على الرغم من ضجيج الثنائي الشيعي رئاسياً، يمضي الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني بكتمان في المبادرة التي انطلق بها بعد الاجتماع الأخير للجنة الخماسية في نيويورك الأسبوع الماضي. وبحسب معلومات دبلوماسية قريبة من «الخماسية»، فإنّ التحرك القطري ما زال في مرحلة استطلاع المواقف، ويحمل لائحة بأسماء مرشحين للرئاسة الأولى، على رأسها اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون. لكن الموفد القطري، يحجم عن طرح الأسماء. وتشير المعلومات الى أنه إذا لم يتخلَ الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فمعنى ذلك «أنّ الحل الجدي لم يبدأ بعد البحث في احتمالات أخرى». وتؤكد أن التوصيف الفعلي للمبادرة القطرية هو أنّ الدوحة هي في موقع صلة وصل بين اللجنة الخماسية وايران. وقالت:» يبدو ان الدوحة تنتظر شيئاً ما من طهران».
ما هي الخلاصة مما سبق؟ أجابت المصادر الديبلوماسية بالآتي:
هناك ثلاثة تحديات أمام القطري، هي:
التحدي الأول – أن تصبح ايران جزءاً غير معلن من «الخماسية».
الثاني – أن ينتزع القطري من «الثنائي» تخلّيه عن مرشحه فرنجية.
الثالث – أن يصل القطري الى مرحلة طرح الاسم الذي سيرسو عليه السباق الرئاسي.
من جهة ثانية، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان، وليد بخاري في وقت سابق، أن الفراغ الرئاسي في لبنان «يبعث على القلق البالغ، ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة»، مشدداً على أن «الاستحقاق الرئاسي في لبنان شأن سيادي داخلي».
وجاءت كلمة بخاري خلال حفل استقبال أقامه في وسط بيروت؛ احتفالاً بالعيد الوطني السعودي الـ93، وشارك فيه مسؤولون لبنانيون ووزراء ونواب.
وقال السفير بخاري، في كلمة له خلال الاحتفال: «من هنا، من عتبات وسط بيروت، نستذكر معاً يومنا الوطني المجيد الذي ارتبط بأعظم معاني كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة في كيان ودولة قوية متماسكة على يد الملك المغفور له عبد العزيز آل سعود».
وأكد بخاري: «إننا نتقاسم مسؤولية مشتركة من أجل الحفاظ على لبنان، واحترام سيادته الوطنية».
وأشار بخاري إلى أن «الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة»، مؤكداً أنّ «الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، لا خارجه»، مشدداً على أن «الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمل مسؤولياتهم التاريخية، والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».
وأكّد بخاري أنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يأمل به الشعب اللبناني»، متعهداً «بأننا سوف نواصل جهودنا المشتركة للحث على انتخاب رئيس». وأوضح: «إننا نريد للبنان أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».
وأكد بخاري أن المملكة العربية السعودية «حريصة كل الحرص على أمن واستقرار المنطقة، ويد المملكة ستظل دائماً ممدودة للسلام».