في محاولة جديدة لتجاوز الأزمة الرئاسية المستمرة منذ أشهر في لبنان، اقترح الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لو دريان إلى لبنان على القوى السياسية اللبنانية إيجاد “خيار ثالث” يتمثل بالدخول في “مرحلة مشاورات مقتضبة” يليها اجتماع فوري ومفتوح للبرلمان حتى انتخاب رئيس جديد بعد 11 شهراً من الشغور، موضحاً أن الدول الخمس، فرنسا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وقطر، التي تتابع الملف اللبناني بدأ صبرها في النفاد وتتساءل عن جدوى استمرار تمويلها للبنان.
كلام لو دريان لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة تراكمات وزيارات قام بها الى لبنان وحاول جاهداً التوصل الى حلول لإنهاء الشغور، لكن كل هذه المحاولات والجولات اصطدمت بتعنت فريق الممانعة وتمسكه بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وذلك عبر تعطيل الانتخابات الرئاسية ورفض الذهاب الى جلسات متتالية، ولم يكتف فريق الممانعة بالتعطيل، بل ابتدع فكرة الحوار لتضييع الوقت وتكريس أعراف تضرب الدستور عرض الحائط، الأمر الذي ترفضه المعارضة رفضاً قاطعاً.
لكن موقف لو دريان له دلالات ذات أهمية تقول مصادر في المعارضة، لأن أهمية الموقف الفرنسي هو أنه اكتشف ما كشفته القوى السياسية الداخلية وخصوصاً فريق المعارضة، بأن من يعطل الانتخابات الرئاسية هو فريق الممانعة.
تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني: “أهمية كلام لودريان هو أن المبادرة الفرنسية بدأت في مكان تصب في مصلحة مرشح الممانعة وانتهت اليوم ضد مرشحها واتجهت نحو الخيار الثالث، كما أن الموفد القطري بدوره شدد على أن الخيار الثالث اتى نتيجة خلاصة الاجتماع داخل اللجنة الخماسية، ما يعني أن الخارج وصل الى قناعة تامة بأن لا حل الا عبر خيار ثالث”.
تتابع: “عملياً، هناك فريق يقول إنه على الاتم الاستعداد للذهاب الى خيار ثالث، واساساً الوزير السابق جهاد أزعور هو خيار ثالث، وهناك فريق الممانعة المتمسك بفرنجية، وهذا يؤكد للجهات الخارجية ويعطي صورة واضحة بأن فريق الممانعة يعطل كافة الحلول التي تؤدي الى انهاء الشغور الرئاسي، ولذلك، على الخارج التصرف من وحي هذه المشهدية المتمثلة بأن هناك فريقاً لا يزال يمارس التعطيل ويتمسك بمرشحه على قاعدة إما مرشحي أو الشغور”.