بين المبادرات الخارجية، والتصلّب الداخلي في المواقف، مرّ عام وشهر ولا يزال الاستحقاق الرئاسي يترنّح، ومحور الممانعة يستمتع بتضييع الوقت وبمهاجمة المعارضة بانتظار ما ستؤول إليه التفاهمات الخارجية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دوامة التعطيل.
وبحسب مصادر سياسية واسعة الاطلاع عبر “اللواء”، فإن الوساطات، سواء الفرنسية او القطرية والمصرية في ملف الاستحقاق الرئاسي لا تزال في الدوامة، لا تراجع ولا تقدم، بانتظار جلاء المشهد الاقليمي، على مستوى الازمات المتفاقمة، في عدد من النقاط الساخنة.
وتضيف المصادر ان المجلس الحالي مصاب بالعجز، الأمر الذي أدخل اليأس إلى الوسطاء، في ظل تعثر عمليات التعافي والاصلاح والانتقال الى ادارة سياسية ودستورية جديدة.
في المقابل، تفيد أوساط دبلوماسية “نداء الوطن” بأنّ هناك تحركاً مزدوجاً للمبادرتَين الفرنسية والقطرية لا يزال قائماً. ففي انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مجدداً الشهر الحالي الى لبنان، لا يزال الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني في لبنان للبحث في ملف الاستحقاق الرئاسي.
ولفتت الأوساط الى أنّ الخيار الرئاسي الثالث أصبح “مدوّلاً”، وأنّ اللجنة الخماسية بكل مكوناتها واضحة في قرار الخيار الثالث. وأكدت أنه “صار من الصعب على ايران مواجهة هذا التوجه، وهي ستبحث في نهاية المطاف في كيفية التموضع مع التوجه الدولي الجديد”. ومهما تأخّر “الحزب” في الانسجام مع هذا التوجه الدولي فسيتحمل المسؤولية ولن تنفع سياسة شراء الوقت”. وخلصت الأوساط الدبلوماسية الى القول: “إننا أمام تطور كبير”.
أما في ما خص موازنة 2024، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني أن “صندوق النقد يربط الإصلاحات وتحسين الوضع النقدي والمالي بتحرير سعر الصرف واستخدام سعر موحّد في الموازنة”.
ويقول لـ”الشرق الأوسط”: “يجب تطوير سوق الصرف بعد فشل صيرفة في تحقيق الاستقرار، لا بل سمحت بتحقيق الأرباح لفئات معيّنة استفادت منها”. أما منصّة “بلومبيرغ” التي أعطت الحكومة تفويضاً لاعتمادها، “فمن المفترض أن تتحكّم بها حركة العرض والطلب”، مشيراً إلى أن “نجاحها مرتبط بما هو مخطط لها، وقد يكون تدخّل المركزي محدوداً في السوق، وربما هي خطوة جيدة نحو تحرير سعر الصرف”.