تفاهم مار مخايل دمر لبنان، عبارة تختصر مساراً سياسياً بدأ في العام 2006 يوم تم توقيع الاتفاق بين “الحزب” والتيار”، ليأخذ “الحزب” غطاء مسيحياً قوياً استطاع من خلاله تمتين قبضته على الدولة وكافة المؤسسات ليصل الوضع الى ما آل إليه اليوم من خراب وجوع وتهجير. باختصار قد يكون تفاهم مار مخايل وجهاً لمفهومين أديا الى خراب لبنان وهما السلاح غير الشرعي والفساد.
منذ شق تفاهم مار مخايل طريقه، رُسمت حدود العلاقة بين الطريفين، على التيار الوطني الحر، وفقاً لهذا الاتفاق حماية سلاح “الحزب” مع كل ما ينتقصه هذا السلاح من سيادة الدولة ووجودها وامكانيتها فرض قوتها وضبط حدودها، يقابله إعطاء “الحزب” للتيار المغانم والمكاسب والمواقع، وفي الطريق تغطية فساده.
إذاً استطاع تفاهم مار مخايل هدم وجه لبنان الحضاري، كما استطاع خنق انفاس شعبه العاشق للحياة بوضعه في نفق أسود قاتم إثر هدر وسرقة جنى عمره. كما تمكن من قتل طموح الشباب اللبناني في بلد لا يحترم قدرات شعبه وهجره الى أصقاع العالم بحثاً عن مستقبل محترم.
تفاهم مار مخايل قتل صورة الدولة لأنه عزز قدرة السلاح غير الشرعي، وغطى التهريب، وجعل الحدود سائبة، وحول بعض المناطق الى كونتينات يمنع دخول الدولة إليها. هذا التفاهم ضرب عمق علاقات لبنان العربية والدولية وجعله معزولاً عن محيطه تابعاً لإيران، مستعداً لمعادية أعدائها ولو كانوا أول من يمد يد العون له تاريخياً.
بعد كل هذا المسار الذي دمر لبنان، يعود اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى التحاور مع “الحزب”، وهو على الرغم من أنه يعي عدم امكان وصول شروطه الى نتيجة، لا يزال مستعداً لفتح قنوات التواصل خوفاً من فقدان هالة دعم الحليف، فيما يستفيد “الحزب” جيداً من استدارة باسيل ليستمر بالتلطي خلف الدعم المسيحي.
نذكرك يا باسيل أن تفاهم مار مخايل دمر لبنان، ونذكرك ان شباب لبنان خارجه، ودموع الأمهات شلالات إثر الأوضاع المأساوية، ونذكركما معاً، أنت و”الحزب”، أن المعارضة بالمرصاد ولو استطعتما تدمير لبنان، قتله مستحيل.