تؤكد مصادر تربوية، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “العام الدراسي 2023 ـ 2024 مهدّد في الصميم، خصوصاً على صعيد التعليم الرسمي، بحيث قد يتعذر على المدارس الرسمية فتح أبوابها واستقبال الطلاب وانطلاقة العام الدراسي”، لافتة إلى أن “وزير التربية عباس الحلبي لم يُخف مخاطر عدم التمكن من فتح أبواب المدارس الرسمية أمام الطلاب هذا العام، أقله في المواعيد المحددة، وأكد أن التعليم الرسمي بات في دائرة الخطر الشديد”.
المصادر ذاتها، تشدد، على “ضرورة أخذ كلام الحلبي في الاعتبار بشكل جدي، إذ كشف عن أن “المجتمع الدولي يتمنَّع اليوم عن تقديم الدعم في العام الحالي، وأن الجهات المانحة أبلغت لبنان صراحةً عدم توفر أموال لدفع حوافز أو بدلات إنتاجية للمعلمين وللعاملين في المدارس الرسمية. علماً أن دعم المانحين السابق استثنى التعليم المهني والتقني في المدارس الرسمية عن تقديم أي مساعدة بالمطلق”.
كما تحذر المعنيين، من “انفجار تربوي في وجه السلطة والمعنيين، لأن أساتذة التعليم الرسمي لن يسكتوا في حال لم تلبَّ مطالبهم، والتحركات التي بدأنا نشهدها في ظل الأخبار عن إلغاء الحوافز التي مُنحت لهم في العام الدراسي الماضي لعدم توفر الأموال، أي ما سُمِّي بالبدلات الإنتاجية للمعلمين وللعاملين في المدارس الرسمية حيث مُنح الأساتذة بدلات إنتاجية بقيمة 125 دولاراً شهرياً، ليست سوى أول الغيث لدى الأساتذة الذين قد يتجهون إلى الإضراب الشامل وعدم الحضور إلى المدارس الرسمية”.
المصادر التربوية عينها، تكشف عن أن “هذا الواقع جعل عدداً كبيراً من المدارس الرسمية اليوم في وضعية عدم فتح أبوابها حُكماً، حتى قبل انتظار نتيجة المشاورات الدائرة لحلّ معضلة التمويل من عدمها، لعدم وجود العدد الكافي من الطلاب المسجلين حتى الآن. علماً أن انطلاقة العام الدراسي وفتح المدراس الرسمية لأبوابها يُفترض أنها قريبة، إذ يبدأ التدريس للعام الدراسي 2023/2024 وفق قرار وزير التربية الأخير، اعتباراً من يوم الاثنين 9/10/2023 لكافة الصفوف في مراحل روضة الأطفال والتعليم الأساسي والتعليم الثانوي”.
كما تنوِّه في السياق ذاته، إلى أن “عدداً كبيراً من أهالي الطلاب فضَّل عدم المخاطرة بالعام الدراسي لأبنائهم في ظل هذه المشكلة المستعصية التي لا يبدو أنها ستجد حلاً قريباً، وقاموا بتسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة التي تتمتع باستقرار أفضل نسبياً، على الرغم من الضائقة المالية، لكن الأمر يستحق و(الله بيدبّر) ولن نخاطر بضياع سنة على أولادنا، كما يقولون”.
بالتالي، تضيف المصادر نفسها: “أهالي الطلاب يعتبرون، أنه حتى لو تمكنت المدارس الرسمية من فتح أبوابها، لا شيء يضمن الاستقرار والاستمرارية في التعليم بشكل طبيعي خلال العام الدراسي، في ظل الوقائع القائمة التي تدفع إلى توقع أن تشهد المدارس الرسمية إضرابات لأساتذة التعليم الرسمي والامتناع عن التدريس”.