خرقت زيارة الموفد الفرنسي الخاص جان إيف لو دريان الى بيروت، جمود المشهد السياسي شكلاً، أمّا في المضمون فلا جديد، ولا أفكار تدعم مبادرته. فيما تتوجه العين اليوم الى معراب إذ يستهلّ لودريان جولته على المعارضة بلقاء رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع في الخامسة والنصف من مساء اليوم الأربعاء.
توازياً، يشهد لبنان حركة ناشطة أمنياً، انقسم من خلالها المشهد ما بين ما كشف عنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بقيام إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان لإتاحة شن هجمات على إسرائيل، ومشهد عين الحلوة الذي يتأرجح بين الهدوء الحذر وخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار.
وعلى خطّ الحركة الناشطة دبلوماسياً، اشارت مصادر سياسية، لصحيفة “اللواء، إلى أنه، “في تقويمها لليوم الأول من زيارة لو دريان الى لبنان، بأنه لم يحمل معه اي مبادرة او أفكار جديدة لدفع مسار مهمته قدما الى الامام، بل كان خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين والسياسيين، يستمع إلى تقييمهم لمضمون الرسالة التي وجهها إلى رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب ويناقش اجوبتهم عليها، ويتبادل معهم الآراء حول رؤيتهم لكيفية الخروج من الازمة وتسريع خطى انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الخوض باي اسماء مطروحة.
واعتبرت مصادر في حديثها لـ”اللواء”، ان البارز في جولة الموفد الرئاسي الفرنسي هذه المرة زيارته لقائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، وهي الزيارة التي قفزت الى واجهة مهمته، بما تحمله من معاني ومؤشرات في مسار الاستحقاق الرئاسي، بالرغم من حرص لو دريان على عدم التطرق الى اي اسم من اسماء المرشحين الرئاسيين، وحصر نقاشاته باستكشاف مواقف الذين التقاهم بكيفية إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.
كما استبعدت المصادر، للصحيفة عينها ان يصدر اي خلاصة لنتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي قبل الاطلاع على مواقف واجوبة جميع المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين، لتحديد الخطوة التالية بمهمته، التي أظهرت نقاشاته مع من التقاهم بانها تحظى بتاييد ودعم دول اللقاء الخماسي، خلافاً لما يحاول البعض الترويج خلاف ذلك.
على خطّ انتهاك السيادة وتكريس الهيمنة والاحتلال، لا يزال الصمت الحكومي والأمني مطبقاً لجهة ما كشفه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بقيام إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان لإتاحة شن هجمات على إسرائيل.
لكن عضو تكتّل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب، كسرت الصمت الرسمي، موضحة، أن المنطقة التي تمت الإشارة إليها واقعة في قضاء جزين، ومنذ نحو 30 عاماً هناك أراضٍ فيها محتلة يُمنع على أصحابها دخولها واستثمارها بحجة أنها تضم قواعد عسكرية ومناطق تدريب لـ”الحزب”.
قالت أيوب في تصريح لـ”الشرق الأوسط”: “بعد المعلومات المتداولة عن وجود مطار عسكري فيها تابع لإيران فقد بات الموضوع مرتبطاً بالسيادة اللبنانية، وعلى الحكومة والأجهزة الأمنية أن ترد رسمياً على الادعاءات؛ لأنها وفي حال صحّت تؤدي إلى مخاطر أمنية وعسكرية كبيرة”.
على المقلب الأمني أيضاً ساد الهدوء الحذر في مخيم عين الحلوة منذ صباح اليوم الأربعاء، بعد يوم دامٍ من الاشتباكات توسعت رقعته، وذكرت مصادر فلسطينية لــ”نداء الوطن”، أنّ اجتماعاً موسعاً عقد ليلاً بين القيادتين، حيث جرى التوافق على خريطة طريق للحفاظ على أمن المخيم واستقراره، على قاعدة تطبيق قرارات طهيئة العمل المشترك الفلسطيني” في لبنان بتسليم الجناة في جريمة اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي إلى العدالة اللبنانية، وذلك قطعاً لأي محاولة لاستنزاف المخيم وتدميره وتهجير أبنائه.