لا تخفي مصادر سياسية متابعة، أن “اللقاء الذي جمع أحد أقطاب الممانعة بسفير دولة فاعلة، لم يكن مريحاً للقطب الممانع الذي تبلّغ رسالة شديدة الوضوح والحزم من السفير البارز وجّهها لفريق الممانعة، بضرورة عدم دخول لبنان بأي شكل على خط الصراع القائم في غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية التي تدور في فلك الممانعة”.
المصادر ذاتها، توضح، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “القطب المنتمي إلى الممانعة فوجئ بلهجة السفير البارز، والرسالة التي صيغت بلغة التحذير، وقُدِّمت بشكل واضح ومباشر، أي من دون تلاوين كلامية وبلا قفازات كما يقال، منعاً لأي التباس أو محاولة تذاكٍ بعدم فهمها من قبل القطب المنتمي إلى الممانعة”.
المصادر عينها، تؤكد أن “السفير المعني أبلغ بالمباشر القطب البارز في الممانعة، أن عاصمة بلاده الفاعلة ستحمّل لبنان مسؤولية أي تدخل في الحرب وأي هجوم يشنّه (الحزب) أو الفصائل الفلسطينية انطلاقاً من الأراضي اللبنانية”، لافتة إلى أن “القطب الممانع حاول على وقع المفاجأة بكلام السفير، التملّص والتخفيف من وقع ما يحصل على الحدود الجنوبية بالقول: إننا غير معنيين بالتصعيد”.
هل هذا يعني أن توريط لبنان وجرّه قسراً إلى الحرب ليس قدراً محتوماً ويمكن تجنّبه؟، تجيب المصادر نفسها: “لم يفت الأوان بعد، ويمكن ضبط الحدود الجنوبية والجيش قادر إذا ما أُعطي الضوء الأخضر” مشددة على أن “الكرة في ملعب الممانعة التي ستتحمّل المسؤولية عن أي تدهور، ولن تتمكن هذه المرة من غسل يديها من جريمة زجّ لبنان في الحرب الدائرة والكارثة الكبرى التي ستحل به في هذه الحالة، في ظل الانهيار الذي يعيشه على كل المستويات”.