يخيّم الغموض على ملف الاستحقاق الرئاسي في ظلّ تعنّت محور الممانعة وإصراره على مرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الرغم من أن هذا الخيار أصبح بخبر كان، ويبدو أن “الحزب” ومن وراءه أي محور الممانعة دخل في بازار المقايضات في ملف الاستحقاق الرئاسي، أي تخلّى عن شعار “لا يغيّر دعمنا لفرنجية إلّا الكفن”، مقابل “نريد توضيحات وضمانات حول الثمن”.
في هذا المجال، يعلّق الكاتب والمحلّل السياسي الياس الزغبي موضحاً أنه كان اللافت في خطاب الأمين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله أمس تغطيته للإخفاقات التي مُني بها محور الممانعة خصوصاً على مستوى ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان بمسألتين:
الأولى: تبرئة النظام السوري من أي مسؤولية في مسألة النازحين السوريين وتحميل المسؤولية كاملة لقانون قيصر الأميركي.
الثانية: في اتجاه ملف الاستحقاق الرئاسي نفسه حين حاول تغطيته بإشارتين:
الأولى: تركيزه على مسألة استخراج النفط والغاز وكأنه يقدّم أوراق اعتماد جديدة باسم إيران إلى إسرائيل.
والثانية: تبسيطه لمسألة الاستحقاق الرئاسي إلى درجة القول إنها هامشية لأن لا جديد فيها بل مجرّد تحرّك عادي للموفد القطري في لبنان.
ويؤكد الزغبي في حديث عبر موقع القوات اللبنانية أن كل هذه التغطيات تؤكد أن نصرالله ووراءه محور الممانعة دخل في مرحلة بازار ومساومات حول الرئاسة اللبنانية مع الموفد القطري شخصياً تمهيداً للموفد الأعلى رتبة أي وزير الخارجية القطري لاحقاً.
ويقول: “هذه المساومات نقلت الملف لدى “الحزب” من مستوى الشعار لا نغيّر رأينا بفرنجية إلا بالكفن مقابل بازار حول الوعود والمقايضات عن الثمن”.
ويختم الزغبي كاشفاً عن أن ملف الاستحقاق الرئاسي يبدو الآن في اتجاه تسوية إقليمية دولية لا تكون إيران بعيدة عنها.
يذكر أنه يشهد لبنان شغوراً رئاسياً منذ تشرين الأول 2022 مع انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس على مدار 12 جلسة، كان آخرها في حزيران 2023.
ويواصل الموفد القطري إلى لبنان جاسم بن فهد آل ثاني، اتصالاته ولقاءاته بعيدا عن الإعلام، بحثاً عن المخارج المحتملة لأزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.