افتتاحية صحيفة النهار
المواجهة إلى انفلات و”حماس” تتبنى صواريخ الجنوب
بدا لبنان في اليوم الرابع للحرب المتفجرة بين #إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ولا سيما منها #حركة “حماس”، كأنه في عز السباق الحارق بين الجهود الديبلوماسية لمنع انزلاقه نحو التورط في هذه الحرب، والاختراقات المتكررة المنذرة بهذا التورط من خلال اطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الإسرائيلي عليه. ومع ان وتيرة الموجات المتعاقبة لتبادل القصف الصاروخي والمدفعي ظلت في اطار محدود نسبيا ولم تتسع بعد الى الحجم المنذر بانفجار واسع، فان ذلك لم يحجب العامل الخطير الذي برز امس مع تبني حركة “حماس” توسيع عملياتها انطلاقا من الجنوب عبر تبنيها علنا اطلاق الصواريخ على الجليل وسط تصاعد المخاوف من التفلت للوضع المعبأ والجاهز في أي لحظة لاشعال مواجهات يمكن ان تخرج عن دائرة الضبط. كما ان المواجهات بدأت تتخذ طابعا تدريجيا “نوعيا” لجهة الاستهدافات كما حصل اول من امس في قصف القوات الإسرائيلية موقعا لـ”#حزب الله”، ورد الحزب عليه بقصف مراكز قيادية للاسرائيليين ليل الاثنين ومن ثم استهدافه امس دبابة إسرائيلية بصاروخ متطور من طراز كورنيت في مستوطنة افيفيم واحراقها كما اكد مصدران امنيان لـ”رويترز”.
اذن هو السباق المفصلي الخطير بين خطر الانزلاق الى الحرب والسعي المحموم الى لجم هذا الانزلاق الامر الذي املى “أخيرا” استنفارا حكوميا ترجم بقرار عقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة في الرابعة بعد ظهر غد الخميس في السرايا “لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري” بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. واللافت في الدعوة إنها اشارت الى ان “رئيس مجلس الوزراء وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد”.
وعقب توجيه الدعوة اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع الرئيس ميقاتي وعرضا تطورات الاوضاع والمستجدات الامنية والسياسية . وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي قطعت إجازة لها على عجل وعادت الى لبنان، حيث جرى بحث للاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة ومن ثم اجتمعت مع الرئيس ميقاتي بعد الظهر . وعلم ان السفيرة الأميركية نقلت تشديدا على ضرورة عدم انزلاق لبنان الى الحرب وتجنب أي ذرائع ممكن ان تجره الى الوضع المتفجر.
وفي اطار المواقف الدولية والمحلية الداعية الى ابعاد لبنان عن المواجهة التقى وزير الخارجية والمغتربين #عبدالله بوحبيب سفير بريطانيا هاميش كويل وتم البحث في التطورات الاقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على اهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيدا عنه. كما عرض بوحبيب مع سفير قطر ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تم البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة الى نيويورك .
مواقف داخلية
اما في المواقف الداخلية البارزة فاعتبر الرئيس ميشال عون انه “لن يقوم سلام ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة طالما أن الشعب الفلسطيني يُقهر ويُظلم وتُسلب أرضه وتُستباح حقوقه”. وأضاف: “والمقاربة الإسرائيلية، القائمة دوماً على مبدأ القوة وسلب الحقوق والتهجير وضرب القرارات والمواثيق الدولية، لن توصل إلاّ إلى مزيد من الحروب. والتاريخ، البعيد منه والقريب، يشهد أن الإنسان الذي يقاتل باللحم الحي دفاعاً عن وجوده، يمكنه أن ينتصر على آلة التدمير مهما بلغ جبروتها”.
في المقابل قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “ان ما يجري بين حماس والإسرائيليين هي حرب بكل ما للكلمة من معنى، ولا اعتقد أن الأمور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ستتسع.” واضاف “ان الحرب بين غزة والإسرائيليين لها حسابات إستراتيجية على صعيد الشرق الأوسط ولا سيما إيران، مشيرا الى ان طالما لا حل للقضية الفلسطينة فالأمور مفتوحة على مختلف المفاجآت ويجب إيجاد حل على قاعدة الدولتين”. ورأى ان “لا شيء إسمه حزب الله بما يجري بين حماس والإسرائيليين والقرار في إيران”. وقال :”علينا العمل لعدم اشتعال جبهة الجنوب وأسجل غيابا كبيرا للحكومة اللبنانية”. واوضح ان “التجاوزات الإسرائيليّة غير مقبولة وحلّ القضية الفلسطينيّة لا يكون بالحروب وبمقولة إزالة إسرائيل”.
ولفت حزب الكتائب الى أن “ما حصل في الجنوب يهدد بانزلاق لبنان الى حرب جديدة هو بغنى عنها خدمة لمخطط يهدف لتثبيت معادلات القوة في المنطقة واعطاء الاولوية لمصالح خارجية على حساب المصلحة اللبنانية”.واعتبر “ان استعمال الاراضي اللبنانية وربطها بالساحة الفلسطينية مرفوض جملة وتفصيلا ولا يستطيع ان يتكلم حزب الله أو اي من الفصائل الفلسطينية باسم لبنان حرباً كان ام سلماً لان هذا القرار تملكه الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. لذا، يحذر الحزب من جرّ لبنان الى المواجهات الدائرة في غزة ويعتبر أن سيادة لبنان “خط أحمر” ويرى الحزب أن أي خطوة متهورة سترتب تبعات لا يجب ان يتحملها لبنان خصوصا في وضعه الحالي حيث طال الإنهيار كل القطاعات والمؤسسات”.
تصعيد متدرج
على صعيد الوضع الميداني وبعد نهار هادئ نسبيا أُطلق عصر امس عدد من الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل من محيط منطقة القليلة. وكان العامل اللافت في هذا التطور ان الجناح العسكري في حركة “حماس” تبنى علنا في بيان أصدره ليلا اطلاق الصواريخ من #جنوب لبنان على الجليل الغربي مؤكدا انه ماض في ذلك . وأفاد الاعلام الإسرائيلي ان القبة الحديدية اعترضت دفعة صاروخية في منطقة الجليل الغربي، وجرى تفعيل صفارات الإنذار في شلومي وعدد من المستوطنات شمالي إسرائيل.
وعلى الإثر، أفيد عن قصف إسرائيلي مدفعي في محيط بلدة الضهيرة الحدودية اللبنانية. واطلقت قوات اليونيفيل صفارات الانذار في مراكزها فيما كان الجيش الاسرائيلي يطلق عدداً من الرشقات المدفعية باتجاه بلدة الضهيرة في مدينة صور والبلدات المجاورة لها رداً على الصواريخ . وقام الجيش الاسرائيلي بقصف محيط بلدات زبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور واعلن ان 15 رشقة صاروخية انطلقت من لبنان وانه هاجم بالدبابات مواقع مراقبة تابعة لـ”حزب الله” ردا على إطلاق نار من الأراضي اللبنانية . ثم اعلن لاحقا ان مروحية إسرائيلية هاجمت نقطة مراقبة أخرى تابعة ل”حزب الله” بعدما اطلق صاروخ على مدرعة اسرائلية في مستوطنة افيفيم وان الجيش الإسرائيلي جاهز لجميع السيناريوات . واعترف الجيش الإسرائيلي بارتفاع عدد قتلاه في المواجهات التي حصلت الاثنين الماضي عند الحدود مع لبنان الى أربعة .
واعلن “حزب الله” مساء انه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية قام مجاهدونا باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا ( المستعمرة المسماة افيفيم) بصاروخين موجهين وتمت اصابتها وتدميرها بالكامل “.
وقال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي : “اليونيفيل رصدت عند حوالي الساعة 5:30 مساءً إطلاق صواريخ من جنوب مدينة صور” واضاف: “نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحث الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج”.
********************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
قلق من انتشار النازحين السوريين في مناطق حدودية
“الحزب” تبلّغ تحذيرات من فتح الجبهة والجنوب يتيم إلى مائدة الحكومة
لم يغب أمس التصعيد الميداني عن الجنوب، وبلغ ذروته مساءً باستهداف «حزب الله» ملالة إسرائيلية، بعدما قصفت إسرائيل بعض نقاط المراقبة التابعة لـ»الحزب»، وسبق القصف إطلاق صواريخ من منطقة القليلة جنوب صور على الجليل شمال الدولة العبرية. وما ميّز هذا التصعيد أنه خلا من خسائر بشرية، خلافاً للتصعيد الاثنين الماضي، لكنه لم يخلُ من الحضور الفلسطيني بمشاركة حركة «حماس» بعد عملية حركة «الجهاد الاسلامي» أول من أمس.
هل من دلالة لهذا التطور في التصعيد؟ وفقاً لمعطيات مستقاة من الاتصالات الديبلوماسية التي جرت في بيروت مع الجهات الرسمية والحزبية، تبيّن أنّ هناك إشعاراً تلقاه «حزب الله» مفاده أن إسرائيل تعتبره مسؤولاً عن أي عمل عسكري ينطلق من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود الاسرائيلية، سواء أكان موقعاً، كما الحال مع عملية «الجهاد»، أو عن طريق اطلاق الصواريخ كالتي انطلقت أمس من سهل القليلة. وعليه، كما تفيد المعطيات، قررت اسرائيل الردّ على مصادر النيران، باستهداف مراكز «الحزب» كما حصل في اليومَين الماضيين.
ومن مراقبة التطورات الميدانية، يتبين ان حركة «حماس» كان لها دور بعد «الجهاد»، فأعلنت مساء في بيان باسم «كتائب عز الدين القسام» مسؤوليتها عن «قصف صاروخي مُركز على مغتصبات الجليل الغربي من جنوب لبنان».
وما يستدعي مواكبة التطورات اللاحقة، هو معرفة هل يتجه المسرح الجنوبي الى مناوشات لا تسيل معها الدماء، أم يعني «ترسيماً» جديداً بين «الحزب» واسرائيل؟
وفي هذا السياق جاء في بيان أصدرته مساء «المقاومة الاسلامية» الجناح العسكري لـ»حزب الله» أنه رداً على الإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية، قام مجاهدونا مساء هذا اليوم (امس) باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمّت إصابتها وتدميرها بالكامل».
وفي موازاة التطورات الميدانية، بدت حكومة تصريف الأعمال في حال ارتباك في التعامل مع التطورات الجارية بدءاً بغزة في فلسطين وانتهاء بجنوب لبنان. وظهر هذا الإرباك في نص الدعوة التي جرى توجيهها لعقد جلسة للحكومة تحت عنوان «عرض المستجدات الراهنة» و»موضوع النزوح السوري». لكن الدعوة لم تشر من قريب أو بعيد الى تطورات الجنوب بكلمة واحدة. وعلمت «نداء الوطن» أن ميقاتي في أثناء زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب منه العمل على»إبعاد الجنوب عن حرب غزة». وتوقعت المعلومات أن يصدر موقف عن الحكومة في جلستها غداً. وكان ميقاتي التقى سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا التي زارت الرئيس بري أيضاً وأبلغته موقفاً صارماً من الولايات المتحدة في شأن فتح جبهة الجنوب.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب سفير بريطانيا هاميش كويل الذي شدّد على»أهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيداً منه».
وعلى صعيد آخر، أفادت مراسلة «نداء الوطن» في النبطية رمال جوني أن حركة النزوح من البلدات كانت لافتة ومتفاوتة في آن. وقال رئيس بلدية رميش ميلاد العلم أنّ حركة النزوح من البلدة نحو بيروت كانت كبيرة نسبياً، غير أنه استغرب وجود حركة دخول كبيرة للنازحين السوريين نحو البلدة. وأوضح العلم أنه «في وقت رحل أبناء البلدة خوفاً، فاجأنا دخول السوريين بأعداد كبيرة نحو البلدة». وأشار إلى أنه جرى توقيفهم وترحيل من دخل خلسة. وأعلن: «لا أعرف إن كانوا مدسوسين أو لديهم هدف السرقة أو ربما احتلال منازلنا». وأشار إلى أنهم «حين حاولوا الدخول ليلاً كانوا يكبّرون «الله أكبر»، وهذا أمر يستدعي القلق». ولفت في هذا الإطار إلى وجود تنسيق كامل مع بلدية عيتا الشعب في هذا الملف. وأفاد مصدر رسمي، أن المدارس ستغلق أبوابها اليوم في المناطق الحدودية لليوم الثاني، تحسباً للتطورات. وعلم أن حالة قلق مماثلة تعم بلدات جنوبية حدودية عدة.
وعلى مستوى المواقف السياسية، أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أنه «من الصعب جداً التقدير في الوقت الراهن إمكانيّة توسّع رقعة الحرب في غزّة لتشمل الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة». لكنه سأل: إذا تطوّرت هذه الحرب وتخطّت حدوداً معيّنة هل تبقى الحدود الجنوبيّة هادئة؟ وهل تقف إيران، واستطراداً «حزب الله»، على الحياد»؟
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
أمن جنوب لبنان محكوم بتقيُّد «حزب الله» وإسرائيل بقواعد الاشتباك
بيروت: محمد شقير
تبقى الأنظار الدولية والمحلية مشدودة إلى الجبهة الشمالية الممتدة على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية للتأكد مما إذا كان تبادل القصف المتقطع بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي لا يزال يخضع للسيطرة، ولن يؤدي للإخلال بقواعد الاشتباك التي أرساها القرار الدولي 1701.
ومع أن «حزب الله» ينأى بنفسه عن الرد على الأسئلة التي يتلقاها من الداخل أو الخارج وتتعلق بموقفه إذا اتخذت إسرائيل قرارها باجتياح قطاع غزة، لكن الوضع على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وإن كان محفوفاً بحذر شديد، فإنه لم يخرج عن تبادل الرسائل النارية بين «حزب الله» وإسرائيل التي بدأت بقصف الحزب 3 مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، واضطُرت إسرائيل للرد في منطقة مفتوحة من دون أن يؤدي كل ذلك إلى تبدّل الوضع الميداني، وصولاً إلى تعريض قواعد الاشتباك المعمول بها منذ حرب تموز 2006 إلى اهتزاز.
إلا أن الوضع الميداني سرعان ما تبدّل بلجوء الجيش الإسرائيلي إلى قصف مركّز على «حزب الله» أدى إلى سقوط 3 من مقاتليه، وذلك رداً على العملية التي نفّذتها مجموعة تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» ضد موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة الواقعة في قضاء صور، رغم أن الحزب كان قد أبلغ قيادة «يونيفيل»، كما تقول مصادر سياسية بارزة مواكبة لجهود التهدئة في الجنوب لـ«الشرق الأوسط»، بأن لا علاقة له بالمجموعة التي تسلّلت إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
واضطُر «حزب الله»، في ضوء إعلام إسرائيل من قبل قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب بأن المجموعة التي نفّذت العملية لا تنتمي إليه، للقيام برد أوليّ استهدف موقعين للجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى.
وأدرجت المصادر السياسية إصرار إسرائيل على الرد في سياق اختبارها رد فعل الحزب، من دون أن يؤدي تبادل القصف للإخلال بقواعد الاشتباك، ما دام قد بقي محدوداً ولم يبادر الطرفان إلى توسيع رقعة تبادل القصف، ما يعني أن الجبهة الشمالية تبقى تحت السيطرة على الأقل في المدى المنظور، وربما إلى حين ما سيؤول إليه الوضع العسكري على جبهة قطاع غزة وغلافها.
فـ«حزب الله» يحتفظ لنفسه بالتوقيت، ويرفض البوح بالموقف الذي يمكن أن يتخذه إذا اتخذت إسرائيل قراراً باجتياح غزة براً.
وتلفت المصادر السياسية إلى أن جميع الأطراف المعنية بالحرب الدائرة ما بين غزة وغلافها تعمل على استيعاب الصدمة التي أحدثتها حركة «حماس» باجتياحها المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة، وتقول إنه لا يمكن التسرّع في قراءة موقف الحزب قبل أوانه، وتحديداً من التداعيات الأمنية والسياسية المترتّبة على غزو إسرائيل قطاع غزة إذا لم تنجح الجهود الدولية والإقليمية في إقناعها بعدم الدخول إليها.
وتؤكد أن الحزب على تواصل مفتوح مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خلال المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، ولا ترى أنه كانت هناك ضرورة لقيام مجموعة من «الجهاد الإسلامي» باقتحام موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة.
وتضيف أن الحزب لن يُستدرج إلى التوقيت الإسرائيلي للبوح برد فعله، في حال أن تل أبيب قررت اجتياح غزة براً، مع أنها تحمّله مسؤولية مباشرة عن أي عمل ينطلق ضدها من لبنان، بذريعة أن المجموعات الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة لا تتحرّك إلا بالتنسيق معه، ولن تأخذ ما تبلّغته من قيادة «يونيفيل» على محمل الجد.
ويبقى السؤال: كيف يرد «حزب الله» إذا ما اجتاحت إسرائيل قطاع غزة في الوقت الذي أكد فيه أكثر من قيادي في الحزب عدم وقوفه على الحياد؟ لذلك فإن ميقاتي يتواصل باستمرار مع بري، ولا ينفك عن التحرك في كل الاتجاهات؛ لأنه يدرج على رأس أولوياته حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، والتزام الهدوء على الخط الأزرق لتطبيق القرار 1701، وهذا ما سيشدد عليه بدعوته مجلس الوزراء للاجتماع (الخميس)، وهو يسعى حالياً لانعقاده بنصاب كامل.
وعليه فإن الوضع في الجنوب لا يزال محكوماً بمعادلة توازن الرعب، ما دامت المواجهة تبقى محدودة وتحت سقف تبادل القصف الذي لن يبدّل من واقع الحال الذي يستمد منه استمراره كأساس للالتزام بقواعد الاشتباك التي لا تزال مفاعيلها سارية منذ حرب تموز 2006، وتفويت الفرصة على إسرائيل للعب بها وصولاً لتعديلها من جانب واحد.
********************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : لبنان أمام إحتمالات وتحذيرات .. و”حزب الله” لا يُعطي تطمينات
إلى تتبّع الحرب الدائرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة والقصف التدميري الاسرائيلي الذي يستهدف غزة وردّ حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» عليه، استمر الاهتمام الداخلي منصباً على حدود لبنان الجنوبية، حيث تشهد مواجهات متقطعة وتُنذر بانفجار كبير في حال استمرت اسرائيل في خرق قواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرار 1701 لعام 2006. في وقت استبعد مسؤول كبير ان يتوسّع ما تشهده جبهة الجنوب عمّا هي عليه، في ظلّ تحسس الجميع للمخاطر التي يمكن أن يتعرّض لها لبنان الغارق في انهيار على كل القطاعات والمستويات.
علمت «الجمهورية» من مصادر حكومية، انّ لبنان في ضوء حرب غزة والانتكاسات المتلاحقة على الجبهة الجنوبية يقف امام احتمالات عدة، والأسوأ منها، اي دخوله في حرب ضدّ إسرائيل، هو الأخير. وقالت هذه المصادر، انّ الوضع سيبقى على ما هو عليه الى ان تُشكّل حكومة الوحدة الوطنية في إسرائيل، والتي ستحدّد مصير الحرب لجهة الدخول البري الى غزة.
وكشفت المصادر الحكومية، انّ اتصالات عدة يتلقّاها الرئيس نجيب ميقاتي في محاولة من اصحابها لمعرفة نيات «حزب الله» في ما يخصّ الحدود، وكذلك لنقل رسائل ضغط على المقاومة لتجنّب التصعيد «الذي سيرتد بنحو قوي وقاسٍ» على لبنان، وكان الجواب انّ القرار ليس في يد الحكومة، و«حزب الله» لا يعكس اجواءً مريحة ولا يعطي ضمانات، ويقول انّ التطورات ستُدرس كل يوم بيومه.
واكّدت المصادر نفسها، انّ أجواء الاتصالات الحكومية والديبلوماسية من الطرفين (حزب الله والعدو الاسرائيلي) لا تعطي تطمينات، فلا «الحزب» يطمئن الى انّه لن يقوم بردّات فعل، ولا اسرائيل في المقابل اوقفت التحذيرات والتهديدات التي ترسلها الى لبنان من مغبة الإقدام على اي عمل عسكري «لأنّ الردّ سيكون قاسياً جداً».
وقالت مصادر مطّلعة على موقف «حزب الله» لـ«الجمهورية»، اّن احتمال الدخول المباشر في الحرب ضدّ إسرائيل غير مستبعد في حال تطور الوضع في غزة الى تصعيد كبير، وتوسعت العمليات العسكرية لتشمل الدخول البري اليها، لأنّ القضية الفلسطينية الاستراتيجية اكبر من لبنان.
وفي اي حال، فإنّ هذه التطورات ستُناقش على طاولة مجلس الوزراء غداً الخميس، والتي تَحَدّد جدول اعمالها ببندين: الوضع على الحدود الجنوبية، وعرض التقرير الدوري حول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء الرقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، الذي رُفع الى الامانة العامة لمجلس الوزراء. وقال بيان صادر عن الأمين العام لمجلس الوزراء «إنّ رئيس مجلس الوزراء، وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة (الى جلسة مجلس الوزراء) ويضعها في تصرّف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لا سيّما في ظلّ الظروف الدقيقة التي تمرّ فيها البلاد».
ميقاتي وبري
وعلى وقع جولة جديدة من المواجهات المحدودة شهدتها الجبهة الجنوبية بعد ظهر أمس بعد فترة من الهدوء الحذر قبل الظهر، تلاحقت الاتصالات الداخلية في ضوء ما يتلقّاه لبنان من تحذيرات غربية، وتحديداً اميركية، من التدخّل في الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في غزة وبقية الاراضي المحتلة، فكان لقاء في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ثم كان لكل منهما لقاء مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي شرحت ما تقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقف الحرب، ونقلت تحذيرات اميركية اضافية تدعو الى تحييد لبنان وعدم حصول اي مواجهات على الحدود الجنوبية، وسمعت تأكيداً بالتزام لبنان موجبات القرار1701 ومطالبة بتدخّل اميركي لدى اسرائيل لكي تكف عن خرقها اليومي والمتمادي لهذا القرار براً وبحراً وجواً.
حركة ديبلوماسية
وفي الإطارعينه، شهدت وزارة الخارجية حركة ديبلوماسية لافتة أعقبت اختصار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إجازته العائلية في واشنطن، وحضرت «حرب غزة» بكل تشعباتها وردّات الفعل العسكرية والديبلوماسية عليها، في لقاءات عدة جمعته مع كل من سفير بريطانيا هاميش كويل وسفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني آل ثاني. وفيما شدّد كويل على أهمية «عدم انجرار لبنان الى الصراع وإبقائه بعيداً منه. كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية». وعرض آل ثاني «للجهود القطرية لمساعدة لبنان ومسألة انتخاب رئيس للجمهورية في ظلّ المبادرة القطرية وما يعوقها. كذلك جرى عرض للظروف التي سبقت حرب غزة وترافقها وما يمكن أن تليها والنتائج المترتبة نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية عليها».
كذلك حضرت التطورات الجنوبية والحرب في غزة في لقاء بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وما تقوم به الأمم المتحدة من جهود. واطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة لنيويورك.
بوحبيب الى القاهرة اليوم
وعلمت «الجمهورية»، انّ بوحبيب سيتوجّه صباح اليوم الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب المقرّر عقده بعد الظهر في مقرّ جامعة الدول العربية، والمخصّص للبحث في تداعيات حرب غزة وما عجزت عنه الحركة الديبلوماسية حتى اليوم، وما يمكن القيام به لتدارك الأسوأ.
تدهور الوضع
وكان الوضع الأمني قد تدهور عصر أمس عند الحدود الجنوبية اللبنانية، حيث قصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدتي مروحين والضهيرة، وطاول القصف ايضاً محيط بلدات العزية والحنية وأم التوت والبستان والزلوطية وسُمعت أصداؤه في مدينة صور، ولم تسجّل إصابات بشرية. فيما تشهد تلك المناطق نزوحاً إلى مناطق أكثر أمناً. كذلك طاول القصف منطقتي بسطرة ووادي خنسا في القطاع الشرقي.
وفي التوازي، تمّ اطلاق ثلاث دفعات من الصواريخ في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة من منطقة القطاع الغربي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكري انّ «ثلاث رشقات من الصواريخ أُطلقت من منطقة القليلة في صور، ردّ عليها العدو بالقصف» على بلدات حدودية.
وقال «حزب الله» في بيان مساء امس: «رداً على الإعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية، قام مجاهدونا مساء هذا اليوم (أمس) باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع «زيلدا» عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتمّت إصابتها وتدميرها بالكامل».
الردّ والردع
وكان «حزب الله» شيّع امس في بلدتي خربة سلم وحناويه الجنوبيتين شهداءه الثلاثة علي حسن حدرج وعلي رائف فتوني وحسام محمد ابراهيم الذين قضوا نتيجة العدوان الاسرائيلي امس الاول على الجنوب، وخلال التشييع قال النائب حسن فضل الله في خربة سلم: «كما هو عهد المقاومة ووعدها الصادق، سيدفع العدو ثمن اعتداءاته على بلدنا، لأنّ المقاومة ستكرّس معادلة الردّ والردع والحماية لبلدنا، لأنّ العدو هو من اعتدى واستهدف هؤلاء المقاومين كما استهدف القرى والبلدات». واضاف: «إذا كانت المقاومة في لبنان أسقطت المشروع الأميركي عام 2006، فإنّ المقاومة في فلسطين ستسقط مشروعاً إسرائيلياً باسم الشرق الأوسط الجديد، ولن تنفعهم التهديدات ولا البوارج، وعندما أتوا بالبوارج الأميركية، فذلك لأنّهم خائفون وضعفاء وجبناء يريدون حماية أميركية، ولكن لن يحميهم أحد من شعب فلسطين ومن المقاومة في لبنان والمنطقة، لأنّ هذا حقنا وهذه هي أرضنا، وهم محتلون لهذه الأرض ومعتدون عليها».
وفي بلدة حناويه قال النائب حسن عز الدين: «اننا لن نكون على الحياد، وفي اللحظة الحاسمة في الأيام المقبلة، سيكتشف العدو مدى قدرات المقاومة وما تمتلكه من إمكانيات على المستوى المادي والمعنوي، وسيدرك مدى جهوزية هذه المقاومة وتجذّر العلاقة الموجودة بينها وبين شركائها تنسيقاً وارتباطاً وتكاملاً عندما يتعلق الأمر بفلسطين والأقصى والقدس». وشدّد على «ضرورة أن يدرك العدو الصهيوني، أنّ المعادلة التي فرضتها المقاومة الاسلامية على مدى هذه الفترة التي عشناها بأمن وأمان واستقرار وحماية لهذا الوطن، ستبقى ولن تفرّط بها، لأنّها شكّلت وما زالت تشكّل ردعاً للعدو، وحمايةً للبنان وسيادته واستقلاله وثرواته من أي عدوان قد يُقدم عليه».
«كتائب القسام»
وتبنّت «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس»، إطلاق رشقات الصواريخ الثلاث من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل. وقالت في بيان عبر «تلغرام»: «خطونا خطوة على طريق التحرير والعودة بقصف صاروخي مُركّز على مغتصبات الجليل الغربي من جنوب لبنان»، واضعة ذلك في إطار القيام «بالواجب في معركة «طوفان الأقصى» وانتصارًا للقدس والمسجد الأقصى المبارك، وكوننا جزء لا يتجزأ في المعركة مع شعبنا في فلسطين وخصوصاً شعبنا في غزة العزة ومقاومتها العظيمة».
«اليونيفيل»
واعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي في تصريح له، انّ «اليونيفيل رصدت عند حوالى الساعة الخامسة والنصف مساء (أمس) إطلاق صواريخ من جنوب مدينة صور». وأضاف: «نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحضّ الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج».
«فتح لاند»
وكتب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر منصّة «إكس»: «بمقدار ما ندعم حق المقاومة الفلسطينية في قتال إسرائيل على ارض فلسطين، نرفض كل استخدام لأرض لبنان من جانب اي طرف غير لبناني، كمنطلق لأعمال حربية. لا للعودة الى زمن «فتح لاند».
الحدّ الفاصل
ومن جهته، رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع رأى في حوار متلفز مساء امس، أنّ «من الصعب جداً التقدير في الوقت الراهن إمكان توّسع رقعة الحرب في غزّة لتشمل الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة، في اعتبار أنّ ما يجري هناك أكبر بكثير من عمليّة عسكريّة، وإنما هي حرب بكل ما للكلمة من معنى. ولكن يمكن القول إنّه إذا بقيت هذه الحرب ضمن الحدود «المعروفة» في الوقت الراهن، عندها لا أعتقد أنّها ستتسع أكثر مما نشهده على الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة».
ورداً على سؤال عن الحدود التي يمكن أن تدفع «حزب الله» الى التدخّل في الحرب من خلال الدخول البري إلى غزّة، قال: «ليس مجرّد الدخول البري وإنما أعتقد أنّ الحدّ الفاصل سيكون القضاء أو عدمه على «حماس»، فإذا تبيّن في وقت من الأوقات استمرار الحرب على المنوال التي هي عليه، سيتمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على «حماس»، فهل ستبقى إيران و«حزب الله» على الحياد؟». وأضاف: «ما نضحك على بعضنا… كل الحسابات التي تُجرى الآن ليست لبنانيّة وإنما حسابات كبيرة واستراتيجيّة على مستوى الشرق الأوسط، مركزها إيران».
تحذير بريطاني
وفي غضون ذلك، وزّعت السفارة البريطانية في بيروت بياناً لفتت فيه إلى أنّ وزارة الخارجية والتنمية البريطانية «تنصح بالسفر إلى لبنان فقط عند الضرورة، وعدم الذهاب إلى بعض المناطق في جنوب لبنان». وأشارت إلى أنّ «على المواطنين البريطانيين السفر إلى لبنان فقط إذا كان سفرهم ضروريًا. وننصح الآن بعدم الذهاب إلى منطقة جنوب نهر الليطاني، التي تشمل أوتوستراد الناقورة – صور – صيدا – بيروت والمناطق الواقعة غربه». وشدّدت على أنّ «بالإضافة إلى ذلك، نواصل التحذير من الذهاب إلى منطقة الهرمل، بما فيها مدن عرسال ورأس بعلبك والقاع واللبوة والنحلة، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين أو ضمن مسافة 5 كيلومترات من الحدود مع سوريا».
مستشفى رامبام
في ظلّ المناوشات الجارية على الحدود الجنوبية، ترقّب لبناني وإسرائيلي لمآلات التوتر في الجبهة الإسرائيلية الشمالية مع لبنان، وتحدثت مواقع صحافية محلية في حيفا، عن تحويل أحد طبقات مواقف السيارات في مستشفى رامبام مركزاً لاستقبال الإصابات إذا نشبت حرب مع «حزب الله» اللبناني.
ونشر مراسل القناة «الإسرائيلية 12» فرات نصار في صفحته على «فايسبوك»، فيديو قصيراً، قال في: «تمّ تجهيز الطابق السفلي سالب 3، المخصّص أساساً مواقف للمركبات في مستشفى رامبام، من أجل تحويله مركزاً لاستقبال الإصابات التي تقع في أي حرب قد تنشأ مع حزب الله». وأضاف أنّ المكان سيُجهّز بنحو 700 سرير طبي بعدما خُصّص سابقاً مركزاً لاستقبال مرضى كورونا». وتمنّى نصار ألّا تقع هذه الحرب.
وجاء الاعلان عن هذه الاستعدادات في مستشفى رامبام، بالتزامن مع تعليمات وجّهتها الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى جميع الإسرائيليين بضرورة التزوّد بالمياه والغذاء تكفيهم على الأقل لمدة 72 ساعة، وأن يكونوا قريبين من أماكن محصّنة للذهاب إليها في حالة الطوارئ.
وقدّر متخصصون في الشأن الإسرائيلي أنّ هذه الخطوة هي بمثابة مؤشر إلى اعتبار الساعات المقبلة حاسمة في شأن مآلات الأوضاع على الجبهة الشمالية، من منظور الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
********************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
«مناوشات الجنوب»: إعلان الحرب رهن توسُّع المواجهات في الإقليم
بين حدّي موقف متضامن وداعم لحركة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وموقف يأخذ خصوصية الوضع في لبنان، والرغبة الرسمية والسياسية والشعبية بعدم التفريط بانجازات الصمود والهدوء من الجنوب الى الضاحية وبيروت، وسائر المدن والمناطق اللبنانية، يمشي «حزب الله» من دون استعجال، مقيماً الحساب لكل كلمة وخطوة وضربة عسكرية..
مع الاخذ بعين الاعتبار عدم الانجرار الى استعادة ما جرى في حرب تموز من استهداف للمدنيين والقرى والجسور ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات من الجنوب الى الضاحية والبقاع، فضلاً عن عمليات التهجير الجماعي وما ترتب عليها.
وبصرف النظر عن الاتصالات الدبلوماسية الدولية، والمشاورات الداخلية، فإن اليوم الرابع من العمليات الحربية بين اسرائيل وحماس وفصائل المقاومة في غزة وغلافها وسائر مناطق الوجود الفلسطيني، شهد وتيرة اعلى من «المناوشات بالقذائف والمدفعية والصواريخ»، من دون التوصل الى اعلان رسمي بالدخول في الحرب مباشرة..
واستبعد خبراء تطور المناوشات الى حرب، ما لم يحدث تطور كبير في الميدان، كمحاولة ازالة غزة او غزوها من البر او توسع المواجهات في الاقليم، على مستوى دولي – اقليمي، في حرب محاور شبيهة بالحرب الروسية – الاوكرانية.
دبلوماسياً، تحركت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت دورثي شيا بين عين التينة حيث التقت الرئيس نبيه بري ودارة الرئيس نجيب ميقاتي، لنقل الموقف الاميركي مما يجري، والتحذير من مغبة انجرار لبنان او توريط حزب الله للبلد بفتح جبهة جديدة من الجنوب.
وكشفت مصادر سياسية ان سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا نقلت بالامس الى رئيس مجلس النواب بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله أبوحبيب موقف حكومة بلادها من التطورات المتسارعة في غزة، وتحذيرها من مغبة مشاركة حزب الله في هذه الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، ما يعرض لبنان واللبنانيين لمخاطر غير محسوبة، واكدت في الوقت نفسه حرص الولايات المتحدة الأمريكية على امن واستقرار وسلامة لبنان.
واشارت المصادر إلى ان حركة عدد من السفراء الأجانب،مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، تحذيرهم من مشاركة الحزب بالعمليات العسكرية انطلاقا من جنوب لبنان في هذا الظرف بالذات، الذي يشهد تطورات متسارعة لا يمكن التكهن بنتائجها وتداعياتها،والخشية من الزج بلبنان فيها.
اما حكومياً، فوفقاً لما اشارت اليه «اللواء» في عددها امس، فإن مجلس الوزراء، يعقد بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر الخميس 12 الجاري في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء.
أضاف البيان:«إن رئيس مجلس الوزراء، وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد».
وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تخرج جلسة مجلس الوزراء الخميس إما ببيان يتلوه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تعليقا على التطورات الأخيرة أو بكلمة له تنطلق من موقف لبنان لإبقائه بمنأى عن تداعيات الأحداث في غزة، وأكدت أن هناك حرصا على إبقاء الحكومة متضامنة، ولذلك كانت الدعوة لحضور جميع الوزراء بمن في ذلك المقاطعين من الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر.
ورأت هذه المصادر أن الجلسة أيضا تغوص في مناقشة المقررات السابقة بشأن النزوح وما تم إنجازه ويعرض الوزراء المعنيون تقاريرهم.
إلى ذلك ابلغت مصادر في التيار الوطني الحر اللواء ان مقاطعة مجلس الوزراء تندرج من مبدأ وبالتالي لم يتبدل هذا المبدأ على ان الوزراء لهم الحرية في حضور الجلسة ام لا. وهنا تردد أن قسما منهم قد يحضر لاسيما لمتابعة ملف النزوح، على أن تتبلور الصورة اليوم الأربعاء.
ومع أن تكتل لبنان القوي، دعا بعد اجتماعه بعد ظهر امس الى التفكير في ما يجب عمله لضمان امن لبنان، وتفادي انعكاسات الحرب عليه، فإن لغة النكد السياسي بقيت سمة خطابه الداخلي، لجهة وصف دعوة مجلس الوزراء لجلسة غد بأنه «شكلي» مسجلاً عيباً على الدعوة بأنها جاءت من رئيس الحكومة بعد اجتماع مع رئيس المجلس.
وطلبت الخارجية البريطانية من رعاياها عدم الذهاب الى لبنان إلا عند الضرورة، وشددت على عدم الذهاب الى بعض مناطق الجنوب.
ميدانياً، وبعد تشييع شهدائه الثلاثة، تبنى حزب الله استهداف ملالة اسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) مساء امس بصاروخين موجهين، وتم اصابتها وتدميرها بالكامل.
وردت اسرائيل، حسب ناطق اسرائيلي، باستهداف موقع استطلاع اخر لحزب الله بعد اطلاق القذيفة.
وطلبت قوات الاحتلال من سكان بلدة المطلة القريبة من الحدود مع لبنان بمغادرتها على الفور.
وفي اول تطور من نوعه، اعلنت كتائب القسام، أنها اطلقت من جنوب لبنان صواريخ باتجاه الجليل.
********************************************
افتتاحية صحيفة الديار
«طوفان» 7 تشرين خلطَ الاوراق السياسية… المنطقة مقبلة على تحولات كبرى
قصفٌ مدفعي اسرائيلي ليلاً على الحدود… والمقاومة تدمِّر ملالة بصاروخين موجّهين
الاحتلال الى حرب شاملة على غزة و«القسّام» تدك عسقلان وتل أبيب… – صونيا رزق
لا شك في انّ يوم 7 تشرين الاول 2023 تاريخ لن ينتسى ولن يكون كما قبله، لانه خلط الاوراق في المنطقة وقلب اوضاعها رأساً على عقب، غيّر المعادلات وإخترق المحظورات، وتلك التحصينات الامنية والعسكرية والاستخباراتية الاسرائيلية، وتلك العملية النوعية التي قامت بها حركة «حماس» ما زالت اصداؤها تصدح امام العالم ، وامام جيش يملك قدرات عسكرية هائلة، لكن صورته تحطّمت جرّاء هول العاصفة العسكرية التي اجتاحت المستوطنات، وجمعت أعداداً هائلة من الاسرى العسكريين لإجراء التبادل.
ما حدث خلال الايام القليلة الماضية غيّر الداخل الاسرائيلي، من ناحية ضعف وإخفاق الاجهزة الامنية – الاستخباراتية ووضع الحكومة المهدّدة بالرحيل ورئيسها بنيامين نتنياهو، الذي أمضى أطول مدة في توليه هذا المنصب، لتصبح نهايته على المحك بعد هذا السقوط المدوّي، وافيد بأنّ أعضاء الائتلاف الحكومي وافقوا على تشكيل حكومة جديدة، تكون بمثابة حكومة حرب.وفي اليوم الخامس على بدء العملية، تبدو المنعطفات السياسية خطرة لانها ستغيّر المجريات في المنطقة، ولبنان ضمنها بعد تعرّض مناطق جنوبية للقصف الاسرائيلي على أثر عملية تسلّل قامت بها عناصر من «سرايا القدس»، واوقعت سبعة جرحى من الاسرائيليين، ومساءً تدهور الوضع الامني على الحدود التي شهدت سلسلة من الاعتداءات الاسرائيلية.
وفي غزة، سُجّلت غارات إسرائيلية كثيفة ومتواصلة، على مناطق متفرقة من القطاع الذي بقي في مرمى قوات الاحتلال ضمن ما يشبه حرب إبادة ، وسط إنقطاع الكهرباء والمياه، كما شنّت هجوماً واسع النطاق ضد أهداف لحركة «حماس» هناك، وافيد عن تخطي عدد شهداء غزة الالف وفق ما افادت «كتائب القسّام»، التي قصفت بالصواريخ الحشود الاسرائيلية في ياد مردخاي، ومدينة عسقلان وتل ابيب ويافا بوابل من الصواريخ، وافيد عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وسط دمار هائل وحرائق كبيرة، بعدما أمهلت سكانها للمغادرة ، قبل الساعة الخامسة من عصر امس، محذرة مما سيحصل. وليلاً اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، بأنّ قواته ستقوم بهجوم شامل على غزة، وبأنه جاهز لكل السيناريوهات وكل الجبهات بما فيها الجبهة الجنوبية اللبنانية.
آخر تطورات الوضع في الجنوب
على الخط الامني الجنوبي، سُجّل إطلاق قذائف مساء امس من «إسرائيل» في اتجاه المنطقة الحدودية، وعلى تلال شبعا وكفرشوبا وأطراف بلدة الماري ومحيط قرية الغجر وبسطرة ووادي خنسا والقليلة، فأتى الرد من المقاومة بإطلاق صواريخ من صور في إتجاه شمال «اسرائيل»، كما إستهدف حزب الله دبابة اسرائيلية بصاروخ موجّه، بعد قصف قوات الاحتلال نقطة مراقبة للحزب. وافيد ليلاً عن مقتل جنديين اسرائيليين خلال الاشتباكات على الحدود، وفي ظل ما يجري طلبت قيادة «اليونيفيل» من العناصر والعاملين لديها النزول الى الملاجئ .
بيان للمقاومة ليلاً
الى ذلك صدر بيان عن المقاومة اشارت فيه الى الإعتداءات الإسرائيلية، التي إستهدفت عدداً من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية، وقالت: « قام مجاهدونا مساء بإستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا، عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا (المستعمرة المسماة أفيفيم) بصاروخين موجّهين وتم إصابتها وتدميرها بالكامل. وكان الهدوء الحذر قد ساد الجنوب بعد ظهر امس، في ظل إستنفار اسرائيلي دائم على الحدود مع لبنان، وانتشار للجيش اللبناني، وسبق ذلك تعرّض بلدة ميس الجبل الحدودية، لسقوط عدد من القذائف المدفعية من الجانب الاسرائيلي، الذي دعا سكان المستوطنات القربية من الحدود اللبنانية، الى دخول الملاجئ خشية من حدث أمني.
الى ذلك تبدو تعقيدات الوضع الميداني جنوباً ذاهبة نحو الاسوأ، لانّ العدو الاسرائيلي يبدو فاقد الادراك والوعي، ويتخبّط في سلسلة إنزلاقات عسكرية، ما يعني انّ الاحتمالات الدراماتيكية واردة جداً ومرتقبة.
العميد خلف: ادعو حركة «حماس» الى مواصلة العملية
وفي هذا الاطار يقول العميد المتقاعد جوني خلف في حديث لـ «الديار» : «لا شك في انّ حركة «حماس» حققت انتصاراً، لكن عليها التنبه الى ردّات الفعل الاسرائيلية، فالمعارضة باتت مع نتنياهو وهذه تداعيات سلبية، لان هدفهم تأمين وتثبيت الوجود، لذا عادت المعركة وإتخذت طابعاً آخر، لانّ المستوطنات تعاد الواحدة تلو الاخرى، والقوات البرّية الاسرائيلية دخلت اليها، لذا اصبح الدخول اليها صعباً من قبل «حماس»، وهنالك حشد برّي لا مثيل له الى غلاف غزة، وعلى جهة الجنوب وضعوا مئة الف جندي تجنباً لأي حدث، لذا يجب درس الحسابات جيداً، وادعو حركة «حماس» الى مواصلة العملية».
واشار العميد خلف الى غياب التدخّل الدولي الجدّي، لوقف العمليات العسكرية بين الطرفين، وأضاف: «اذا اراد الجيش الاسرائيلي الدخول الى غزة، لن يستطيع إيقاف المعركة إلا اذا حقق هدفاً كبيراً، واليوم نعيش مرحلة تبادل في العمليات، لانّ الحرب الحقيقية هي الدخول برّاً وإحتلال الاراضي».
جلسة حكومية غداً لبحث المستجدات وملف النزوح
حكومياً، وجّه الرئيس نجيب ميقاتي دعوة لإنعقاد مجلس الوزراء، عند الرابعة من بعد ظهر غد الخميس في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظل تطور الأوضاع على الصعد كافة، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء 2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري.
اجتماع طارئ اليوم لجامعة الدول العربية
عربياً، تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً اليوم، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، وفق ما اشار الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، وقال: «تقرّر عقد دورة غير عادية بناءً على طلب دولة فلسطين، لبحث سبل التحرّك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف الاعتداءات».
الملف الرئاسي في الثلاجة حتى اجل بعيد
رئاسياً، وامام التطورات العسكرية الخطرة، وتداعياتها على لبنان والمنطقة، بات الملف الرئاسي في الثلاجة حتى اجل طويل، ولم يعد ملف لبنان حاضراً لا في باريس ولا في الدوحة، اذ تتجه الانظار الى التطورات العسكرية المرتقبة، مما يعني انّ الاستحقاق الرئاسي سيغيب حتى عن الساحة اللبنانية، على ان يدخل في نفق طويل لاحقاً، في إنتظار مستجدات الوضع العسكري وتوقيت إتجاهه الى الهدوء
********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
حرب إبادة في غزة والجنوب ينزلق نحو المواجهة المفتوحة
فيما عيون العالم شاخصة الى الساحة الفلسطينية في اليوم الرابع على عملية طوفان الاقصى، ترقبا لما سيؤول اليه الوضع الميداني وقد تكثفت الى الحد الاقصى امس الغارات الاسرائيلية على غزة، تسمرت عيون اللبنانيين كلهم امام شاشات التلفزة والاخبار الواردة من الحدود الجنوبية وحركة ميدانها، خشية انزلاق البلاد وجرفها مع طوفان الاقصى، بعدما جرفها الى قعر الهاوية اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا اداء المنظومة الحاكمة.
وفي وقت شهدت الحدود هدوءا حذرا، مع ترقب لما اذا كان حزب الله سيرد على مقتل 3 من عناصره اول من امس في استهداف اسرائيلي للجنوب، سجل المشهد السياسي استنفارا على المستويات كافة لا سيما ديبلوماسيا وامنيا وتحولت المقار الرسمية الى خلايا نحل تستقبل وتودع السفراء والقادة الامنيين بحثا عما يقي لبنان شر الطوفان.
عدم الانجرار
في السياسة، المواقف الدولية والمحلية الداعية الى ابعاد لبنان عن المواجهة في الاراضي المحتلة تتوالى. امس، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سفير بريطانيا هاميش كويل وتم البحث في التطورات الاقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على اهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيدا عنه، كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية. وعرض بوحبيب مع سفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تم البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة الى نيويورك.
اجتماعات
ليس بعيدا، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات امنية في السراي لبحث الوضع الامني في البلاد والتدابير المتخذة. وفي هذا السياق اجتمع مع المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري. كما اجتمع مع المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا. والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان. كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي في زيارة وداعية. ثم سفير المانيا كورت جورج شتوكل.. واجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.
ومساء التقى ميقاتي السفيرة الاميركية دوروثي شيا.
للتحلي بالحكمة
الى ذلك، رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله أن “توسّع ساحات المواجهة مرتبط بالوضع الداخلي”، معتبرا في حديث اذاعي أنه “في تصعيد اسرائيل في الجنوب اول من أمس، محاولة استدراج لتوسيع ساحات الحرب لاستجلاب الدعم الغربي، والأميركي تحديدا”. وشدد على “ضرورة تحلي الجميع، وخصوصا “حزب الله”، بالحكمة اللازمة لابقاء لبنان بعيدا من المواجهة المباشرة، وإبقاء الصراع فلسطينيا – اسرائيليا، مشيرا الى “أن لبنان في وضع لا يحسد عليه، ومقومات صمودنا كشعب في ظل الانهيار والتحلل، ليست كبيرة”.
تحييد لبنان
بدوره، كتب النائب غسان سكاف في منشور على حسابه عبر منصة “اكس”: “إن السلوك الاسرائيلي والتجبر المستمر والمتمادي الذي مارسته إسرائيل وإطاحتها بكل المبادرات والاتفاقات والإمعان في إذلال الفلسطينيين واقتحامات الاقصى، أدت الى إسقاط غصن الزيتون من يد الفلسطينيين ورفع البندقية”. وأضاف: “لا حل دائماً سوى بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال”. وختم: “إن تحييد لبنان أصبح اليوم أولوية ليتفرغ الى دعم القضية إنسانياً وديبلوماسياً وإلا سينتقل بلد الارز من الانهيار إلى الاهتراء وخطر الزوال بفعل نزوح خارجي الى الداخل ونزوح داخلي الى الخارج”.
في عين التينة
وسط هذه الاجواء، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تطورات الاوضاع والمستجدات الامنية والسياسية خلال لقائه رئيس الحكومة الذي غادر من دون الادلاء بتصريح . وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا حيث جرى بحث للاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة وغادرت شيا من دون الادلاء بتصريح.
تجدد المناوشات
ميدانيا، سيّرت قوات “اليونيفيل” والجيش اللبناني دوريات مُشتركة على طول الخط الأزرق جنوب لبنان. وسجل استنفار لدى القوات الاسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط هدوء حذر صباحا في المنطقة. ولكن الوضع انفجر مساء مع اطلاق رشقات جديدة من الصواريخ باتجاه الجليل ردت عليها القوات الاسرائيلية بقصف محيط بلدات زبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور.
كما قصف العدو مزرعة بسطرا ومحيط مزرعة المجيدية.
وتحدث الاعلام العبري عن احتمال تسلل مسلحين من لبنان إلى شلومي بالجليل الغربي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد اعلن عن الاشتباه بحدث أمني في الجولان وعند القاطع الشرقي لجنوب لبنان وأصدر أوامر للسكان بدخول الملاجئ. كما أعلن الجانب الاسرائيلي عن الاشتباه أيضاً في عملية تسلل في منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، قبل ان يتبين ان هذه المعطيات مزيفة.
مجلس وزراء
في ظل هذه المناخات، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر الخميس 12 الجاري في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. أضاف البيان “إن رئيس مجلس الوزراء، وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لا سيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد”.