فرض ملف النزوح السوري نفسه على الساحة اللبنانية بعدما تلكأ المعنيون بحلّه لسنوات طويلة حتى كبرت كرة النزوح السوري النارية وأصبحت قنبلة متنقلة في كافة زوايا المجتمع اللبناني.
أما بما يخص ملف الاستحقاق الرئاسي، فيبدو أن الجمود بات سيّد الموقف، فلا جديد إنما ما زال الموفد القطري يجول على المسؤولين اللبنانيين في زيارة استطلاعية، ويسود تخوّف من عودة الاستحقاق الرئاسي إلى نقطة الصفر.
بالعودة إلى ملف النزوح السوري، صرّح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس مؤكداً أنه على الحكومة الاجتماع وإعطاء أوامر تنفيذيّة واضحة ومحدّدة جداً لكلّ الأجهزة الأمنية المعنية بتطبيق القوانين اللبنانيّة المرعية الإجراء بحذافيرها في ملف النزوح السوري تحت طائلة المسؤولية متابعة هذه الخطوة بشكل حثيث وجدي من قبل الوزراء المعنيين، وتحديداً وزراء الداخلية والدفاع والعدل هي وحدها الكفيلة بإبعاد هذا الخطر الوجودي عن لبنان، فيما التصاريح والاستغلال السياسي لا تنتج سوى تعميق أزمة النزوح السوري وانتشارها أكثر فأكثر”.
رئاسياً، نقلت مصادر عربية وفرنسية عبر “النهار” أن محادثات المبعوث الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان في السعودية مع وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان والمستشار في الديوان الملكي المسؤول عن الملف اللبناني نزار العلولا بحضور السفير السعودي في لبنان وليد بخاري حول ملف الاستحقاق الرئاسي، أسفرت عن دعم سعودي لنهج لودريان في محاولته للتوصل الى حل مسألة الاستحقاق الرئاسي.
ويسود الأوساط السعودية العليا تشاؤم كبير إزاء حل ازمة الاستحقاق الرئاسي بسبب ممارسات المسؤولين اللبنانيين ولكن السعودية وهي على تنسيق تام مع دولة قطر.
في هذا المجال، أكدت مصادر عبر “اللواء” أن أطراف الوساطات العربية والدولية بدأوا بمراجعة دورات السعي للتقريب بين اللبنانيين، والنتائج التي انتهت اليها، وما تخللها من خلل او اخطاء او تدخلات بهدف الإغراق والعرقلة، او استدراج العروض، نظراً لخصوبة الوضع في لبنان في اختبار الصراعات، وكيفية توجيه الرسائل.
وتشير المصادر الى ان لودريان عاد وتبنى النظرية التي تتحدث إما عن اتفاق على مرشح ثالث او الذهاب الى المجلس النيابي للانتخاب.
ووفق ما خلصت اليه التقييمات، فإن لبنان هو ارض خصبة لاختبار الصراعات الدولية والاقليمية، وهو ما يحصل على وقع ما يجري تجاه الملفات الساخنة، سواء في اليمن او سوريا.