هوكشتاين يجس النبض حيال الترسيم: حجر يصيب “الحزب”

حجم الخط

ليست زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكشتاين الى لبنان، مفاجئة، بل كانت متوقعة مع وصول منصة الحفر Transocean Barents إلى الرّقعة رقم 9 بحراً، الأسبوع الماضي، تحضيراً لعملية حفر البئر الاستكشافيّة والتي ستبدأ في الايام لا بل الساعات المقبلة. الدبلوماسي الأميركي هوكشتاين الذي لعب دوراً محورياً في التوصل الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، والذي اتاح إطلاق التنقيب عن النفط والغاز في البلدين، يبدو اليوم، بحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية مطّلعة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، يحمل في جعبته، ملف الترسيم برّا، بين الجانبين.

في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، من عين التينة الى السراي وصولاً الى قيادة الجيش ووزارة الطاقة، جسّ هوكشتاين النبض حيال هذا الموضوع، مستمعاً الى وجهة نظر الجانب اللبناني من الترسيم برا. صحيح ان هناك تحفظا لدى بيروت على كلمة “الترسيم” على اعتبار ان الحدود مرسمة، غير ان ما يتوخاه هوكشتاين هو إيجاد حلّ للنقاط المتنازع عليها وعلى هويتها، بين لبنان واسرائيل. وقد أقرّ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بوجود نقاط خلافية، إذ اشار منذ ايام الى ان الترسيم البرّي “هو الحلّ لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية، وهو لا يعني تطبيعاً”، مضيفاً أن هنالك “13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، 7 منها هناك اتفاق عليها، و6 تشكّل مادّة خلاف”.

المهمة هذه، مهمّة جدا بالنسبة الى واشنطن، ليس فقط لانها ستعزز الأمن على الحدود الجنوبية، بما يسمح بتنقيبٍ هادئ في البحر ويقطع الطريق على اي تشويش عليه من قِبل “الحزب” اذا طلبت ايران منه ذلك، بل ايضا لأنها تسحب من يد “الحزب” ذريعة قوية يستخدمها لتبرير إبقائه سلاحه في يده، تتمثل في الاحتلال الإسرائيلي للغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ففي حال نجحت الوساطة الاميركية في ايجاد حل بـ”الدبلوماسية” لهذه المسألة، وانسحب الاسرائيليون من المناطق اللبنانية التي يحتلونها جنوبا، فإن هذا التطور، سيُضعف موقف “الحزب” وحجته. ففي البحر، تتابع المصادر، وافق “الحزب” على اتفاقٍ لترسيم الحدود، وهو لا ينفك يؤكد على دوره الاساسي في التوصل الى هذا الاتفاق، ما يعني أنه راض عنه ولن يعكّره. اما في البر، فيقول إن سلاحه هو لانجاز التحرير.. فماذا لو أُنجز هذا التحرير عبر قنوات أخرى وسلميّاً؟

وتترافق اتصالات هوكشتاين، مع ضغط أممي ودولي، تظهّر في نيويورك بالتزامن مع الاتصالات للتجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب، يركّز على اولوية ان تمسك القوى الشرعية العسكرية والامنية اللبنانية وحدها، بالسلاح في لبنان، ويركّز ايضا على ضرورة تثبيت الامن جنوبا عبر تقيد لبنان و”الحزب” ضمنا، بتنفيذ القرار 1701… وهذا الموقف الدولي، تتابع المصادر، من شأنه ان يدعم مساعي هوكشتاين المرتقبة.

فهل سنرى قريباً انطلاق جهود اميركية مكثّفة، تشمل لبنان واسرائيل وسوريا ايضا (المعنية بهوية مزارع شبعا) وايران، للتوصل الى اتفاق ترسيمي براً هذه المرة، ستكون له تداعيات مفصلية بارزة، على المشهد اللبناني سيما لناحية سلاح “الحزب؟”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل