العمالة الدنيئة المقرفة

حجم الخط

صحيح أننا نعيش حالة القرف هذه أقله منذ ثمانينات القرن الماضي، إذ نرى من هم مسؤولون في دولتنا لا يتوانون عن إطلاق الوعود والشعارات الرنانة، ولكن الكاذبة والواهية، وبغض النظر عن تصديق بعض الناس لهم، لكن الآخرين يعرفون جيداً أن ما يقوله هؤلاء لا يعدو كونه من لزوم عدّة الشغل للتمهيد للسرقات والسمسرات من جهة، وللسيطرة والتمدد في المؤسسات والسلطة… وزد على كل هذا منذ زمن، التمدد الديموغرافي وقضم الأراضي الخاصة والعامة في سبيل مشاريع واهية ما ورائية لبعضهم.

لا يزال سبب القرف الذي نعيشه اليوم، هذه الطغمة الحاكمة ومَن يقف وراءها ويأتي بها بحسب قدرتها على تأمين مصالحه، مصالحه التي لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال أن تتلاقى مع مصالح بقية اللبنانيين، ما جعل هذا الفصيل الغريب عن كل ما هو لبناني، يُنظر إليه من أغلبية اللبنانيين الأحرار الشرفاء، على أنه مُحتل غاصب، لا بل أكثر من ذلك، فهو احتلال لبناني هجين، أسوأ بكثير من ال‍‍م‍‍حتل الأجنبي الغريب.

ذكرت اللبنانيين الأحرار الشرفاء لأن هناك قسماً من اللبنانيين الذميين الوصوليين الخائنين الذين ينبطحون ليس لتأمين مصالحهم فقط، وإنما إنسجاماً مع تركيبتهم الجينية الموروثة التي من خصائصها الأساسية، التملق والخضوع والخنوع والزحف والعيش بالذل وبلا شرف ولا كرامة، أحفاد يهوذا  لكن من دون فضيلة الندامة، وأحفاد اليعاقبة ولكنهم من قلب الدار، نفس سلالة الخيانة التي أدت الى إعدام المماليك للبطريرك جبرايل حجولا، نفس سلالة الجواسيس الذين إستعملهم العثماني ل‍‍حصر أنفاس اللبنانيين، نف‍‍س الخونة الذين تعاملوا مع المحتل الطاغية السوري طيلة فترة إحتلاله للبنان، وهم ما زالوا وسيستمرون بهذا ال‍‍سلوك الحقير مع كل طاغٍ أو غازٍ أو محتل.

المعروف وا‍‍ل‍‍متعارف عليه أنه بعد زوال أي إحتلال، يكو‍‍ن مصير الجواسيس والعملاء الخونة الإعدام، وبأ‍‍فضل الأحوال النفي أو السجن لفترات طويلة، لكن المُعضلة الأساسية هي حالتنا الميؤوسة، والتي يجب أن تدخل موسوعة غينس لأكبر نسبة متعاملين من شعب ما، مع محتلي هذا الشعب.

صراحة لم أقرأ في التاريح لا الحديث ولا القديم عن فئة من الشعب، تقف مع محتل بلادها الغاصب وتناصره على باقي أبناء بلده، لا بل تسابقه في عمالته لها بلفت أنظاره الى ما يغفل عنه، في مشاهد سوريالية نادراً ما إختبرتها شعوب أخرى.

اليوم وبالرغم من كل ما فعله الطاغية السوري في لبنان على مدى 30 سنة، من نهب وسرقة وتدمير وخراب وقتل وتهجير وتشريد… لم يتعظ ويتنبه من كانوا خانعيين صاغرين له الى كل ما فعل وإلى النتيجة الت‍‍ي ترتبت على أفعاله وسلوكهم، نراه‍‍م اليوم هم وورثتهم وبذات الدناءة، إنتقلوا من عباءة الى أخرى، غافلين أيضاً، وعن قصد، كل المخاطر التي ستترتب على المشروع الذي يساهمون في المساعدة على تنفيذه بحق وطنهم وشعبهم، والذي ستطاولهم مفاعيله مهما كذبوا وتكاذبوا على الآخرين وعلى أنفسهم.

لكننا سنعدهم بأنه كما لم نسمح لأسلافهم بالنجاح بالدناءة التي إرتكبوها، كذلك لا اليوم ولا بعد 1000 سنة سنسمح لهم ولورثتهم بأن يصل م‍‍ُشغلهم وولي أمرهم الى هدف‍‍ه، مهما علا فجوره وفجروهم، مهما كبر تجبره وتجبرهم، مهما أمعن في كذبه وتقيته وبطشه وإغتيالاته… سيكون مصيره كما الذين سبقوه من الطغاة والغزاة المجرمين، أما مصيرهم هم، فإلى مزبلة التاريخ كأسلافهم.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل