يواجه لبنان منذ عدة سنوات أزمة اقتصادية خانقة، ومن أبرز مظاهر هذه الأزمة هو شح الدولار الأميركي في البلاد، كما أن الدولار عملة أساسية في لبنان ما يؤثر بشكل كبير على استقرار الاقتصاد ومعيشة المواطنين، وإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، هناك أزمة سياسية تتمثل بعدم تمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد للجمهورية جراء تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ما يجعل الحياة السياسية في لبنان غير منتظمة.
ومع انتهاء فصل الصيف وعودة المغتربين إلى بلاد الانتشار، هناك خشية من عودة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء نتيجة شح الدولار، إضافة إلى عوامل عدة قد تضع سعر الصرف في مهب الريح، وهذا ما عبرت عنه أوساط حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري خصوصاً في ظل انسداد الأفق السياسي والشغور الرئاسي الحاصل في لبنان، وهذا يضع “المركزي تحت ضغط شديد إذا أصرّ على عدم تمويل الدولة بالدولار وإذا اضطر الى إطلاق منصة “بلومبرغ” سريعاً بحيث يمكن أن يتحرك الدولار صعوداً.
وسط هذه الأجواء الملبدة بالأزمات السياسية والاقتصادية وغياب الحلول، يشير الخبير الاقتصادي والمالي لويس حبيقة عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إلى أن منصوري يتصرف بحكمة وقرار عدم تمويل الحكومة صائب وسليم ولديه كل الحق بذلك.
يضيف حبيقة: “الدولار خاضع للعرض والطلب ولا يوجد طلب مرتفع على الدولار حالياً لأن العملة اللبنانية غير متوافرة بكثرة بالأسواق وهذا يعود أن أكثرية القطاعات اتجهت نحو الدولرة، بالتالي أسباب ارتفاع الدولار غير متوافرة في الوقت الحالي ولا خوف من تفلت سعر صرف الدولار في السوق السوداء”.
يتابع: “صحيح أن موسم الصيف شارف على الانتهاء وأكثرية المغتربين غادروا البلاد، لكن حركة الموفدين عبر المطار لا تزال جيدة، وهذا التوافد يستمر طيلة فترة السنة، وهؤلاء يأتون بالدولار إلى لبنان حتى لو بشكل ضئيل، لكن هذا يساعد على الاستقرار”.
أما عن تمويل الدولة، يقول حبيقة إن “عليها أن تجبي ضرائبها بشكل جيد وتبحث عن مكامن الجباية الجيدة، كما أن معظم الخدمات التي تجبيها الدولة ارتفع سعرها من كهرباء وانترنت وغيرها، وهذا يساعد الدولة في تأمين الأموال المطلوبة”.