يغادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان اليوم عائداً الى بلاده، في ختام جولة من اللقاءات والاتصالات لبلورة الملف الرئاسي التي لم تحرز أية نتيجة تتعلق بمهمته. وجرياً على المثل القائل “الثالثة ثابتة”، فإن جولة لودريان الثالثة، كانت ثابتة، ولكن من حيث إخفاق المبادرة الفرنسية التي انطلقت قبل ثمانية أشهر بتفويض من اللجنة الخماسية. والسؤال الآن: ماذا بعد إخفاق المبادرة الفرنسية؟ وبالتالي، كيف ستعالج أزمة الملف الرئاسي التي تقترب من نهاية عامها الأول؟
الواضح، من سياق مشهد الملف الرئاسي المتغير، حسب مصادر دبلوماسية عربية التي تحدثت عبر “اللواء”، ان الوضع اللبناني دخل في لحظة الانفراجات المتلازمة في الملفات الساخنة في المنطقة، وعدم تحويلها الى ملفات مستعصية على المعالجة، بمساعٍ عربية وإقليمية ودولية.
وبات بحكم المؤكد أن الأطراف: الفرنسي، السعودي والقطري يعملون ضمن مسار منسّق لإنهاء الشغور الرئاسي، انطلاقا من التفاهمات التي تم التوصل اليها في اجتماعات باريس بين لودريان وباتريك دوريل من الجانب الفرنسي والمستشار في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير نزار العلولا والسفير بخاري، الذي بدأ الترتيبات للقاء الذي عُقد في منزله فور عودته الى بيروت.
يذكر أنه بعث لودريان في 15 آب الماضي، رسالة إلى رؤساء الكتل النيابية في لبنان، ومجموعة من النواب يصل عددهم إلى 38 نائباً، يطلب فيها بشكل رسمي الإجابة الخطية والموجزة قدر المستطاع عن سؤالين في ما خص الملف الرئاسي، الأول ما هي بالنسبة إلى فريقكم السياسي المشاريع ذات الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة؟ (أي الولاية الرئاسية في لبنان)، والثاني ما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلّي بها من أجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟
وأكدت القوى المعارضة في أكثر من موقف لها أن مرشحها في الملف الرئاسي لا يزال وزير المال السابق جهاد أزعور، والذي تقاطعت عليه أيضاً مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وأنها منفتحة على أي مباحثات ثنائية قد يجريها لودريان، لكنها ترى في المقابل أن أي مسعى فرنسي أو خارجي لن ينجح طالما أن حزب الله وفريقه السياسي يقاربون الملف الرئاسي من زاوية “مرشحي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو الفراغ”.