“لبنان اليوم”: خطران على الساحة في لبنان.. ولودريان يبدأ جولته اليوم

حجم الخط

على الرغم من أن المشهد الأمني في لبنان تقدّم على الساحة المحلية من خلال الخطر الوجودي الذي يهدد لبنان عبر النزوح السوري، كما إثر الاقتتال الذي لم يعد يعرف طريق النهاية في عين الحلوة، يترقب الداخل جولة الموفد الفرنسي إلى بيروت جان إيف لو دريان على المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً المعارضة.

في ملف النزوح السوري، تعاملت الحكومة بكل خفة مع أخطر ملف واجهه لبنان منذ نشوب الأزمة السورية عام 2011. ومن المفارقات التي رافقت مسرحية حكومة تصريف الأعمال والتي تخللها “تفتيش عمَّن يكمل النصاب”، أنّ الجلسة التي اتخذت فيها قرارات معالجة النزوح السوري انعقدت في غياب طرفين معنييّن: الأول، قائد الجيش العماد جوزف عون الذي حضر للمشاركة في الجلسة الأولى التي لم تنعقد، ومعه ملف من أهم معطياته، كما علمت “نداء الوطن”، أن عدد النازحين الذين تدفقوا عبر الحدود البرية من أول السنة حتى الآن بلغ أكثر من 23 الف نازح، وقد أعيدوا عبر الحدود.

لكن في شهر آب الماضي وحده، كما أفادت معطيات القائد، بلغ عدد النازحين الذين حاولوا الدخول الى لبنان، أكثر من 6 آلاف و500 نازح، لكن عدد الذين تمكنوا من الدخول غير معروف.

أما الطرف الثاني من الحكومة، الذي كلّف الاتصال بالجانب السوري للعمل على معالجة تدفق النازحين الى لبنان، فهو وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي لم يكن حاضراً عندما قرّر مجلس الوزراء تكليفه ترؤس الوفد الرسمي الى دمشق، علماً أنه مقاطع دائم لجلسات الحكومة.

وعلم أنّ زيارة بو حبيب لدمشق، إذا تمت، فلن تحصل قبل نهاية الشهر الحالي، واللافت أن الوفد المرافق لبو حبيب لن يضم وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين.

أما في الداخل اللبناني، عاش مخيم عين الحلوة أمس يوماً عصيباً من الاشتباكات.

وحتى ساعة متأخرة من الليل، كما أفاد مراسل “نداء الوطن”، كان اتفاق وقف إطلاق النار الجديد في مخيم عين الحلوة يشق طريقه للتطبيق وسط صعوبة بالغة وتعقيدات متداخلة، وبقيت تسمع بين الحين والآخر طلقات نارية متفرقة بعدما شهدت محاور القتال اشتباكات نهارية عنيفة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة ما أدى الى سقوط قتيلين وأكثر من 12 جريحاً ليرتفع العدد منذ بدء الاشتباكات يوم الخميس الماضي الى 7 قتلى ونحو 100 جريح.

وأكدت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن”، أنّ وقف إطلاق النار الجديد في عين الحلوة اتفق عليه في الاجتماع الذي عقد بين اللواء البيسري، و”هيئة العمل الفلسطيني المشترك” في لبنان، في حضور رئيس “لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني” باسل الحسن، حيث قطع المشاركون وعوداً ببذل المزيد من الجهود لتطبيقه من دون أي خرق، بعدما عاتبهم اللواء البيسري من باب الحرص على القضية الفلسطينية وأمن مخيم عين الحلوة والجوار اللبناني واستقرارهما.

وقد تكامل هذا الجهد السياسي – الأمني مع وصول عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد إلى لبنان موفداً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعاه فيه الى العمل لوقف الاقتتال فوراً في مخيم عين الحلوة.

ومن المقرر أن يبدأ عزام الأحمد حراكه السياسي اليوم الثلاثاء فيلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين ليبلغهم رسالة بالحرص على استقرار لبنان، وان المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم عين الحلوة، لن تكون خنجراً في الخاصرة اللبنانية في ظل الأزمة السياسية والمعيشية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل