يطول الحديث عن ملف النزوح السوري، وإذا دخلنا في تفاصيله نجد أن نتائجه الكارثية لم تعد تقتصر على الديمغرافية فقط، ولا على البنى التحتية، ولا على الوظائف التي يأخذها النازح السوري من درب اللبنانيين، ولا على المخاطر الأمنية الناتجة عن الاعداد الهائلة للنازحين التي باتت تضاهي عدد سكان لبنان. ومع بدء العام الدراسي، يبدو أن النزوح السوري بات يغزو القطاع التربوي أيضاً، فبعض التلاميذ الذي ليس بمقدوره التعلم في المدارس الخاصة نظراً لحجم التكلفة الباهظة في المدارس الخاصة، لم يجد مكاناً له في المدارس الرسمية، وهذا يعود الى أن الطلاب السوريين دخلوا الى المدارس الرسمية بأعداد كبيرة وحجزوا المقاعد كافة.
وفي عينة صغيرة عن ما يحصل داخل المدارس الرسمية، علم موقع القوات اللبنانية الالكتروني، أنه في احدى بلدات جبيل، تفاجأ أهالي البلدة بكثافة الطلاب السوريين، ففي مدرسة رسمية واحدة هناك 36 تلميذاً لبنانياً فقط، مقابل 540 تلميذاً سورياً.
هذا مثال واحد في بلدة واحدة، فماذا عن اعداد التلاميذ السوريين في بقية المدارس الرسمية، وأين المعنيين من هذا الملف داخل القطاع التربوي، وهل يجوز أن تكون هذه الاعداد الكبيرة داخل المدارس الرسمية على حساب اللبنانيين الذين يئنون تحت وقع الجوع والعوز؟
النزوح بات عملية غزو واضحة لكافة قطاعاتنا في لبنان، وبات اللبناني لاجئاً في وطنه، والدولة تقف مكتوفة الأيدي أمام عملية القضم التي يتعرض لها لبنان نتيجة النزوح السوري الضخم الذي يفوق قدرتنا الاستيعابية.