منسقية فرنسا خزَّان الانتشار ورافد الحزب اجتماعياً

حجم الخط

كتبت غرازييلا فخري في “المسيرة” – العدد 1745

منسقية فرنسا خزَّان الانتشار ورافد الحزب اجتماعياً

بصبوص: خيارنا واضح وسنضعه أمام الفرنسيين

ثمة جدلية في مفهوم العلاقة التاريخية بين لبنان و”الأم الحنون” فرنسا، خصوصاً ما يتعلّق بالشأن الداخلي، حيث تلعب دوراً أساسياً في الملف اللبناني. لكن بعيداً من كل إشكاليات العلاقة السياسية، هناك الدور الأبرز الذي يلعبه الانتشار اللبناني عموماً والقواتي خصوصاً، مع وجود نسبة كبيرة من الرفاق الذين وصلوا الى فرنسا بأعداد كبيرة في زمن الاضطهاد، لا سيما بعد حل حزب القوات اللبنانية: واعتقال قائده. “المسيرة” التقت منسق “القوات اللبنانية” في فرنسا الذي عٌيّن حديثاً زهير بصبوص في أول حديثٍ له بعد صدور قرار تعيينه عن الهيئة التنفيذية في الحزب، شرح خلاله رؤيته للوضع اللبناني من خلال عمله في مركز تحليل جيواستراتيجي وجيوسياسي في فرنسا منذ العام 1993.

تضم منسقية فرنسا أربعة مراكز حزبية على رأسها مركز باريس الذي يتميّز بديناميكية عالية على الرغم من ضيق الوقت بعد الفراغ من الحياة العملية، وهي بصدد إنشاء مراكز جديدة في عدد من المناطق الفرنسية حيث يوجد ثقل قواتي.

“تعمل القوات اللبنانية لتحقيق أهدافها، ومنها الوصول الى دولة تحترم شعبها، وتنهض بكل مؤسساتها الدستورية، وحصر السلاح بالقوى الشرعية، وحلّ الميليشيات المسلحة. لكن على المدى القريب هناك هدفان رئيسيان: الأول هو زيادة عدد الانتسابات قواتياً في المرحلة الأولى، ولبنانياً في المرحلة الثانية من خلال الانتخابات النيابية، وهذا الأمر ينطلق من رؤية جامعة تهدف الى جذب الناس لخطنا السياسي”، يقول بصبوص.

ويضيف: “كقوات لبنانية نكاد نكون الحزب الوحيد الذي يملك برامج انتخابية على المستويين النيابي والرئاسي. وهذا يعطينا أحقية اختيار الناس لأنه لدينا برنامج واضح وموثوق، وهذا ما سيوصلنا الى الهدف الأساسي، أي إعادة بناء الدولة اللبنانية فعليًا، والنهوض مما نتخبّط به. ومن منظار آخر، نستطيع القول بأننا الفريق الوحيد الذي نجح في مهامه النيابية والوزارية، مما يعني أن الناس لن تعاقبنا في الإنتخابات النيابية المقبلة”.

ويشير بصبوص الى أن “هذا الواقع المؤسف غير واضح للرأي العام اللبناني عموماً والإعلام خصوصاً. من هنا نعتبر أن أولى مهماتنا هو التعريف بتاريخ القوات ونضالاتها وما قامت وتقوم به على كافة الأصعدة، وأن نكمل السير في الطريق الصحيح الذي يمثله برنامجنا الانتخابي، ومتابعة العمل بشفافية في المنسقية الحزبية، مما سيدفع الناس الى منحنا الثقة، وهذا يؤدي تلقائيا الى زيادة عدد المنتسبين الى حزبنا من جهة، والحصول على أصوات مناصرين جدد في الإنتخابات النيابية القادمة من جهة أخرى.

الى ذلك، يجب علينا الاستفادة من أخطاء خصومنا، خصوصاً ما يُسمّى بالمجتمع المدني الذي نال أكبر عدد من أصوات اللبنانيين في فرنسا، والذي برهن أنه لا يملك أية رؤية سياسية وإستراتيجية، ولا القدرة على تحويل الحلم بدولة فاعلة وحقيقية الى واقع. لذلك، يقع على عاتقنا اليوم كقواتيين في فرنسا وفي كل دول الانتشار إظهار هذه الصورة عبر التواصل مع الشعب الفرنسي ومع شعوب الدول الأخرى من خلال لغتهم الأم، أكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام التقليدي، كي يستطيعوا فهم الفكرة التي نشرحها، وإيصال الصورة الصحيحة لهم عن العمل الحزبي والسياسي لـ”القوات اللبنانية” وبذلك تتوضح صورة الوضع اللبناني العام لهم، مما سيسمح للشعب الفرنسي الذي يستطيع عبر ديمقراطيته ممارسة الضغط على سياسييه لتغيير سياستهم تجاهنا، والتي برهنت عن فشلٍ كبير جدًا. بالإضافة الى إمكانية استغلال التناقض الموجود بين الرئاسة الفرنسية والدبلوماسيين الفرنسيين المعارضين لأداء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بخصوص السياسة الخارجية. والطريقة الأمثل تكون عبر توطيد العلاقات مع الجهات الفرنسية الرسمية لإظهار الصورة الفعلية للواقع السياسي اللبناني وما ينتج عنه، ولهذه الغاية سيتم تعيين مسؤول في المنسقية للقيام بهذه المهمة، ومسؤول آخر للعلاقات مع المحاربين الفرنسيين القدامى الذين لديهم رؤية خاصة في شأن الوضع الفرنسي وغير متحمسين للسياسية الفرنسية الخارجية المتبعة حاليًا مع لبنان”.

يشدد بصبوص على الدور الفاعل للانتشار من أجل دعم صمود اللبنانيين في ظل هذه الأزمة الوجودية، لكن بعيدا من فكرة الاستعطاء. وعليه يرى أنه من الضرورة تطوير الزراعة والصناعات الزراعية في لبنان، وإيجاد أسواق تصريف لها في فرنسا وأوروبا، وهناك تجارب في هذا الشأن من خلال جمعيات لبنانية في الخارج، مما سمح بتأمين دخل شبه دائم لعدد من العائلات عبر شراء منتجاتهم الزراعية والمصنّعة من زيت زيتون ومربيات وغيرها من الصناعات الغذائية، الأمر الذي ساهم ببقاء هذه العائلات وتثبيتها في أرضها، وهذا ما يعمل عليه اليوم لتصريف الإنتاج الزراعي اللبناني في الأسواق الأوروبية، شرط التزام المزارع والمصنّع اللبناني بشروط ومعايير الجودة المطلوبة عالميًا والمحافظة عليها.

أما عن الوضع الداخلي لمنسقية فرنسا، فيوضح بصبوص أنه سيستلّم مهامه الحزبية رسميًا بعد 24 أيلول 2023 موعد قداس شهداء المقاومة اللبنانية في باريس، يليه قداس في مرسيليا في الأول من تشرين الاول، وآخر في بوردو في النصف الثاني من شهر تشرين الاول، ويُفترض أن يشارك فيه ممثلون عن قدامى المحاربين الفرنسيين الذين خدموا في لبنان عام 1983، حيث تصادف الذكرى الأربعون لاستشهاد المظليين الفرنسيين في بيروت، وهم يعتبرون أن شهداء “القوات اللبنانية” الذين استشهدوا عن كل لبنان هم شهداء الحرية.

للإشتراك في “المسيرة” Online:

http://www.almassira.com/subscription/signup/index

from Australia: 0415311113 or: [email protected]​​​​​​​​​​​​​​​​

المصدر:
المسيرة

خبر عاجل