كان يفترض بجولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن تكون لرص الصف الداخلي تحصيناً للبنان في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها سيما بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.. هذا هو العنوان الذي وضعه الفريق البرتقالي لسلسلة اللقاءات التي أجراها رئيسه، لكن ما تبين في نهاية هذه الحركة هو انها خُصصت لدعم الحزب وطمأنته الى ان الداخل يسانده في اي حرب قد ينخرط فيها، والى ان صف 8 آذار عاد ليُرَص وتجاَوز خلافاته السابقة، وقد تبرع باسيل بلعب هذا الدور التوفيقي التصالحي بين اهل بيت الممانعة.
فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، الكلام المعسول لرئيس التيار عن ضرورة الوحدة في هذه المرحلة والترفع عن منطق التحدي وعن اولوية انجاز الانتخابات الرئاسية وتعزيز المؤسسات… سرعان ما تبيّن زيفه بعد ان تعرقلت الامور من جديد على خط ملء الشواغر في المجلس العسكري والذي تُرجم بانفجار الخلاف مجددا الاربعاء بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم المحسوب على التيار الوطني الحر.
والى هذا المعطى غير المشجع الذي لا يوحي بأن اداء فريق باسيل وزاريا سيتغير بما يخدم تحصين لبنان وآخِر مؤسساته “العاملة” اي الجيش اللبناني، بدا ايضا ان حساباته الرئاسية لم تتبدل بل هاجسه هو هو: قطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقد حمل موقفه مِن بنشعي في هذا الخصوص، وتقاطعُه مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على رفض التمديد للعماد عون، دلالات رئاسية واضحة تؤشر الى قلق مشترك لديهما مِن حظوظ عون الرئاسية.
كل ما تقدم يؤكد ان الهدف من جولة باسيل لم يكن ذاك الذي أعلنه اذا، بل كان هدفا آخر، له علاقة بحشد الدعم لـ”الحزب”، في محاولة ذكية من باسيل لتبييض صفحته في عيون الضاحية. ففي كل محطة توقف فيها، كان يكرر ان لا بد من دعم الحزب اذا فرضت الحرب علينا… وقد كان منسوب “التفخيم” بالمقاومة، الاعلى في بنشعي حيث قال فرنجية: لبنان اهم من الرئاسة ونحن تحدثنا بموضوع البلد ونحن متفاهمون بنسبة كبيرة، واضاف:”اكدنا حرصنا على البلد، والمقاومة اظهرت حرصا على لبنان ولا استطيع المزايدة على المقاومة في هذا الموضوع، ونحن لا نحرص على لبنان أكثر من حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ”الحزب” حسن نصرالله عليه، وباسيل معنا، ويجب العمل لدرء الانقسام، والواقع يقترب من التمنيات، وما يحدث في فلسطين وغزة جريمة بحق الانسانية”.
من جهته اشار باسيل الى ان “هناك تفاهما كبيرا على مختلف الأفكار التي تم عرضها حول كيفية الالتقاء في مواجهة خطر الحرب والتوحّد في العمل واعادة الانتظام الى المؤسسات”.
وبعد، ترى المصادر ان باسيل يتطلع حتما الى ان يقبض ثمن هذه الجهود التي تبرّع بالقيام بها، للم شمل 8 آذار ورفع مستوى المساندة والاحتضان المحليين للحزب. وهذا الثمن يريد حتما ان يتقاضاه من حارة حريك، بعد ان تهدأ المدافع، في ملف الرئاسة او سواه، وربما بالتعاون مع فرنجية في العهد المقبل اذا لمس ان الكرسي الاول آيل اليه، تختم المصادر.