يبدو واضحاً، وفق مصادر سياسية مطلعة ومواكبة، “عدم ارتياح الثنائي الشيعي لمسار الأمور على صعيد الاستحقاق الرئاسي، بعد تراجع المبادرة الفرنسية إلى مربع إعادة التموضع، وتقدم الحراك القطري على هذا الصعيد. ويمكن ملاحظة التوتر والتشنج في خطابات نواب وقياديي الثنائي الشيعي، وبالتحديد لجهة (الحزب)، في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع بدء جولة الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الذي يزور لبنان حالياً، تمهيداً لجولة (رسمية) مفترضة يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية محمد عبد الرحمن الخليفي في الأيام المقبلة.
المصادر ذاتها، تؤكد، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الثنائي الشيعي في وضعية المحشور في الزاوية، بعدما تخلّى الجانب الفرنسي عن اصطفافه السابق بدعم ثنائية (سليمان فرنجية ـ نواف سلام) كأحد المخارج لأزمة الانتخابات الرئاسية”، مشيرة إلى أن “علامات التوتر بدأت تظهر على الثنائي الشيعي منذ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان الأخيرة، إذ تبلّغ منه أنه حان الوقت للبحث عن خيار ثالث، بعدما تبيَّن صعوبة وصول فرنجية أو مرشح المعارضة جهاد أزعور”.
أما عن استمرار تمسُّك الثنائي الشيعي بفرنجية على الرغم من أننا أصبحنا في مرحلة جديدة كلياً واستحالة وصوله؟، تجيب المصادر: “الثنائي الشيعي مربك، فهو لا يملك إجابات وبدائل وأفكار للتعامل مع الوضعية الجديدة”، معتبرة أنه “يدرك جيداً أن فرنجية أصبح من الماضي، لكنه لم يتحضّر جيداً للاحتمالات والأسماء الأخرى، إذ اعتقد أنه يكفي التمسّك بمرشحه والإصرار عليه من أجل أن تخضع المعارضة في النهاية وتسلّم بالأمر الواقع، الذي لم يحصل ولن يحصل هذه المرة، وفق ما يظهر من موقف المعارضة الحاسم”.
من هنا، تضيف المصادر عينها: “الثنائي يستهلك الوقت حالياً لأن لا أجوبة واضحة لديه حول المرحلة المقبلة. بالتالي هو يعود إلى مربّع التشدد والتمسّك اللفظي بفرنجية، بانتظار تبلور الصورة وإعادة تجميع أوراقه، تمهيداً للدخول في المقايضة والمساومة حول الخيار الثالث بهدف تحصيل أكبر كمية ممكنة من الضمانات والمكاسب في هذه العملية”.
لكن الأكيد، بحسب المصادر نفسها، أن “الثنائي الشيعي يملك ما يكفي من المعرفة بحقيقة الأمر، ليدرك أن الأوضاع تلزمه بالبحث الجدي في النهاية حول الخيار الثالث، وأنه لا يستطيع المماطلة طويلاً لأن البلد لم يعد يحتمل”، لافتة إلى أن “الثنائي الشيعي، وبالتحديد (الحزب)، وبحكم سيطرته المكشوفة على البلد، سيتحمّل أمام اللبنانيين والعرب والعالم المسؤولية الأولى عن انفجار الوضع، لا سمح الله، ولن يمكنه التنصّل منها على ضوء هيمنته الفاقعة، وتعطيله المتمادي لإنجاز الانتخابات الرئاسية”.