دائماً أردد أن لطلاب “القوات اللبنانية” مكاناً مختلفاً في قلب القيادة الحزبية، وتحديداً في قلب سمير جعجع. في قداس الشهداء رأيته كيف غمرهم بعيونه وهي تلمع منهم، وكيف هم حاصروه كأنه الأب والصديق والرفيق والملهم. حكاية سمير جعجع وطلاب “القوات اللبنانية” أقل ما يمكن أن توصف، بأنها أكبر من الرفقة الحزبية، هي علاقة الاحترام الكبير لرجل كبير، علّمهم عمق الانتماء الحزبي والوطني، وأن الحزب ليس فقط مشاريع سياسية، إنما إنسانية قبل أي شيء، وإلا لسقطنا سقوطاً مدوياً.
من هذا المنطلق كانت خلوة مصلحة الطلاب السنوية، التي عقدت في معراب منذ أيام تحت عنوان “ليبقى لنا المستقبل”، وتخللها لقاء مع الحكيم والأمين العام، وضمت رؤساء الدوائر في الجامعات والمدارس والمعاهد.
“لم تكن خلوة حاشدة لأنها خُصصت للكوادر، وعددنا لم يتجاوز الـ120 شخصاً، لكن المضمون كان مهماً جداً، إذ ان الخلوة كانت تنظيمية في الاتجاهات كافة، النشاطات، الإعلام، الموازنة لسنة 2023 و2024” يقول عبدو عماد رئيس مصلحة الطلاب في “القوات اللبنانية”.
الخلوة التي تخللها لقاء مع الحكيم، أصر في خلالها الدكتور جعجع على نقل رسالة هامة للطلاب، تتضمن كيفية بناء الإنسان في المجتمع القواتي، الإنسان الذي يحترم كل مظاهر الحياة، “الامر الذي ركّز عليه الحكيم بشكل لافت، قبل أن ننتقل الى الملف السياسي ورئاسة الجمهورية وتحرك المعارضة والنظام اللبناني وسلاح حزب الله وما شابه، والحكيم كان مسروراً جداً من مستوى الأسئلة التي تلقّاها من الشباب، والتي دلّت على عمق تفكيرهم السياسي والإنساني، وأعرب عن إعجابه بنا على مسمع القيادة الحزبية المشاركة بالخلوة” يقول عماد بحماس كبير، إذ يعتبر أن مصلحة الطلاب في القوات هي قلب الحزب ونبضه ومستقبله.
يعتبر سمير جعجع أن شباب القوات وشاباتها هم نبض الحزب، وأمله ومستقبله الحلو المتطور، وأن رؤساء الدوائر والمصالح في الحزب هم بعض كثير من أمل الناس، لأن خلفهم الآلاف الذين يبنون آمالهم على الحزب وتطوره، وأكبر دليل على ذلك هي نتائج الانتخابات الطالبية المبهرة، التي تظهر هوى الناس وميولهم، “لذلك شدد الحكيم على أن نهتم بمجتمعاتنا وليس فقط تقديم المساعدة العابرة، إنما أن نبدي الاهتمام الفعلي العميق بقضاياهم الملحة التي توجعهم، وأن نلاحقها بقدر ما نستطيع، وأن نكون جاهزين لمواكبة التطور السياسي والشعبي للقوات اللبنانية” يقول عماد.
في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، كان لافتاً مشهد كشافة الحرية الذي أرقص قلوب الحاضرين والمتابعين، على دعسات العنفوان التي ضجّت في أرض معراب. ثمة مشهد آخر جعل قلوب القواتيين تتراقص عنفواناً أيضاً: مئات الطلاب يتصدرون مشهدية المكان، ويجولون بقمصانهم الموحدة، بكل ذاك الأمل بأنه سيكون لنا غد أفضل مع شباب وشابات مماثلين.
“نحو 640 طالباً كنا في قداس الشهداء، وذلك بناء على طلب مشترك بالمشاركة الكثيفة من القيادة والمصلحة في آن، أردنا أن نقول إننا كطلاب نريد مشاركة الحزب في كل شيء سواء بالحشد أو بالتنظيم، والحزب رحّب كثيراً بالخطوة وأعطانا الأولوية” يقول عماد الذي يعتبر أن مصلحة الطلاب لا تعني فقط التحضير للانتخابات الطالبية، إنما هي عمل حزبي متكامل. “رسالتنا التي أردناها أن تصل مباشرة للحكيم والقيادة عموماً وللشهداء أيضاً، بأننا على خطاهم، صحيح أننا لا نحب أن نموت لأننا أبناء الحياة، لكن في المقابل نحن على استعداد تام للاستشهاد لأجل لبنان إذا دعا داعِ، جيلنا ليس فقط للانتخابات ولا فقط للسهر والسفر والسلوى، هذه الأمور رائعة، لكن ثمة ما هو مرادف ومهم جداً، نحن جيل يتعاطى أيضاً الفكر والسياسة بكل أبعادها ونذهب بالتزامنا حتى النهاية” يقول عماد.
نحو 16 الف صوت طالبي يشارك في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة في لبنان، من بينهم نحو 11 الف صوت لطلاب “القوات اللبنانية”، ما يعني أن طلاب القوات يشكلون الغالبية العظمى من التوجّه السياسي العام لشباب لبنان، أي أنهم يمثلون توجهات الأجيال الجديدة الصاعدة، “لذلك نريد أن نكون قرب القيادة بأي قرار تتخذه، نريد أن نكون قربها وسندها في الاستحقاقات كافة، ورسالتنا أننا لسنا فقط مصلحة طلاب منعزلة، عملها محدود في الانتخابات والنشاطات، إنما نحن مصلحة سياسة وفكر ومع قيادة حزبنا والحكيم في كل شيء”، يقول عبدو عماد الذي خرج ورفاقه من الخلوة مع الحكيم، وقلبه ممتلئاً عنفواناً وإيماناً، بأن من يكون قواتياً هو قبل أي شيء إنسان يحمل قيم الرب يسوع، وقيم أرض أرز الرب، ومن يكون سمير جعجع قائده لن يخاف على لبنان.