إيران لن تحصد نتائج سياسية من “طوفان الأقصى”

حجم الخط

 

تستمر المعارك بين وحدات الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس في المستوطنات الواقعة على حدود قطاع غزة، أو ما يعرف بـ”غلاف غزة”، منذ السبت الماضي، حين شنّت حماس هجوماً مباغتاً على تلك المستوطنات مطلقة ما أسمته عملية “طوفان الأقصى”. الخسائر في الأرواح والجرحى من الجانبين بالآلاف حتى الآن، بالإضافة إلى عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين الذي وقعوا في قبضة حماس، فضلاً عن الدمار الذي لحق بقطاع غزة جرّاء الغارات الإسرائيلية المتواصلة، وكذلك في المستوطنات. والسؤال، كيف سينتهي هذا الفصل الجديد من المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وما هي النتائج المحتملة لعملية (طوفان الأقصى)؟

مصادر سياسية مطلعة، تعتبر، أن “ما يحصل في غزة هو طبعاً حرب كبرى. وبعد العملية الناجحة والمباغتة التي نفَّذتها حركة حماس تحت عنوان (طوفان الأقصى)، وهي عملية غير متوقعة ومن الواضح أنه تم التحضير لها على مدى أسابيع عدة إن لم يكن أكثر، وعملية ناجحة بامتياز تمكّنت من خرق جدار الأمن الإسرائيلي وتسديد ضربة كبيرة جداً في مرمى إسرائيل، نحن اليوم أمام ردّ فعل إسرائيلي على (طوفان الأقصى)”.

المصادر ذاتها، توضح، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الأنظار اليوم مركّزة على حجم هذا الردّ الفعل الإسرائيلي، فهل سيذهب ردّ الفعل باتجاه القضاء على قدرات حماس القتالية؟ ما هي حدوده؟ هل سيتوقف في مدى قصير أم تطول الفترة وكيف سيتوقف، خصوصاً أن إسرائيل أعلنت الحرب وعلّقت كل شيء لديها؟”.

بالتالي، تضيف المصادر عينها: “الأنظار منصبّة ومركّزة على: أولاً، حجم الرد الإسرائيلي على (طوفان الأقصى). بمعنى، هل تذهب إسرائيل باتجاه التفاوض مع حماس أم ستُنهي القدرات القتالية لحماس لسنوات طويلة مقبلة؟ وثانياً: هل سيكون هناك من مساعدة لحماس تحت عنوان وحدة الساحات؟”.

في النقطة الأخيرة، تتوسع المصادر، مشيرة إلى أنه “عندما صدرت بعض التصريحات التي تتهم إيران بأنها متورطة في (طوفان الأقصى) وهجوم حماس، ذهبت طهران باتجاه إعلان نفيها لهذا الأمر. ما يؤكد بأن نظرية وحدة الساحات هي عنوان وغير قابلة للترجمة. لأنه إذا دخل (الحزب) في عملية (طوفان الأقصى) ستكون تداعيات دخوله خطيرة جداً عليه وعلى وضعيته، في ظل وضعية إسرائيلية مستنفرة إلى حدود قصوى نتيجة الاستهداف الكبير الذي تعرّضت له إسرائيل”.

المصادر السياسية المطلعة، تعتبر، أن “هذا الأمر سيؤدي إلى تناقضات داخل ما يسمَّى محور الممانعة، لأن هناك فريقاً يعتبر أنه حقق نجاحاً كبيراً وهو ينتظر مساعدة ومؤازرة لم يتلقّاهما، وتُرك منفرداً أمام آلة إسرائيلية ستعمل على تصفيته. لذلك علينا انتظار كيفية تبلور الأمور في الأيام المقبلة. لكن يمكن، في حال لم تتطور الأمور بالاتجاه الإيراني، وفق اللحظة، إذ لا يبدو أن إيران ستدخل بشكل مباشر على خط المواجهة في عملية (طوفان الأقصى)، و(الحزب) كذلك، بالتالي وعملياً، ما بدأ في غزة سيشهد نهاية له في غزة”.

أما بالنسبة للتداعيات والرسائل السياسية من (طوفان الأقصى)؟ “لا شك أن ما حصل لا يمكن فصله عن مسار على مستوى المنطقة”، بحسب المصادر نفسها، معتبرة أنه: “أولاً، مسار داخل إسرائيل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فإسرائيل أهملت السلام مع الفلسطينيين وأهملت التعامل مع الدولة الفلسطينية، وهي تدفع ثمن هذا الإهمال لمصلحة منظمات فلسطينية متشددة، وبالتالي عليها أن تعيد النظر بسياساتها من أجل الذهاب إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وإلا ستبقى في دوامة العنف التي لا تنتهي.

من جهة أخرى، من الواضح أن إيران اليوم خائفة، في حال ذهبت السعودية إلى التطبيع الذي يضمن حقوق الفلسطينيين، والأمور كانت بدأت تسلك مساراً في هذا الاتجاه، والتطبيع السعودي الإسرائيلي يختلف عن غيره وسيؤدي إلى انقلاب في مشهد المنطقة، خصوصاً أن هذا التطبيع يترافق ويتزامن مع تفاهم سعودي إيراني. وبالتالي ستكون المنطقة دخلت في صورة جديدة لوضعيتها، وستكون إيران محاصرة أكثر فأكثر في ظل هذا الواقع”.

بالتالي، من الواضح وفق ما تراه المصادر عينها، أن “عملية (طوفان الأقصى) تأتي في سياق محاولة فرملة التطبيع ونقل مشهد المنطقة باتجاه آخر. أما هل ستنجح إيران في فرملة التطبيع؟، هناك صعوبة في ذلك. ولا شك أن ما حصل سيؤدي، من بعد انتهاء العملية الإسرائيلية، إلى مراجعة كبيرة والأرجح استقالات كبرى داخل التركيبة الإسرائيلية نتيجة الفشل الذي حصل، لكن هذا الأمر لن يحصل قبل انتهاء العملية. إنما السؤال، بعد انتهاء العملية، هل سيكون لها نتائج سياسية؟ هنا الأنظار”.

تضيف: “أي عمل عسكري يجب أن يرتبط بنتائج سياسية. بالتالي هل سيكون هناك نتائج سياسية أم لا؟ وما هي؟ هذا الأمر يتوقف على حجم الرد الإسرائيلي وكيف سينتهي. لكن حسب المؤشرات، أنه لن يكون من نتائج سياسية لعملية (طوفان الأقصى) لمصلحة إيران، والتطبيع سيستمر، حتى ولو تمكنت طهران من فرملته مرحلياً، فهذه الفرملة ستكون مؤقتة فقط لا غير”.

المصدر:
فريق موقع القوات اللبنانية

خبر عاجل