رسمياً، سقطت مبادرة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الحوارية بعدما سمع الإجابة الحاسمة من المعارضة بأذنيه في اليوم الثاني من زيارته لبنان: لا وسيلة أخرى إلا الدستور. وخرج لودريان عن الأسس الدبلوماسية ليقرّ بالمأزق الذي هو فيه قائلاً إن مبادرته مأزومة وفي مأزق شديد.
أمنياً، انهار أمس اتفاق وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، الذي شهد جولة قتال عنيفة وعلى مختلف محاور الاشتباك على الرغم من كل الجهود السياسية اللبنانية والفلسطينية – الفلسطينية التي تقاطعت بين حركتي “فتح” و”حماس” في لقاء مشترك بينهما وفي جولة كل منهما على المسؤولين اللبنانيين.
بالعودة إلى الملف الرئاسي وجولة لودريان في بيروت، بدا لودريان من خلال محادثاته كأنه يشعر بأنه في مأزق، ولا يعرف أي اتجاه يريد أن يسلكه كي يغادر لبنان بإنجاز.
وفي جلساته مع المعارضة، قال إن فريق الممانعة يتمسك بالحوار ممراً الزامياً لانتخاب رئيس الجمهورية. وفي المقابل، تتمسك المعارضة بالانتخابات الرئاسية قبل الحوار. وسأل: “ماذا نفعل؟”، وقال: “أعطوني حلاً وسطاً”.
واقترح البحث عن “أفكار جديدة للخروج من الاستعصاء الرئاسي، إذ لا يمكن ان نبقى على ما نحن عليه اليوم”.
وسمع في المقابل من المعارضين: “صحيح اننا لا نستطيع أن نبقى في الحالة الراهنة، لكن الحل سيكون في تطبيق الدستور”. وشدّدت المعارضة على ان الممانعة تطرح “ما هو خارج الدستور والأصول لفرض أمر واقع غير مقبول على الاطلاق”. وهنا سأل لودريان محدثيه مجدداً: “ماذا استطيع ان أفعل؟ أنا لا احمّلكم المسؤولية أو العكس”، فجاءه الجواب: “على باريس ان تتبنى تطبيق الدستور”.
وتقول المصادر: “يدرك لودريان أين مأزقه الآن، ويتمثل بأن هناك “ستاتيكو” لا يمكّن أي طرف من أن يفرض نفسه، فيجب الذهاب الى مرحلة جديدة، وهو متيقن من ذلك. لكن من أجل الذهاب الى هذه المرحلة يريد شيئاً ما للذهاب الى جلسة بدورات متتالية. يعني أن لودريان يعتقد أن هناك خطوة تراجعية ما يجب اتخاذها من دون أن يتحمل أي فريق تبعات هذا التراجع. لكن المعارضة قالت للموفد الفرنسي، إن أي تراجع لن يفيد، بل يجب الذهاب بلا تردد الى التزام موقف تطبيق الدستور. ومرة أخرى عاد لودريان الى أنّ الممانعة لا تريد تطبيق الدستور، فأجابته المعارضة مجدداً: “هذه مشكلة الممانعة وليست مشكلتنا”.
في هذا المجال، علمت “اللواء” ان لودريان ابلغ بعض النواب الذين التقاهم ان موفداً قطرياً سيتابع مهمته، بعد ان ينتهي من الجولة الحالية، والالتحاق بمركز عمله الجديد في الرياض.
واستناداً إلى المصادر السياسية، فإن لودريان، يتجه إلى استبدال صيغة الدعوة للحوار، بدعوة رؤساء الكتل النيابية والعديد من النواب، الى طاولة عشاء في مقر السفارة الفرنسية ببيروت مساء اليوم، في حال وجد الأجواء مؤاتية لذلك.
من السياسة إلى الأمن، انهار أمس اتفاق وقف إطلاق النار الهش في عين الحلوة، الذي شهد جولة قتال هي الأعنف وعلى مختلف محاور الاشتباك على الرغم من كل الجهود التي تقاطعت بين حركتي “فتح” و”حماس” في لقاء مشترك بينهما وفي جولة كل منهما على المسؤولين اللبنانيين.
ووفق أوساط فلسطينية لـ”نداء الوطن”، فإن الأخطر في انهيار الاتفاق، كان محاولة توسيع دائرة الاشتباك بجرّ “تيار الاصلاح الديمقراطي” لحركة فتح الذي يتزعمه العميد محمود عيسى “اللينو” الموالي للعميد المفصول من “فتح” محمد دحلان، حيث قتل المسؤول العسكري فيه خالد أبو النعاج الموكل الحفاظ على الأمن وتثبيت الاستقرار في منطقة صفوري.