لم يشأ القابضون على السلطة بعد العام 1990 نهايةً لحروبهم على الشعب اللبناني، وأمعنوا في غيّهم وقمعهم وفسادهم وسرقاتهم، وجرّوا على البلد حروباً متتالية، وأوغلوا في ضرب أسس الدولة والمؤسسات ومختلف القطاعات الاقتصادية والصحية والتربوية، وصولاً إلى الانهيار الذي نعيشه.

كثيرون من الشباب المهاجر الذين استطلع موقع القوات اللبنانية آراءهم حول خيار الهجرة، يقولون إن “الأفق مسدود في لبنان. فصحيح أنه يمكن للإنسان أن يعيش فيه ويؤمِّن قوته اليومي على الرغم من الأزمة الاقتصادية المعروفة وإن كان مدخوله لا يوازي المجهود الذي يبذله في عمله، لكن هل هذا يكفي لتأمين المستقبل؟ وهل يريد من يقبض على السلطة عندنا أن نستسلم ونحصر همّنا بتأمين القوت اليومي؟”

يضيف الشباب المهاجر بغصّة، أنه “مضطر للهجرة، فإمكانيات تحقيق طموح الفرد وتطوّره الشخصي مفقود إجمالاً في لبنان، في ظل انعدام الفرص وندرتها، والأنكى، ضحالة الحسّ بالواجب والمسؤولية الوطنية لدى المتحكمين بالسلطة. بالتالي لا يبقى أمامنا سوى الهجرة لتطوير أنفسنا وتحقيق طموحاتنا وأحلامنا، في بلدان تقدّر الفرد وتحترم إمكانياته وقدراته”.

وبالفعل، من اللافت أن معظم الشباب المهاجر، يؤكد، أن “هجرته اضطرارية وليست يأساً من البلد، على الرغم من كل الأوضاع البائسة الحالية”، مشدداً على أنه “لن ينفصل عن لبنان وهجرته ليست إدارة ظهر له، بل هي للعمل وتأمين المستقبل وتحسين أوضاعه”.

معظم الشباب المهاجر، يشدد على أن “الزيارات إلى لبنان ستكون متواصلة عند أي فرصة أو لقضاء العطلة وبشكل دائم”، لافتاً في هذا السياق إلى أن “أكبر دليل على تمسّك اللبنانيين بوطنهم، ما شهدناه ولا نزال في موسم الصيف الحالي، حيث مئات آلاف المغتربين هجموا على لبنان لقضاء العطلة في ربوعه”.

“المغتربون صرفوا مئات ملايين الدولارات خلال هذا الموسم وتحويلاتهم السنوية تقارب الـ7 مليار دولار، ما سمح باستمرار الدورة الاقتصادية في لبنان وعدم السقوط كلّياً في الانهيار الشامل”، وفق الشباب المهاجر، الذي يؤكد أنه “لن يتخلّى عن لبنان أبداً ومتمسك به”. ويقول غالبيته: “سندعم أهالينا وعائلاتنا ونساعدهم على الصمود إلى أن نعيد لبنان الحقيقي إلى أيام العزّ، بل سنعود عند أي فرصة لتحسّن الأوضاع الاقتصادية وظروف العمل”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل