جهود دولية لاحتواء التوتر في لبنان

حجم الخط

لا تبدو المؤشرات الى الوصول الى تسوية سريعة ونهائية للملفّ اللبناني والاستحقاق الرئاسي مبشرّة بالتفاؤل في الوقت الراهن، الا أن هناك توجّهاً لدى معظم الدول المهتمّة بلبنان بالذهاب نحو هدنة سياسية طويلة الأمد من دون أن يؤدّي ذلك في الوقت الحضر الى حلول مستدامة طويلة الامد.

إنّ التصعيد الذي كانت تقوده الولايات المتحدة الأميركية بحسب مصادر سياسية مطّلعة وكانت قد وسعت لأن تسحب معها اليه ، كلا من قطر ومصر أيضاً لن يطال الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.

وتقول المصادر أن واشنطن لا تزال على موقفها واستراتيجيتها التصعيدية في السياسة، أي أنها لن ترضخ لأي تنازل لصالح الحزب رئاسياً أو سياسياً، بل من الواضح أنها متّجهة في المرحلة المقبلة نحو تفعيل المواجهة السياسية والإعلامية ضد “الحزب” في مختلف العناوين التي يمكن من خلالها فتح اشتباك ظاهر معه.

لا يشمل هذا الأمر وبحسب المصادر، الذهاب نحو فوضى أمنية أو توتّرات من أي نوع، لذلك فإن شكلاً من التهدئة سيكون محور الحياة السياسية اللبنانية في الايام وربما الأشهر المقبلة، إذ إن الولايات المتحدة الاميركية لا ترغب بالتشويش على ملفّ التنقيب عن الغاز في جنوب لبنان، الأمر الذي تتوافق عليه مع فرنسا التي تقوم شركاتها بعملية التنقيب والتي قد تتّجه الى بلوكات أخرى في وقت سريع.

من هنا تقول المصادر أن المسار السعودي في الملفّ اللبناني يتّجه أيضاً نحو التهدئة والابتعاد عن المواجهة في الساحة المحلية خصوصاً أنه عاد واستأنف تفاهماته مع الجانب الايراني.

هذا لا يعني ان الرياض تنوي الاتجاه نحو تسوية أو تسهيل إبرامها لأن هكذا تسوية ستعني حتماً تقديم تنازلات للحزب، في حين أن الرياض لن تسمح بمثل هذه التنازلات و توفرت لها الفرص مراراً من قبل و لم ترضخ بتسليم لبنان الى ايران بل من الممكن أن تتجه السعودية الى إقناع ايران من تقديم التنازلات.

ولعلّ زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت تهدف فعلياً الى وضع “الحزب” في أجواء تطورات التواصل والتنسيق السعودي – الايراني الذي تفعّل في الايام الماضية.

المصدر:
وكالات

خبر عاجل