بفيديو تافه.. تحررت القدس!

حجم الخط

يقف مقاتلون مفترضون مقنعون، على قمة في جرد عال، يضعون ثلاثة أهداف أمامهم، صورة للدكتور سمير جعجع، وأخرى للنائب سامي الجميل، وثالثة لعلم إسرائيل، ويطلقون الرصاص فتتمزق الصور شرّ تمزيق بطبيعة الحال، فيرخون أسلحتهم. حققوا الشباب النصر الكبير المنتظر، اقتحموا إسرائيل وأزالوها من الوجود، قتلوا المقاوم الكبير الدكتور جعجع والمعارض الشرس سامي الجميل، وهكذا تحقق النصر الكامل المتكامل!

فيديو واضح أنه من إعداد وتوزيع ممانعين، واضح من اللباس العسكري والأداء والموسيقى المرافقة والأهداف، والأهم الرسالة التي يرمي إليها وينوي تعميمها.

تعوّد الشباب على مرّ الزمن، تعميم ثقافة واحدة أحادية، ثقافة القتل عبر الغدر والاغتيال، وثقافة التهديد والترويع وبالتالي ثقافة الموت. ما هدف اليه الفيديو الذي ينتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أن يتبناه أحد، هو إرسال إشارات تهديد فاقعة للقوات اللبنانية عبر قائدها أولاً، وبالتالي للمعارضة عموماً عبر النائب الجميل، للإيحاء بأنهم عملاء للصهاينة ويستحقون القتل، فهدروا دماءهم على العلن. وحشية ما بعدها وحشية كما هي عادتهم في التعاطي مع معارضيهم، وحشية أغرقت لبنان على مرّ السنين الأخيرة، ببحر الدماء والدموع، فلن يغصوا الشباب بآخر من تبقى من معارضين لهم ولنهجم القاتل للحياة ومباهجها، والأهم معارضين لقيامة ما تبقى من لبنان حرّ مقاوم.

الفيديو التافه بتصويره، شاء من أعدّه أن يوجه رسالة مباشرة للحكيم، بأن ما لم تذعن وتحني رأسك، وتتوقف عن معارضة الممانعين، وتقبل بكل قراراتها، مصيرك الموت المحتم أنت ومن يدور في فلك المقاومة اللبنانية، وكل أولئك المعارضين لنهج القتل واستباحة الأعراف والقوانين، وكل ما يمت للدولة السيادية بصلة.

لا نقف عند فديو سخيف كهذا، لكن على القوى الأمنية أن تأخذه في الاعتبار، إذ هو بمثابة إخبار عن نية التحضير لعمل أمني ما، للقيام ربما بمحاولات اغتيال تستهدف المعارضين لأسياد الممانعة تلك.

لا نعرف ما إذا كانت القوى الأمنية ستأخذ في الاعتبار هذا الايحاء المباشر بالتهديد الذي تضمنه الفيديو، لكن على الأقل فلتوحي لنا أنها ستفعل حتى لو لم تفعل، فقط لحفظ ماء وجهها تجاه الشعب، وتجاه المواطنين العزّل عموماً، لتعطيهم بعضاً من أمان مفقود، إذ أصبحنا جميعاً مشاريع ضحايا لتلك البيئة التي تنمو وتتغذى على أفكار الموت وقتل الحياة وقتل لبنان.

طبعاً لا يهمنا تهديد مماثل مهما بلغت حدة الرسائل الدموية فيه، إذ يبدو المقاتلين وكأنهم يلعبون لعبة بيت بيوت، يصبّون فيها كل حقدهم وغضبهم على شخصيات معارضة، ليسوا هم من طينتها ولا هم قدّها ولن يصبحوا يوماً، إذ ان الفارق بين الموت والحياة هو الحياة بعينها، هو عمق الإيمان والتواصل مع الرب، والإيمان بقيم الحياة النبيلة وقيمة الحياة بحد ذاتها، لكن ما يهمنا هو أن نرسل بدورنا رسالة الى أولئك، بأن ومنذ يوحنا مارون ونحن نقاوم، وعبَر بنا من هم أشرس بكثير وإن كانوا ليسوا بأعنف، اذ ما نشهد عليه في لبنان لعله الاسوأ على الاطلاق في تاريخ الأمم الحديثة، لكن ومع ذلك لا نهتم ولا نبالي ولا نخاف، كما يظن أصحاب ذاك الفيديو البليد، اذ من تعمّد في النار والبارود لن يغصّ بفيدو ليس أكثر من خردة تافهة، مهما بلغت جدية الرسالة التي تضمنته. وعلى فكرة، لا تطلقوا النار على علم اليهود بعد الآن، فثمة في لبنان من يدّعي محاربتهم وكان أول من اعترف بهم وأبرم معهم صفقة غاز، ولتبللوا كل رسائلكم تلك بوحول الارتهان لغير الوطن.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل