تعد مدينة لاس أريناس في إسبانيا موطنًا لأحد أكثر المناسبات إثارة في عالم الأطعمة الفاخرة، إذ تنظم مسابقة سنوية لبيع قطع جبن بالمزاد العلني، والتي تُعد من أشهر وأغلى أنواع الجبن في العالم. حقق المزاد رقمًا قياسيًا جديدًا في هذا العام، عندما تم بيع قطعة الجبن بمبلغ 30 ألف يورو لمطعم في مدينة أوفييدو الإسبانية.
صُنعت هذه القطعة الفاخرة يدوياً من حليب البقر والماعز وتم تخزينها لعدة شهور في كهف بجبال بيكو، مما أضفى عليها نكهة فريدة وعمقًا متميزًا في الطعم.
تم اختيارها من قبل لجنة التحكيم كأفضل نوع من بين 15 منتجًا شاركوا في المسابقة، وصرح صانع الجبن غييرمو بينداس بادا قائلاً: “كنا نعلم أن لدينا جبنًا جيدًا لكن الفوز كان صعبًا”.
يُصنع جبن “كابراليس” يُصنع يدوياً إما من حليب البقر الخام أو من خليط يحتوي على حليب الأغنام والماعز أيضًا، مما يجعل منه خيارًا مفضلًا للذواقة.
ويشهد هذا النوع من الجبن ارتفاعًا في الشهرة ليس فقط في إسبانيا ولكن أيضًا على الصعيد العالمي، إذ بلغ مجموع مبيعاته العام الماضي في الاتحاد الأوروبي وحده 66.226 كيلوغرام، مما يعكس الطلب المتزايد على هذا النوع من الجبن الفاخر.
ويُعد هذا الحدث السنوي في لاس أريناس ليس فقط مناسبة للاحتفال بالتراث الغذائي الإسباني، ولكنه يُعتبر أيضًا فرصة للمنتجين. والمستهلكين للتفاعل والتعرف على القيمة والجودة الحقيقية لهذا النوع من الجبن. يُظهر هذا المزاد الرفيع المستوى كيف يمكن للجبن أن يكون ليس فقط طعامًا، ولكن فنًا وثقافة تُحتفى بها.
ليس من الصعب فهم الإعجاب الشديد بنوعية هذا الجبن، فالتفرغ والعناية الذي يُبذل في صنعه ينعكس بوضوح في التفاصيل الدقيقة لطعمه ورائحته. الجبن في هذه الحالة ليس مجرد طعام، بل يُعتبر تجسيدًا لحرفة عريقة ومعرفة تُورث جيلاً بعد جيل.
يتطلب صنع هذا الجبن معرفة عميقة بأصول الحليب والبيئة التي يُنتج فيها، بالإضافة إلى فهم العوامل التي قد تؤثر على جودته. ولذا فإن الجبن الذي يُنتج هنا لا يُعد مجرد طعام فحسب، بل يُعتبر جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة، وعنصرًا أساسيًا في سرد قصة التراث الإسباني.