قداس لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية من تنظيم “القوات” ـ جزين

حجم الخط

أحيت منطقة جزّين في القوّات اللبنانيّة بالتعاون مع جهاز الشهداء والمُصابين والأسرى في الحزب، ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية خلال قدّاس لراحة أنفسهم في كنيسة مار مارون في جزين، بحضور عضو تكتّل “الجمهوريّة القويّة” النائب غادة أيّوب مُمَثِلةً رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، النائب سعيد الأسمر، النائب السابق إبراهيم عازار، وفد كتائبي تقدّمه رئيس أقليم جزّين الكتائبي كلود حجّار، أمين عام الحزب إميل مكرزل، الأمين المُساعد لشؤون المناطق جورج عيد، رئيس هيئة التفتيش إدغار مارون، رئيس جهاز الشهداء والأسرى والمصابين شربل أبي عقل، مُنسّق صيدا – الزهراني عماد روكز، مُنسّق المنطقة جان كلود نجم، رؤساء مجالس بلدية وإختيارية، فاعليات من المنطقة، عدد من رؤساء المراكز والمكاتب الحزببة، عائلات الشهداء وحشد من المؤمنين.

ترأّس القدّاس راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار، عاونه كاهن الرعية المونسنيور الياس الحلو ورئيس دير مار أنطونيوس الأب جوزيف العاقوري ولفيف من الكهنة، ومشاركة كشّافة الحريّة.

وبعد القداس ألقيت كلمات استهلها مُنسّق المنطقة جان كلود نجم، فقال: “لا تسألوا عني بين الموتى فأنا في حضن القيامة أصلّي عنكم ولكم”، إنه فعل إيمان عميق في العقيدة المسيحية. وصحيح بأنه لا يمكن ملء فجوة الحزن والألم عند فقدان شخص عزيز، لكن شهداء القوات هم الأبطال الذين قدّموا أعظم تضحياتهم من أجل لبنان. فلقد دخلوا تاريخنا المجيد وهم معنا في كل خطوة نخطوها، وآخر الملتحقين معهم كان الرفيق إلياس الحصروني. ونحن نزيد في إصرارنا على المضي قدمًا والصمود والمواجهة.

وختم نجم بأن الشجاعة لم تمت فينا، بل إنهم استشهدوا من أجل أن تبقى لنا حريتنا.

وألقت أيوب كلمة قالت فيها: في أيلول، ايلول الشهادة وفي زمن عيد الصليب نحن هنا لنقول أن الشهادة حياة وأن الذين استشهدوا لم يموتوا .

قدّموا حياتهم، وأغلى ما عندهم وبفضل تضحياتهم، نحن اليوم ثابتون، أحرار وسنتابع المسيرة لنسترجع القرار.”

وأضافت: “يجب أن تتأكدوا انّ لبنان سيبقى، هكذا يقول الشهداء، وهكذا يقول التاريخ .والشهداء لا يخطئون والتاريخ لا يتغير ولا يتبدل ومن لديه شكّ فليراجع تاريخ قنّوبين وزحلة والاشرفية وبيروت وكل ضيعة قاومت ولم تركع.

فليتذكّروا البطريرك يوحنا مارون والقديسين والرهبان والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير وكل شاب لبناني حمل البندقية، وقال : أنا مستعدّ لكي أموت ليبقى لبنان. لبنان باق لكن ليس كيفما كان. لبنان التسوية التي تموت عند توقيعها ليس لبنان، مشروع الحرب الدائمة والسلاح الفلتان والدولة النائمة، ليس لبنان، لبنان الخوف المستمر والفقر والجوع والهجرة من دون حدود ليس لبنان الذي نريد.

لبنان الباقي هو لبنان الوطن والقضية، لبنان 10452 كم2 لبنان الدولة صاحبة القرار.”

وأضافت: “الدولة التي تكون صاحبة القرار يجب أن يكون الدستور فيها هو الأساس فلا نستبدل الالية التي ينص عليها الدستور بحوارات ملغومة لأن الحوار للحوار مرفوض، ومن يريد أن يجرّب المجرّب نقول له: “نحنا عقلنا منّو مخرّب” ومهما حاولوا تجميل الحوار سيبقى محاولة لتعطيل الدستور وتكديس اعراف لا أكثر ولا أقل. ومن يرفض الدستور لا يريد دولة، ومن يرفض الدستور فهو بذلك يغتال أي مشروع يكون هدفه بناء دولة فيفتح الحدود للتهريب ويحمي الفاسدين ويعطّل القضاء ويصادر القرار وينشئ مطارا.”

واردفت:” ما يحصل في موضوع مطار بركة جبّور في منطقة جزين إذا كان صحيحا هو أمر خطير ولا يمكن السكوت عنه.”

وأكدت: “الدولة لا يمكنها ان تكون كالزوج المخدوع وآخر من يعلم، ولا يمكننا أن نستمر في السياسة نفسها التي تضع لبنان في خدمة ايران. وخلاصة هذه السياسة هي أن يولد المشروع في إيران وتكون المواجهة على أرض لبنان. هذه هي السياسة التي لم تحمل لنا إلا الويلات والمصائب. وما يصل اليوم في موضوع المطار هو مغامرة جديدة وعملية اغتيال جديدة للدولة اللبنانية، وللأسف فصل جديد من فصول تفاهم مار مخايل. لكن قد يكون قد غاب عن بالهم أننا نحن اليوم في جزين التي بفضلكم وبفضل كل السياديين من صيدا وجزين، عادت قلعة السيادة والحرية بعد أن اعتقد البعض انها قلعة التيار، والواقع ان هذا البعض أخذها في اتجاه عكس التيار، تيار اهلها التاريخي المؤمن بالدولة والحرية والسيادة.”

وتابعت:

” وقعوا تفاهم مار مخايل وقالوا سنعيد حقوق المسيحيين، وفي الواقع أعادوا المسيحيين وكل اللبنانيين عشرات السنين إلى الوراء، وفي الواقع تفاهموا على كل شي، اتفقوا على كيفية وضع يدهم على السلطة ومصادرة قرار الدولة، من دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة  عن حق اهالينا في اراضيهم في كفرحونة والقطراني وداريا، وها هم مستمرون اليوم باللعبة نفسها واتخذوا من المحاصصة عنوانا لها: أعطونا اللامركزية وخذوا رئاسة الجمهورية. ولهؤلاء نقول الجمهورية ليست للبيع، والحقوق المنصوص عليها في دستور الطائف ليست للتفاوض ولا للمقايضة.”

وختمت: آن الأوان لأن نضع المشروع الصحيح على الطاولة، مشروع السيادة الحقيقية، والاستقلال الحقيقي .المشروع الصحيح هو مشروع شهداء المقاومة اللبنانية، مشروع كتبه بشير في 21 يوما وحمله الحكيم بنضاله وأصبح اليوم بين أيدي تكتل الجمهورية القوية وإما أن ينجح هذا المشروع ويدخل لبنان إلى السلام الحقيقي والاستقرار، وإما أن يدخلوا إلى بعبدا… وعلى لبنان السلام. لكن لأنّ الحرّاس لا يتعبون، ولا ييأسوا، لأنّ الحرّاس بالمرصاد، كما قال الحكيم: “عا بعبدا ما بيفوتوا.”

الأسمر:

دوره ألقى الأسمر كلمة جاء فيها:

ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه….

مُخطئ مَن يعتقد أن تضحياتكم ذهبت مع الريح، لأنه لولا تضحياتكم وشجاعتكم يوم دق الخطر على الأبواب ما كانت أجراسنا لا زالت تقرع لملك المجد…

وما كنّا هنا في هذه الأرض بل كنّا مجموعات مُشتّتة في بلاد الغربة الواسعة…

انتم وقفتم في وجه المعتدين وإستشهدتم، ونحن نتابع مسيرة الدفاع لتبقى لنا الحرّية…

الحريّة التي قدّمنا لها آلاف الشهداء ليبقى الوطن،

الحرّية التي قدّمنا لها بشير الجميّل ورمزي عيراني، بيار بولس، وكابي، ونخلة وطوني وجورج وجان وسليمان وشوقي، ومرعي، وشربل واللائحة تطول، وآخرها الياس الحصروني…

الحرية التي استشهد لأجلها فؤاد نمّور وجورج نخلة فوق ثلوج جرود عيون السيمان، وكما قال البشير، ليكون مستقبل لبنان أبيضاً يُشبه ما رأته عيونهما في آخر مشهد.

وكل رفيق ورفيقة رووا هذه الأرض لنبقى ونستمر شعلة إيمان ونور وبخور….

لأجلهم جميعاً، ولأجل مَن بقي، سنقاوم في السياسة كل مشروع وكل غريب أو قريب يسعى لتغيير وجه لبنان ورسالته.

لأجلكم لن نحاور المُجرمين.

لأجلكم لن نقبل أن يُصبح غير الشرعي هو الشرعية…

ما نقبل أن تخطف الدويلة الجمهورية وتصبح هي الدولة…

لأجلكم لن نقبل إلا برئيس بحجم تضحياتكم ويُشبه أحلامكم… رئيس من طينة الجمهورية القويّة من طينة بشير الجميّل…

لا سلاح ولا إغتيالات ولا مطارات ولا تهديدات ستمنعنا من إكمال المسيرة لنصل الى الوطن …

وطن الإنفتاح والصداقة والحضارة والإبداع والفكر والفن، وطن فيه ماء وكهرباء، وخدمات، وحق المواطن ورفاهيته وعيشه الكريم بمثابة أولوية، وطن قوي بعدالته، بدون فساد وفاسدين…

لبنان دولة المؤسسات وليس دولة المحاصصة والمحسوبيات…

وأضاف الأسمر، أهلي في منطقة جزين والجنوب،

سيدنا المسيح قال: “يُسلِّمونكُم إلى ضيقٍ ويقتلُونكم وتكونون مُبغضين من أجل إسمي. والذي يصبُر إلى المُنتهى ذاكَ يخلُص”

بقوتنا ووحدتنا وصبرنا سنعبر جميع التحديات والمصاعب…

سنقاوم بالسلم… ونزرع الأمل، رغم السواد… نحن أبناء الرجاء والإيمان…

نحن معكن وإلى جانبكم… نقاوم الحرب الجديدة وتحدياتها الإقتصادية والإجتماعية والأمنية والمعيشية… “نحنا بالسلم الإيد يلّي بتعمّر، ووقت الخطر قوات”…

سنكون العين التي تقاوم المخرز… ونكسره كما كسره أجدادنا قبلنا من آلاف السنين..

وختم الأسمر مُرَدِداً مع وصية غبطة أبينا البطريرك الحدشيتي،

“لا تخلّو الليل ولا سواد عتماتو،

ولا الدهر ولا كتر قلباتو،

ولا القهر ولا نيران جمراتو،

ولا الموت ولا كبر صدماتو،

ولا الحبس ولا طول ساعاتو،

ولا التعذيب ولا وخز لدعاتو،

ولا أي جيش ل كان ولا تقل حملاتو،

يضعّف إيمانكم شي يوم بلبنان، لبنان نحنا، ونحنا تراباتو، علّة وجودو ومصدر حياتو، زرعنا بأرضو ربّ السما بذاتو، متل ما زرع بالأرز أرزاتو”…​

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل