لبنان اليوم: حوار بري مجمّد والعين على الحدود اللبنانية ـ السورية​

حجم الخط

بثبات الموقف ووحدة الصف المعارض وعلى رأسه موقف “القوّات”، وبضربة من عقر “الدار الممانع” بددت جهود رئيس البرلمان نبيه بري للدعوة الى ما يسميه بالحوار، بعد سحب رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل واللاعب على حبلي المعارضة والحزب يده من “تحت بلاطة” حوار بري، لتشتعل جبهة المتنافرين أبداً، وسط مؤشرات على فشل مفاوضات باسيل ـ الحزب، عشية وصول المبعوث الرئاسي الخاص الى لبنان جان إيف لو دريان الى بيروت الإثنين.
ووسط الأخذ والرد، جددت مصادر حزب “القوّات اللبنانية” في حديث لـ”الديار”، تأكيد التعارض مع دعوة بري الى الحوار إذ تعتبر المعارضة من القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين والتغييريين ان أي تلبية لحوار بري تشكل امعاناً في ضرب الانتخابات الرئاسية وانقلاباً على الدستور ونسفاً لمجلس النواب وضربة لنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة كما انها تزرع اليأس في قلوب الناس من اجل ان لا تذهب الى صناديق الاقتراع مرة أخرى بما ان الحوار يلغي دور البرلمان واللعبة الديمقراطية.
ورداً على ما قاله رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل ان المعارضة تقدم هدية مجانية للرئيس بري بتطيير جلسات انتخابية مفتوحة، رأت المصادر القواتية، للمصدر عينه، ان موقف المعارضة من الحوار ليس وجهة نظر سياسية بل ينطلق من احترامها للدستور الذي ينص على دعوة لجلسة انتخابية واحدة ودورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
كما شددت مصادر “القوات” في حديث لـ”البناء”، على أن “انعقاد الحوار من دون القوات والكتائب لا يشكل إحراجاً للقوات، فلكل طرف حق المشاركة لكن لن نغطي حواراً لانتخاب مرشح الممانعة”.
وعن موقف “القوات” من جلسات الانتخاب ولمن ستصوّت بعد انفراط عقد فريق التقاطع على جهاد أزعور، أوضحت أن “القوات ستحدّد موقفها من أي جلسة يدعو اليها رئس المجلس لانتخاب رئيس في الوقت المحدد وقبل موعد الجلسة، لكن حتى الساعة الحزب الاشتراكي والتيار يعلنان دعم أزعور رغم الحوار مع الحزب، وأي تغيير على موقف الاشتراكي لا يلزمنا ولكن لن يؤثر على العلاقة معها”.
وعما اذا أدى الحوار الى التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لفتت المصادر الى أننا “سنعمل أي شيء لمنع وصوله الى بعبدا بكافة الطرق الدستورية والسياسية، لكن لا يمكن أن يعطل الرئيس بري وفريق الممانعة النصاب لسنة وعندما يؤمن الأكثرية لمرشحه يدعونا الى جلسة”.

وسط أجواء تبدد الغيوم الاقتراحات غير الدستورية التي تحوم حول الانتخابات الرئاسية والتي باتت الى زوال، عبر رئيس حزب القوات سمير جعجع عن ارتياح وعدم تشاؤم وذلك خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتيسكا، اليوم في معراب.
على خطّ آخر، أكدت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب، على “أولوية انتخاب رئيس الجمهورية قبل أي حوار ومفاوضات، سواء حوار ثنائي أو حوار يجمع كل الأطراف”، متسائلة عن أسباب “عدم الالتزام بالدستور، وكأن هناك نية لتعديل الدستور عن طريق تكريس أعراف غير مكتوبة من خلال ربط انتخابات رئاسة الجمهورية بالحوار، وذلك على غرار رئاسة الحكومة التي تستوجب حصول مشاورات قبل تكليف رئيس الحكومة”.
ورداً على سؤال عن أسباب رفض الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، أوضحت النائبة أيوب في حديث لـ “الديار”، أنهم “لو كانوا اتفقوا في الطائف على حصول حوار قبل الانتخاب، كان ورد في نص الاتفاق أن رئيس الجمهورية لا يُنتخب إلا بعد حصول مشاورات، كما ورد بالنسبة إلى رئيس الحكومة”.
وهنا، تسأل أيوب النواب السنة الذين رحبوا بالحوار الذي دعا إليه الرئيس بري: “هل تقبلون بأن تتم الدعوة إلى حوار قبل استحقاق رئيس الحكومة”؟

وعن التقاطع مع “التيار الوطني الحر”، وهل ما زالت المفاوضات قائمة معه، أشارت أيوب، إلى “أننا منذ بدء المفاوضات، أصرّينا على كلمة تقاطع، لأننا لا نثق بأداء النائب جبران باسيل، الذي يريد فقط قطع الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ونحن مدركون أنه يفاوض المعارضة ليرفع سقف مطالبه مع حزب الله لتحقيق أكبر قدر من المكاسب من خلال الحصول على مواقع قيادية في حاكمية إلى قيادة الجيش وموظفي الفئة الأولى، لأنه يعتبر أن السنوات الست المقبلة لن يكون لديه أية حظوظ في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي، فهو ما زال يسعى إلى المحاصصة قبل بدء أي عهد جديد”.
وعلى خطّ البدع الحكومية، أشارت معلومات صحافية إلى أنه، هناك مساعي لطلب اعفاء لبنان من 1،1 مليار دولار هي مستحقات للعراق لقاء الاتفاق النفطي السابق، فيما يلقى هذا المسعى معارضة شديدة من أطراف عراقية فاعلة.

وأكدت مصادر معنية لصحيفة “نداء الوطن”، أن ذلك المبلغ لم يدفع حتى تاريخه وفق الاتفاق الموقع في تموز 2021 على ان يدفع لبنان ثمن الشحنات بالليرة اللبنانية في لبنان حسب سعر الصرف لقاء خدمات تقدم للعراقيين.

وأشارت المصادر الى كلام في الكواليس ونطاق ضيق بدأ يتردد عن طلب الإعفاء، علماً بأن اتفاقاً جديداً سيسري في الشهرين المقبلين لتزويد لبنان بكمية أخرى من مادة النفط الأسود بمقدار 1،5 مليون طن متري. وذلك وفقاً للآلية المعمول بها سابقاً، بحيث يحصل استبدال بمادتي الغاز أويل و/أو الفيول أويل بنوعيه (A) و(B) لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان، والكمية توفر تغذية بالتيار 4 ساعات يومياً.
وعلى وقع تجدد موجة النزوح السوري المباغتة، أتت إشارة قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال حفل اعلان عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلفات الحروب، إلى أن الوضع ينذر بالأسوأ قريباً، لتفتح باب التساؤلات عما ينتظر لبنان من مخلفات وتبعات.
وفي السياق، وعن مشهد النزوح السوري الجديد، ودخول آلاف السوريين يومياً، وبطريقة غير شرعية وعلنية، اعتبرت النائبة أيوب في حديثها لـ”نداء الوطن”، أن “ما يحصل لم يعد نزوحاً، بل هو احتلال واستباحة لسيادة لبنان وحدوده، وعلى مرأى من الأجهزة الأمنية والحكومة، والتي لم تعلن موقفاً إزاء هذا النزوح، فيما التيار الوطني الحر يعلن أن لا علاقة له بالحكومة، علماً أننا نرى وزراءه يشاركون أحياناً ويقاطعون أحياناً أخرى”.​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل